وهابيوا مصر
خلال الايام الماضية استمع المصريون الي احد الاصوات المحبه المعتدله التي شدت باعذب الكلمات عن الحب والتسامح والمعايشة والتقارب ومعرفة قيمة الوطن , لم تكن اغنية وطنية حماسية , ولم تكن انشودة النصر والانتصار , ولم تكن في مجال الاحتفال بعيدا من اعيادنا القومية او الدينية . الشخص الذى قام بذلك قدم الينا من بلاد الوهابية ومن الجزيرة العربية لم يكن طلال مداح او المطرب محمد عبدة – وانما رجدل دين وهابي من اخمس قدمية الي قمة ر أسة وهو الشيخ العريفي فتحدث وانصف بكل شجاعة مصر والمصريين تاريخا وحماية للدين باسلوب دخل القلوب بمعلومات نعرفها جميعا لكن التلوث السمعي علي الاذان نتيجة الداعة الجدد اضاع في زحمة الحياة احلي ما في مصر من حب وتسامح وتقارب وتلاحم , وهنا يظهر السؤال اليس بهذا الرجل وهابيا ؟ والاجابة بنعم . فماذا عن اخوانا الوهابين من ابناء الشعب المصرى ولماذا هذا الاختلاف في الخطاب الديني ؟ اذا كانت الوهابية بمنطق الشيخ العريفي فاهلا بها ان سارت علي هذا النحو , اما ان كانت علي منوال اخوانا السلفيين المصريين فهذا ما نرفضة بشدة لاننا سو نحاسب علي عقولنا وليس علي ما يقوله شيوخنا منهم.
وان كان هذا ليس بيت القصيد وانما هو مدخل اخر للفكر الوهابي في مصر انطلاقا من نقطة واحدة هي سبب المشكلة في عقولهم وهي المرأة , ففي الوقت الذى تحدث فيه الشيخ العريفي عن سيدات اثرت الحياة باكملها ابتداء من هاجر ومريم القبطية واسيا زوجة فرعون نجدهم يبذلون جهدهم في طمس وجودها في المجتمع المصرى وان تصبح متاعا وزينة داخل جدران المنزل لاغير . فأى ظلم هذا والتاريخ الاسلامي والسيرة العطرة لصاحبيات جليلات قمن ببطولات سواء في الهجرة او في الغزوات والفتوحات .ويأتي هؤلاء ليبخسوها حقها في مجتمع تقدم بكل مستحدثات معاصرة في شتي مجالات العلوم المتنوعة , وتعدد الوظائف الحياتية التي تعطي الحق للجميع في المشاركة فيها دون تمييز ودون اقصاء او تهميش.
وهناك حيث الوهابية التي لا ادرى هل نحن فهمناه خطأ او من تحدث باسمها في بلادنا هو المخطأ , فنحن لا نملك من المعرفة بهذا المذهب سوى ما يحاول السلفيبين في مصر من ترويجة من افكارعنها دون ان يبحث كلا منا عن حقيقة هذه الافكار ام انهم قد اضافوا اليها من لدنهم .فنحن نرى جلالة الملك خادم الحرمين الشريفين والذى يسيطر علي مملكته المذهب الوهابي يقر بضرورة ان تمثل المرأة في مجلس الشورى بنسبة 20% هذه هي وهابية السعودية والتي لو نظرنا بنظرة شامله اوسع لن نجد اى مشاركة للمرأة السعودية مثيله للمرأة المصرية في سوق العمل ومهامها وما تقوم به من اعمال تساعد علي النهضة والنمو , فياتي لنا وهابية مصر ليضعوا لنا قيودا علي لا تعطي مرونه او حقوق للمرأة التي تمثل مايزيد عن 53% من جملة السكان الا بنسبة 2% فقط من اعضاء مجلس النواب , وهذه النسبة التي وان وصلت الي لن تكون علي قوائمهم بل علي قوائم الكتلة المدنية التي تعرف الاسلام الحق ودور المرأة في المجتمع وتعترف بحقوقها وبانها الذارع الثاني للجسم المصرى في التنمية والتربية , والقيام بدورها في العمل علي تقدم المجتمع.
هنا يجب ان نبحث عن اجابة لسؤالنا هل المصريون الوهابيون يختلفون عن الوهابية في شبة الجزيرة العربية ؟ وهل هي وهابية من نوع جديد لم نعرف عنه شيء , ام كان المتحدث الذى جاء من شبة الجزيرة العربية يغازلنا بما ليس فيهم؟
سامي عبد الجيد احمد فرج