بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ العزيز / عبد الله الناصري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,
دعني سيدي الكريم أن أرد على تساؤلاتكم المشروعة من عدة وجوه
الوجه الأول : بالفعل نحن لسنا أمام محكمة ثورة , نحن أمام محكمة قانون , محاكم الثورة التي عهدناها لم تستنكف أن تعلق المشانق للمعارضين حتى قبل إحالة الدعوى إليها , ولا أخفيك أن كثيراً ظن أن مصر وجيشها العظيم سينزلق إلى هذا الخطأ الكبير , ولكن ولأنها ثورة بيضاء قام بها شباب نقي السريرة غير مسيس ولا منظم لا يتبع حزب ولا مرشد , ولأن من حمى هؤلاء الشباب هو جيش وطني حر يأبى إلا أن يتقي الله في شعب مصر , فقد قدم المتهمون إلى محاكم قضائية عادية تكون لهم جميع الضمانات والحقوق التي يتمتع بها أي متهم وفقًا للقانون الساري
الوجه الثاني : وهو نتيجة لما سبق وكما تعلمون ان القاضي لا يحكم بعلمه الشخصي , بل هو مقيد بما يطرح عليه في الأوراق من أدلة كما هو مقيد بنصوص القانون , فالقاضي يحكم بالقانون ولا يشرعه ... ومن ثم جاء الحكم صحيحًا مطابقًا للقانون , حتى وإن كان من المستحيل تحريك الدعوى الجنائية ضد مبارك وعائلته واعوانه أثناء فترة حكمهم إلا أن ذلك هو حكم القانون الذي لا يتغير إلا بتعديل احكامه من مجلس الشعب , الذي أنهكته معاركه مع الحكومة فترك دوره التشريعي وتفرغ " لجر شكل " الحكومة من جهة والمجلس العسكري من جهة أخرى وأخيرا القضاء من جهة ثالثة .
الوجه الثالث : سيدي العزيز , أنه ليس هنا بمصر ثورة بالمعنى المتعارف عليه الذي ينتهي حتمًا بالحكم بالإعدام على النظام السابق وفلوله , وهي الأخطاء الكارثية للثورات , في مصر ثورة بمفهوم جديد , مفهوم مبني على العدل حتى مع ألد الخصوم , خرج الشباب طالبًا عيش , حرية , كرامة إنسانية , جميعهم أهدر في ظل نظام مبارك , الذي آمن الكراسي فأساء الحكم , خرج الشعب ليطلب العدل فوجد ضالته عند جيش مخلص نزيه , أجبر مبارك على التنحي وتحمل إدارة شئون البلاد في أسوأ فترات تمر بها البلاد أمنيًا وإقتصاديًا وإجتماعيًا , فأحسن العمل وإجتهد فأصاب وأخطأ , أسس ديمقراطية حقيقية وأشرف على إنتخابات حرة نزيهة لاول مرة يختار المصريون ممثليهم ورؤساؤهم , ومازال يقوم على المهمة غير عابئ إلا بمسئوليته أمام الله , يملؤه الإصرار على نقل السلطة بنهاية الشهر الجاري . هذه هي الثورة وهذا هو الجيش المصري كما أراه . لم يفعل مثلما فعلت القوات الليبية ولا الجيش السوري ... حفظ الله مصر
خالص تحياتي وتقديري
أحمد سويد