هل سقط مبارك , وهل سقط النظام ؟
كنت مثلا غيرى من الملايين الذين نادوا بضرورة التغيير السياسي نظرا لاحوال مصر المتردية في جميع نواحي الحياة دون تفرقه بين مجال او اخر بل الكل سي ء ويسير بنا الي ظلمات اكثر من التخلف والانحدار.
وفي يوم 25 يناير وماتلاها من ايام اعتقدنا بان الفرج قد اتي بعد ضيق , وان الامل ازداد وبشائر التغيير قد لاحت وبدأ النور يغشي الظلمة - وبدأ الظلم ينقشع عن مصرنا الحبيبه – هكذا تصورنا جميعا وتمنينا ان تستكمل الثورة مسيرتها الي ان تحقق المطالب التي خرج الشعب من اجلها – واعترف باني قلت كما قال الاخرين بانها ثورة , ولكن بعد تروى وتفكير عميق – اتضح لي بانها لم تكن ثورة , ولكنها انتفاضه شعبية احدثت بعد التغييرات البسيطة في المجتمع من علي السطح _ اما في ظاهرها فهي لم تغيير شيئا فلا سقط مبارك ولا سقط النظام .
قد يخلف البعض معي من منظور انها ثورة بينما ارى انها انتفاضه – فالامر بسيط جدا وواضح ولا يحتاج الي جهد في التفسير , فأين مبارك الان ؟ وهل سيحاكم فعلا؟ واذا ادين هلي يدخل السجن ؟ ام سوف يظل في مستشفاه يلاقي كل انواع الرعاية والحراسة والخصوصية , وكأنه في اجازة بدون راتب بل وعلي نفقة الدولة يعيش في حالة استجمام وتنعم وعناية طبيه فائقة لا ينعم بها اى مواطن اخر . والمجتمع المصرى يعم بملايين المواطنين الذين يعانون من شتي الامراض دون ان يجدوا اى نوع من انواع الرعاية .
هل سقط النظام ؟ وبالمنطق والبحث نسأل هل كان هناك في الاساس نظام كي نطالب بسقوطة ؟ وقد تبين لنا انه لم يكن هناك نظام يحكمنا ولكن مجموعة من الفاسدين يقومون ييتصدرواجهة الحكم , بل الغريب انه لم يحدث اى تغيير – بل الموجودين الان ماهم الا تلاميذ ابليس والمؤسسة الشيطانية التي حكمت مصر – فتكاثروا بالالاف في شتي مؤسسات الدولة ولم ولن يقترب منهم احد . واصبح الكل خادم لهم ويسبح بحمدهم .
وبما نفسر جيمعا عدم الاقتراب من الصناديق الخاصه ومغارة علي بابا التي تستأثر بمليارات الجنيهات وعدم ضمها الي خزينة الدولة لسد العجز في الموازنة العامه بدلا من السعي الي الاقتراض – امر مدهش حقا ان تكون اموالنا في صناديق سوداء هي في الاصل اموال الشعب ويتم حجزها لمجموعة اخرى اكثر فسادا لتتولي الاستيلاء عليها . وفي الوقت الذى وضع النظام فيه حد ادني للرواتب بعد مناورات وتصريحات وتغيير في الارقام الي ان وصلت الي ما وصلت اليه , فما سبب عدم الاقتراب من وضع النظام لحد اقصي للرواتب والاجور - ؟؟؟؟ فهل هذه هي العدالة الاجتماعيه التي نادت بها ثورة يناير ؟ ام هي نفس سلوكيات الفساد وامتداد لما سبق قبل الثورة ؟
بماذا نفسر عدم الاقتراب من الدعم للوقود بالنسبه للمصانع ورفع سعره – بينما لم يتم الرقابه علي هامش الربح – ومن المعروف بان دعم الطاقة يصل الي حوالي 90 مليار جنيه
فالا يمكن رفع الاسعار بجدول زمني ؟؟؟
بماذا نفسر في عرض الموازنه عن تدني المبالغ المخصصه للتعليم والصحة والبحث العلمي ؟ بماذا نفسر عدم تفعيل اى مبادرة او مشروع تنموى زراعي او صناعي دون العروج علي اسباب واهيه والقول بانها حكومة تسير اعمال ؟ لان الموازنة التي قام بعرضها وزير الماليه سوف تستمر معنا حتي بعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية ولمدة عام كامل .
دعونا نكون صادقين مع انفسنا ونسمي الاشياء باسمائها بعيدا عن الحلم والامل والطموح ؟
فمازال الشباب يطلقون عليها ثورة وهذا حقهم ولا ننكرة حيث هم من كانوا حملة شعلتها – لكن هم يعلمون جيدا بان كل مانادوا به لم يتحقق - وفصيل اخر يرى انها ثورة لانها حققت غاية ما يصبو اليه وقد حقق اهدافهم الخصه دون النظر الي المصلحه والمنفعه العامه , وفصيل ثالث يرى انها انتفاضة لان يشعرون بان مبارك لم يسقط ولا النظام , ويتخوفون من الحالة الضابية التي نعيشها في الوقت الحالي , وفصيل رابع يرى بانها انتفاضه لانها لم تكن ثورة حيث لا مساس بمصالحهم الاقتصاديه والسياسية .
هكذا من وجهة نظرى بان ابناء هذا الوطن قد انقسموا الي انفسهم -؟ بين الثورة والانتفاضة – بل واصبح الجدل في قضايا هامشية بالنسبه للقضايا الاهم هي حالة من الجدل الغير نافع وغير مجدى بالمره – ومن الواضح بان لعبة الكراسي الموسيقية قد بدأت -. وليس هناك بشائر امل في التغيير المرجو فلا سقط مبارك ولا النظام .
سامي عبد الجيد احمد فرج