صراع الاجيال فى السياسة العربية

المتتبع للشأن العام العربى يتيه بين الحداثة والتقليد والتمركز ،هذا المثلث الرهيب امتدت ذيوله الى الاسر والعائلات ، فالأبناء لايبالون بنصائح الاباء وهولاء يأبهون حتى الاصغاء للأبناء ، وقد تغذت من هذا المثلث التنظيمات الاجتماعية وحتى المهنية والأحزاب السياسية والنظام السياسى بشكل اخص .ولذلك يصعب الحوار بين الاطراف فكل يريد السيطرة على الاخر وينظر اليه كأنه العدو اللدود ، وفى هذا تحضرنى قصة تروى علاقة الابن والأب فقال الابن للأب اريد الزواج وقد كبرت فأجابه الاب اكمل دراستك فأجاب الابن انتم تزوجتم صغارا وعليه حان وقت الزواج فرد الاب كون نفسك بمنزل فأجاب الابن اننى اريد ان اسكن فى منزلك وأنت تخرج منه ...هذا المثل نجده فى كل التنظيمات الاجتماعية والسياسية فالشاب ينتظر فى عجالة استلام الامر دون مراعاة غيره وصاحب المركز يتمسك بالمنصب الى اخر نفس له .
فى ظل هذا العراك يجرى الحديث عن الديمقراطية ودولة القانون والعدالة الاجتماعية وغيرها من الصيغ القانونية والسياسية البراقة ، ناسين او متناسين تأثير هذا المثلث فى النفوس البشرية . لكن ماهو المخارج ؟ ان المخرج من هذا المثلث وضع مسافة واحدة للتداول على الكرسى الدوار دون ماربة او التفاف ديماغوجى