يامنجتك يامصر ! لا يمكنني ان انكر انه في هذا العصر السعيد استقبلت انا واسرتي وملايين من الاسر المصرية ضيف غاب عنا لفترة بعيدة من اعمار اسرنا المعدومة والمنعدمة قدرتها الشرائية في احضار هذا الغائب لموائدها البسيطة وذلك لارتفاع اسعارها والتي كانت خارجه عن حسابات هذه الاسر لقلة ذات اليد والحيله فكنا نكتفي بشم رائحتها او الفرجه عليها في اماكن عرضها . وقد جاء علي ذكرها في خطاب السيد رئيس الجمهورية الذى تفاخر بانه في عهدة قد اصبحت في متناول فقراء الامه , وربما هي لم تزرع في عصره لان لااشجارها موجودة منذ عشرات السنين لكنه اراد ان يجعل الصورة الذهنية للمواطن بان قدومة حمل لنا الخير في زيادة الانتاج الزراعي مثل القمح والارز وايضا ثمرة المانجو التي اصبحت رمزا قوميا هذه الايام. اعتقد الان عرفتم من هو الغائب الذى استقبلته الاسر المصرية وهي ثمرة المانجو التي احدثت نوعا من الجدل والنقاش الواسع بل وصل الامر الي السخريه والاستهزاء في رسومات خرجت عن تقاليدنا وقيمنا اعجبت البعض وازدراها البعض كلا حسب ثقافته وكلا حسب موقفه السياسي .ولم يتم النظر الي ابعد من ذلك. ورغم تعدد الاقاويل والاشاعات لم نجد اى جهة قامت بتنفيد هذه الاشاعات او نفيها بل تركتها تزداد وتشتعل دون ان تراعي عقلية المواطن وحاجته للفهم , كما لم تخرج علينا اى جهبة بحثية سواء زراعيه او صحية او مسؤلون حكوميين لشرح ابعاد هذا الامر ومسبباته ولماذا اغرق السوق المصرى بهذه الفاكهة التي كانت مخصصة للاسر الموسرة الحال. وفي نفس الفترة الزمنية للعام الماضي رأينا كيف انخفضت اسعار البطاطس وتوافرها في السوق بكميات كبيرة , وما جعل المواطن علي دراية باسباب توافرها وانخفاض سعرها هو سماعه لصرخات المصدرين في الاعلام عن توقف روسيا من استيرادها مما نتج عنه ما حدث . وذكرت الاشاعات بان ثمار المانجو رفضت استيرادها لكونها رشت بمادة لتعطي لونا زاهيا وانه يؤثر علي صحة المواطن في الدولة المستوردة ولكن في مصر فصحة المواطن المصرى هي اقل شأنا في الاهتمام بها , ورغم تردد هذه الاشاعه بقوة لم تسارع اى جهة او حزب او مجتمع مدني في النظر والمطالبة بالتحقيق في هذا الامر وكأن صحة الانسان المصرى مباحه من الجميع معارضه ونظام قائم . والاشاعة الثانية ذكرت بان هناك رجل اعمال علي صلة بالنظام قام باستيراد عجينة من الصين وتم توريدها الي مصانع المشروبات والعصائر لذلك لم نسمع صرخات اصحاب تلك المصانع عن الاضرار التي لحقت بهم او بالمواطن. متي يهتم الانسان في مصر باخيه الانسان وبصحته ومقدراته واثار ذلك علي مستقبل اجيال قادمة من الناحية الصحية اما كافانا من امراض نحملها في اجسادنا وتعيق جهدنا ومقدراتنا الماليه في العلاج ؟ كم اتمني ان يقوم انسان مصرى مهتم بنشر الحقيقة كاملة علي الشعب بعد بحث ودراسة ايقافا للاشاعات والقضاء عليها والقضاء علي الفتنه في مهدها حتي لا نصبح عرضة لاصحاب الاغراض الدنيئة . اه من امة ضحكت من جهلها الامم. سامي عبد الجيد احمد فرج