بين الاماني والتمني !

 

     قد يتذكر البعض منا حكاية جحا مع الحاكم ولمن لم يتذكرها فهي في سطور تحكي عن  جحا عندما ذهب  الي الحاكم وراهنه علي انه سوف يجعل الحمار يتكلم في غضون عشرة سنوات وعندما فاتحه بعض اصدقائه انه يسعي الي المستحيل ,  قال اعلم ذلك – لكني اراهن علي عنصر الوقت فاما يموت الحاكم – او يموت الحمار – او اموت انا. فرهن حل قضيته بالموت لاى من اطراف هذا الاتفاق المحال تحقيقة.

 

    نفس ما ذهب اليه المجلس العسكرى الذى يلعب علي عنصر الوقت ,  والحالة الصحية للرئيس السابق ,  فقرار الاحالة الذى تم مواجهة الرئيس به كان في قتل المتظاهرين اما الفساد المالي والتربح وتهريب الاموال لم يتم الافصاح عنه حتي هذه اللحظة .

 

 واصبحنا بين الاماني والتمني لكل ابناء الشعب ,  وانقسم الشعب الي قسمين , فصيل اظهر تعاطفة مع المخلوع لاننا شعب عاطفي بطبعه واثر فيه  المشهد الاخير عندما راه في المحكمة وهو علي السرير وتلك الحيلة انطلت علي بسطاء الامة من جهلائها وحتي من المتعلمين فيها, ويذكرني ذلك باخر حلقه من مسلسل جزيرة الشيطان وتعاطف المشاهد مع القاتل المستبد عندما اصابه مرض عضال.

 

وعلي الجانب الاخر فصيل اخر يعيش حالة من التمني والاماني في ان تحقق السماء عدالتها التي نعرفها جيمعا وان الله سبحانه وتعالي بقادر في ان يطوع الزمن لصالح الحق والعدل والقصاص – وانه يجب ان يكون هناك درسا لكل الحكام المستبدين الفاسدين في الارض. بعيدا عن التشفي والشماته  والحقد – ولكن كل مطلبهم في محاكمة عادلة مقابل ثلاثين عاما من الظلام والظلم الذى  عاشه الشعب المصرى .فهل هذا بكثير ,  والا يعلم العلي القدير عن مكنون هؤلاء ومايستحقه الاخرين – بل يعلم وهو اللطيف الخبير .

 

  فالمجلس العسكرى وبقايا النظام السابق الذى مازال موجودا علي المشهد السياسي يتمني قدوم الموت للرئيس المخلوع حتي يغسل يدة من دمه  في حالة ادانته ,  واذا رأى الرئيس بانه قد تمت التضحيه به فسوف يتكلم وحديثه هذا قد يؤذى صورة الموجودين خارج  اسوار طره وتصبح هناك مصالح مشتركه للالاف من ضرورة التخلص منه قتلا باى وسيلة من الوسائل التي كان يستخدمها النظام السابق.

 

  والمواطن العادى الذى رأى رئيسا في اواخر العمر  وهو صابغا لشعرة ويتوسد سرير المرض الملكي ويلاقي كل انواع الاحترام والتدليل والرعاية التي لم يجدها شخص اخر ممن يعانون من مرض ربما اشد وطأة مما يعانية فخامته _ يتعشم في وجه الله تعالي ان يرى الحق والعدل  مرة في حياته وهو يتحقق بصورة كامله غير منقوصه .

 

 فان كان العبد يلعب  علي عنصر الوقت وهو غافل في نفس الوقت عن النظر  في الا رادة الربانية  لمالك الوقت سبحانه وتعالي – ومهما بلغ الامر بنا الي مضيعة الوقت في طرق فرعية  ووقتا مستقطع في تغيير الاستراتيجيات فهناك دائما حكم اكبر يمتلك زمام الوقت كله وليعلم الغافلون اى منقلب ينقلبون ان حاولوا ضياع الحق من اصحاب الحق في غفلة من الزمن والزمن لا يغفل ابدا ولاينام عن حقوق المظلومين فلا تلعبوا علي عنصر الوقت بين الاماني والتمني .

 
سامي عبد الجيد احمد فرج