كرر الله سبحانه وتعالى موضوع الصدق والصادقين في آيات كثيرة تحث على الصدق وصحبة الصادقين وجاءت السنة المطهرة في كثير من الأحاديث النبوية الشريفة لتؤكد هذا المعنى وتثبته فالصدق في القول والفعل هو السمة الأولى للمؤمن ولا يزال الرجل يصدق حتى يكتب عند الله صديقاً وإن كان هذا جديراً بالمعاملة بين البشر فيما بين بعضهم البعض فهو أولى وأجدر بالصدق مع الله تعالى والثبات على وعده وعدم النكوث حيث قال في هؤلاء :

( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا )

صدق الله العظيم

في الأيام الأولى لهذه الحرب الهمجية الشرسة التي يشنها الكيان الصهيوني الغاصب مجمع شذاذ الافاق على لبنان الشقيق وجه سماحة السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله كلمته إلى لبنان والعرب والكيان الصهيوني وبالطبع أنكر المجتمع الدولي لأنه متأكد من عدم وجوده اصلاً لا سيما في مثل هذه التعديات يومها قال لأمة محمد وللمؤمنين الموقنين بوعد الله ولكل شريف مؤمن بالوطن :

النصر آت ... آت .... آت  بإذن الله

وهاهو اليوم الثلاثون لهذه الحرب الهمجية ها قد مضى الشهر كاملاً على حرب لم تصمد فيها دول مسلحة متمرسة بوزارات دفاع وجيوش وعتاد أكثر من أيام أو ساعات لكن هؤلاء الرجال الصادقون المعاهدون لله على الثبات وإعلاء كلمته واجتثاث البغي من فوق ترابهم الغالي ثبتوا وتحقق النصر الذي وعد سماحة السيد فالآلة العسكرية الاسرائيلية الغاشمة لم تحقق النصر سوى على الأطفال والشيوخ والنساء وتدمير المدن والقرى هذا هو نصرها المكلل بالفشل والعار والخزي لكنها فشلت الفشل الذريع المخزي أمام بواسل المقاومة وهم يسطرون مجد الأمة ويرفعون الرؤوس عالياً ويحطمون الغطرسة العسكرية الصهيونية وتركع بذلك أمام إيمانهم وصدقهم الوعد مع الله سبحانه وتعالى حرب رفعت وأعزت الصادقين وأذلت الأعداء والمتخاذلين ضربات المقاومة الموجعة ليست رسالة لهذا الكيان الغاصب فحسب بل هي رسالة لكل الشعوب العربية وأنظمتها ولك الأمة الإسلامية تقول لهم هذه هي إسرائيل الجيش الذي لا يقهر هاهي دبابات الميركافا القوية المحصنة تتحطم بالعشرات على أيدي سواعد المقاومين الأبطال وتصبح نعوشاً لجندها هاهم جنودهم المدربين العزيزين عليهم كعدد يتساقطون صرعى يأنوون تحت ضربات المقاومين وقبل أن تموت أجسادهم فقد ماتت لديهم الثقة بالنفس والقوة التي يمتلكونها هاهي سفارات الدول الأجنبية في الكيان الغاصب يحتشد على أبوابها ليلاً نهاراً مئات طالبي الهجرة وهاهي دائرة الهجرة والجوازات في الدولة الغاصبة تعمل على مدار الأربع والعشرين ساعة لتستطيع تأمين طلبات المتكدسين على أبوابها للحصول على جوازات السفر و هؤلاء السائحون يهرعون إلى المطارات عائدين من حيث أتوا مكبدين الاقتصاد الصهيوني كل يوم ملايين الدولارات من الخسارة المتوالية كل يوم والمستوطنون شذاذ الآفاق اللذين لا يجمعهم هوية مشتركة سوى كذبة أرض الميعاد أرض أنهار اللبن والعسل التي ملأ حاخاماتهم رؤوسهم بها يكفرون بكل ما تعلموا ولقنوا ويهرعون للعودة من حيث أتوا بعد أن لقنوا درساً جيداً أن هذا ليس مكانهم الآمن وليست أرض الأجداد كما زعم لهم حاخاماتهم .

وفي الجانب المقابل ماذا نجد ؟؟ شعب لبنان الأبي الباسل يتمسك بوطنه ويلفت حول مقاومته الشريفة يتجذر بأرضه كالصخور الأبية يتحدى الموت وتستقبل الصدور الخالية من السلاح المدجج العامرة بالإيمان وبالثقة بالنصر تستقبل حمم العدو بثبات وصبر وصمود قل نظيره في العالم لم تعول على صمت الأشقاء وحياديتهم القاتلة ولم تعول على عطف الغرب وتحنانه قلوب سندها الوحيد الإيمان بالله أولاً وبوعده وبحب الوطن والثقة بقائد فذ إن قال فعل وصدق لم يكذبه يوماً ولم يسقيه الأحلام والترهات قائذ لسانه الصدق وفعله الصدق قدم ابنه البكر فداءاً لتراب بلده ولم يضن به عليه ولم يجعله في البروج العاجية وقصور الغواني .

أفلا نرى أنه حقق ما وعد به وأن بشارته تحققت وأن النصر الآت قد جاء بالفعل .

إنه لبنان أيها الأغبياء

كم مرة وصفكم بالغباء وما نصحتم وما عدلتم عن غبائكم

فيا أيها اللذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين بدل أن تكونوا عليهم لأن مصير كل متخاذل هو مزبلة التاريخ

النصر للمقاومة .... النصر للصادقين