الموت يكشف محبة الناس
فى سابقة من نوعية تلقى شخص فى ظهيرة يوم مكالمة هاتفية من احدى السكرتيرات الادارية ترغب فيها بمعرفة مكان تلقى التعازى فى احد الافراد فأجابها من الذى توفى فأجابت انه فلان وهوالذى اجاب عن المكالمة فبهتت من الفاجعة وأقفلت سماعة الهاتف النقال . وبدأ المعنى بالوفاة تراوده شكوك حول الشخص التوفى فبدأ يتصل بكل اقربائه لمعرفة صدى هذا الخبر الكاذب ولم يشعران هناك سماع لهذا الخبر وهو يحاور نفسه فإذا به تأتيه مكالمة هاتفية من احد اصدقائه يبلغه فيها بأنه سمع عن وفاته وقد حزن كثيرا لكن هذه المكالمة طمأنته وابلغ المعنى بمصدر الخبر ذلك الخبر الذى اشيع فى اوساط اصدقاء هذا الشخص وبينما هو يتأسف ويطرح الاسئلة عن مصدر هذا الخبر فإذا به يتلقى مكالمة ثانية من احد اصدقائه يبلغ فيها بان الخبر مصدره جريدة ولكن باسم متشابه فقط . وتوالت المكالمات الهاتفية من كافة اصدقاء هذا الشخص للتعزية فى وفاته المفترضة وقد وصل الامر ببعض اصدقائه الى الذهاب الى المقبرة لمواراة هذا الشخص المفترض وفاته .
وجاءته مكالمة اخرى بعدما تيقن كافة اصدقائه بان هناك تشابه فى الاسماء وقال له ان خبر وفاته المفترضة جعلت الاصدقاء يقدرون له شعبيته وحبهم الكبير له . راح هذا الشخص يسأل نفسه لماذا كبد هؤلاء مشقة التنقل الى المقبرة والاتصالات الهاتفية المتكررة على مدى يومين متتاليين واجاب ان ذلك من شيم محبة الناس له وشكرهم على تعاطفهم معه وهو لازال على قيد الحياة وقال الموت حق وكشف للصداقة الحقيقية ولمحبة الناس اللامتناهية وشكر الله على هذه النعم المتمثلة فى محبة الناس له بعد مماته المفترضة .
ولهذه الحادثة عبرة لمن يعتبر