استقلالية القضاء فى الوطن العربى

ان استقلالية القضاء فى الوطن العربى يثير تساولات عديدة من حيث تحقيق العدالة بين جميع المواطنين او من حيث التوازنات السياسية التى يطغى عليها الشللية والعصبية والمصلحية الضيقة للأشخاص .
ان كل الدساتير العربية تحرص على فصل السلطات وكل يناشد ويتطلع الى العدالة والحرية الفكرية والسياسية والديمقراطية دون التفحص الدقيق فى هذه المفاهيم الكبيرة التى تشرئب لها الاعناق . فالدول المتقدمة منذ النظريات الفقهية الدستورية تعمل على كسب الرؤى العام المحلى ومن ثمة الدول وفق مناهج تطبيقية ومعلومة لعامة الاشخاص فالسلطات تحترم بعضها البعض ولا تطغى سلطة على الاخرى .
ورغم ذلك بين فترة وأخرى تطرح تساولات حول تداخل السلط وتبدأ الانتقادات والمراجعة لكل خلل . وهذه طبيعة البشر الى تميل الى التسلط والانا نية . لكن الامور تعالج فى ظرف قصير قلما يخرج الى الشارع وكلنا تابع القضايا التى طرحت فيها قضية الانتخابات او استغلال السلطة او استعمال المال فى انتخابات .
وكان دوما فى هذه الاختلافات والصراعات القضاء المستقل حاضرا للفصل فيها وكان دوما استعداد تام للمنهزم قبول قرارات القضاء . لكن فى وطننا العربى ليس بهذه الصورة فالشللية والمصلحية تلعب دورها وتؤثر فى القضاء ,صحيح ان القضاء ليس بالضرورة ان يكون خارج اطار المصالح القومية للدولة لأنه يمارس بصفة استقلالية حقه الدستور فى تطبيق النصوص التشريعية الصادرة عن المجلس التشريعى المنتخب بصفة نزيهة وشفافية . وفى هذا الاطار تسعى بعض الدول الى تحقيق القضاء الجوارى وذلك بتخفيف العبء عن المواطن وتسريع وتيرة الاجراءات القضائية لإحقاق حقوق المهضومين . وعليه فهى تسعى هذه الدول لإعطاء الصلاحيات الواسعة فى تفسير النصوص التشريعية وتوحيد تطبيقاتها الميدانية .
هذه خاطرة عن استقلال القضاء فى الوطن العربى