اهات العيد من بعيد

ها قد ودعنا عيد الفطر المبارك لعام 1433 هج وحالنا بين الحنين الى الماضى وصعوبة حاضرنا وتطلعاتنا لمستقبل عربى واعد،هل حان الوقت لامتنا العربية مراجعة سياساتها نحو شعوبها مثلما يقوم به التاجر الناجح كل عام حيث ينصب على مراجعة دفاتره السلبية والايجابية وتتبع دائنة اينما كانوا ؟ ان مراجعة اساسيات العلاقات بين الحاكم والمحكوم وفق نظرة عصرية واعية وآيا كان النظام الذى يعتمد ،هو الكفيل لإخراج الامة من هذه الاضطرابات الاجتماعية هنا وهناك ولا يتأتى ذلك إلا بشعور المواطن البسيط بقوته فى انتزاع حقوقه كاملة دون لف ودوران وروتين قاتل وكذلك شعور الحاكم باحترام المحكومين بسلطانه.
ان النظريات الحكم التقليدية قد تجاوزها الزمن لان وعى المواطن اصبح فى قمته ولا يمكن له قبول اي طرح غير ملموس واقعيا ، كما ان الحاكم لم يعد يتمكن من الاطلاع على كل احوال الامة مثلما كان فى العصور الاولى للخلافة نظرا لغزارة المعلومات التى تقدم له من كل الجهات حيث يصعب عليه الاحتكام برؤى سديدة وان اصاب احيانا فهو عرضة للنقد من طرف مناوئه فى الحكم لان السلطة الحاكمة والمعارضة لاتوجد بينهما قواسم مشتركة فالحاكم يبحث عن البقاء فى الحكم بكل الوسائل والمعارضة تفعل كل ما فى وسعها لتخييب امال المواطنين فى هذا الحاكم ،ومن ثمة فان المحور الرئيسى فى هذه المعادلة مفقود وهو سلطة القضاء المستقل الذى يفصل فى كل خلاف بمصداقية ونزاهة دون التحزب او التحيز لهذا او لذلك لان السلطة القضائية المستقلة عن كل التيارات والحزازات السياسية وغيرها هو الملجأ المنقذ للأمة وهو المعول الاساس فى احقاق العدل بين كافة شرائح المجتمع على اختلاف ماره ومشاربه .
ان ربيعنا العربى يعلق عليه الامال الواسعة فى ارساء دولة القانون والعدل للجميع ويعلوا احد على القانون.