البحث عن الهوية والديموقراطية
يعيش المواطن العربي عراكا سياسيا يكاد ان يكون يوميا لم يسبق له مثله عبر تاريخه وحضارته ، لان الفترات التاريخية المنقطعة من تاريخه وحضارته جعلت من وطنه هيكلا جغرافيا تتكالب عليه القوى الكبرى فى العالم ، ولذلك اختلطت على السياسى والمواطن ترتيب الاولويات فراح كل منهما يبحث عن ضالته فى البحث عن هويته وأيدلوجيته التى انتزعت منه عنوة ولم يسترجعها إلا بتضحيات جسام .
وبناء على ذلك وجد السياسى والمواطن العربى انفسهما امام تحديات كبرى تتمثل فى البحث عن هوية كل مجموعة ساكنة فى بقعة من هذا الوطن المترامى الاطراف ،مما زاد فى عمق التحديات فراحت كل مجموعة ساكنة تتحرى عن ماضيها وحاضرها وتتطلع الى مستقبل واعد ترسمه لنفسها.لكن التحديات لم تتوقف عند ذلك فوجد السياسى والمواطن انفسهما امام تحديات اخرى تتمثل فى البحث عن نظام سياسى من شأنه تحقيق الديمقراطية الموعودة . وهنا يكمن مربط الفرس حيث تشتت الاجتهادات واختلف النظريات والسياسيات فى النظام الذى يتلاءم مع جغرافيتنا المترامية الاطراف التى تختزن فى باطنها كنوزا وعلى سطحها مفاهيم وهويات متنوعة ومختلفة . وهكذا طفحت الى السطح اطروحات سياسية احدثت زلزالا سياسيا فى الوطن العربى لاتزال تردداته قائمة الى الان.