الربيع العربى والقانون الدولى

اثارت الازمة السياسية السورية ردود فعل متباينة بين الدول الكبرى وجامعة الدول العربية فالجامعة العربية ترى ان الازمة يجب ان يستند حلها على مبادرة الجامعة العربية تلك المبادرة التى اصدمت بحق استعمال الفيتو على مشروع القرار الدولى بشان الازمة السورية .وفى هذا السياق استضافت الجامعة العربية خلال اجتماع مجلس الجامعة العربية وزير الخارجية الروسى . وأشاد وزير الخارجية الروسى بالعلاقات العربية الروسية وبالدور الروسى فى تحرير الوطن العربى من الاستعمار وقال بان ليس لروسيا اطماع فى المنطقة العربية لان العلاقات بين الدول العربية وروسيا على المستوى التجارى جيدة كما اشاد بدوره رئيس اللجنة العربية الخاصة بالأزمة السورية فى اطار الجامعة العربية بالعلاقات الروسية العربية لكن نقاط الاختلافات تكمن فى الاتى :
1-ترى روسيا ان المشكل فى الازمة السورية يكمن فى الحرص على تطبيق القانون الدولى وحمايته من الانحراف ولذلك فإنها تعتقد بأنه يجب على جميع الاطراف فى سورية وقف العنف والانسحاب من المدن المسيطر عليها ثم الشروع فى العملية السياسية بين جميع الاطراف دون استثناء .
2- ويرى الجانب العربى ممثلا فى الجامعة العربية ان المشكل يكمن فى عدم انصياع السلطة السورية للانسحاب من المدن ووقف العنف ضد المدنيين ولابد ان يكون الانسحاب ملازما للالتزام السياسى بالمبادرة العربية .
وبين الحرص على حماية القانون الدولى من الانحراف والربط بين الانسحاب والعملية السياسية يستمر الوضع فى سورية على ماهو عليه ويدفع المواطن السورى ثمن المراوغات السياسية من هذا وذاك فى غياب كلى للمرجعية العربية لإدارة الازمات على مستوى الوطن العربى من تلك غياب محكمة عدل عربية يديرها قضاة عرب مشهود لهم بالكفاءة القانونية والفقهية عربيا ودوليا .الى متى يستمر هذا الوضع دون مرجعية عربية مقبولة لجميع الاطراف تكون قراراتها ملزمة ولها الصفة الاجبارية .