اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 


التاريخ
2/24/2003 6:09:00 PM
   لارا دريك ... صراحة وجرأة لايقدر عليها العربي.      

الاثنين 2/7/1423هـ الموافق 9/9/2002م، (توقيت النشر) الساعة: 10:58(مكة المكرمة)،07:58(غرينيتش)
الضربة الأميركية للعراق ومستقبل الشرق الأوسط

مقدم الحلقة:

أحمد منصـور

ضيف الحلقة:

البروفيسورة لارا دريك: مدير المجلس الاستراتيجي للشرق الأوسط

تاريخ الحلقة:

04/09/2002

- حقيقة تضارب المواقف والآراء في أميركا حول ضرب العراق
- سيناريوهات الحرب ضد العراق ودور المعارضة العراقية في تشكيل الحكومة الجديدة

- طبيعة الدور الصهيوني في الحرب ضد العراق

- كيفية إيقاف المحاولات الأميركية لضرب العراق

- السياسة الأميركية وتشكيلها تهديدا للاستقرار الدولي

- إذلال أميركا للعرب وكيفية مواجهته بسلاح النفط

أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحييكم على الهواء مباشرة وأرحب بكم في حلقة جديدة من برنامج (بلا حدود).

رغم الأحداث الجسيمة التي تمر بمناطق عديدة من العالم لاسيما ما يرتكبه الإسرائيليون من جرائم يومية في حق الشعب الفلسطيني الأعزل، إلا أن طبول الحرب التي تدقها واشنطن ضد العراق تكاد تطغى على كافة الأحداث وتغطي على كافة الأصوات، ورغم انحسار التأييد الداخلي والدولي للإدارة الأميركية إلا أنها تصر بعنجهية وصلف على أنها ماضية في خططها لضرب العراق وتغيير النظام سواء أمتثل العراق أم لم يمتثل للقرارات الدولية، وأبرزها قرار عودة المفتشين الدوليين، مما يؤكد بأن المسألة بحاجة إلى فهم لأبعاد التهديد الأميركي ومخطط الحرب التي ربما لا تشمل العراق وحده وإنما تحمل بذور تغيير شامل لخريطة المنطقة.

تساؤلات عديدة حول هذا الموضوع أطرحها في حلقة اليوم عبر الأقمار الاصطناعية من واشنطن على البروفيسورة لارا دريك (مديرة المجلس الاستراتيجي للشرق الأوسط، وأستاذة العلاقات الدولية بالجامعة الأميركية، ومديرة تحرير مجلة شؤون الشرق الأوسط التي تصدر من واشنطن).

وُلدت لارا دريك في سان فرانسيسكو في كاليفورنيا بالغرب الأميركي.

تخصصت في قضايا المنطقة العربية وشاركت في الإعداد والكتابة لعشرات الأبحاث عن الصراع العربي -الإسرائيلي وقضية اللاجئين وحرب الخليج الثانية.

جابت الكثير من دول العالم، لاسيما الدول العربية حيث زارت مصر والعراق وإيران ولبنان والسودان وسوريا واليمن وفلسطين وأقامت لفترات طويلة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.

تتحدث إلى جانب الإنجليزية والفرنسية اللغة العربية ولكن باللهجة العامية الفلسطينية.

ولمشاهدينا الراغبين في المشاركة يمكنهم الاتصال بنا على الأرقام التالية: 4888873 (00974) أو عبر الفاكس: 4890865 (00974) أو عبر موقعنا على شبكة الإنترنت:www.aljazeera.net

بروفيسور لارا مرحباً بك

لارا دريك: مرحباً السلام عليكم.

حقيقة تضارب المواقف والآراء في أميركا حول ضرب العراق

أحمد منصور: عليكم السلام ورحمة الله، مع ارتفاع أصوات المسؤولين الأميركيين بالحديث عن الحرب اليوم الرئيس الأميركي (بوش) أعلن أنه سوف يتحدث في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ليبين.. في الأسبوع المقبل ليبين أسباب هجومه على العراق، سيجتمع يوم السبت المقبل مع رئيس الوزراء البريطاني (توني بلير)، سوف يأخذ موافقة الكونجرس قبل نهاية دورته في الشهر القادم أو سيطرح الموضوع لأخذ الموافقة حول هذا الموضوع، في نفس الوقت هناك حديث عن تضارب في المواقف والآراء.

لارا دريك: أولاً بدي أشكركم في (الجزيرة) على هذه الدعوة، ومن خلالها بدي أودي تحياتي من قلبي للشعب الفلسطيني المناضل ولصمود الشعب العراقي في هذه المرحلة الصعبة.

وسوف أبدأ بالتحدث باللغة العربية الآن وأفهم أن سؤالك يتعلق بالخلاف داخل الإدارة الأميركية، لقد اعترف (كولن باول) اليوم إن الخلاف داخل الإدارة هو خلاف حقيقي وهناك سؤال حول هل يجب أن تُعطي الأولوية لمسألة عودة المفتشين أم الأولوية للحرب ومسألة المفتشين هي مسألة ثانوية، وهم يحاولون الآن التوصل إلى حل وسط، واليوم سمعنا من واشنطن إن هذا الحل الوسط سيكون ربما فكرة المفتشين يعودون إلى العراق بمساعدة من قوة عسكرية أميركية، ولو رفض العراق ذلك سيبدأ.. ستبدأ الحرب حينذاك، هناك أسئلة كثيرة داخل الإدارة الأميركية ذات علاقة بعدم مساعدة الحلفاء لهذه الحرب فالحلفاء يشعرون إن هذه الحرب ليست حرباً عادلة وأن الولايات المتحدة بدأت تخرج عن مسار المنطق والعقلانية، ويجب أن تعاد إلى هذا المسار، الجدول الزمني الذي نتحدث عنه الآن هو قصير جداً والأمور تتحرك بسرعة كبيرة، وهناك حديث عن إن الأرضية الوسط أو الحل الوسط الذي سيتم التوصل إليه ربما سيكون في الأسبوع القادم، فيجب أن نراقب الخطبة التي سيلقيها الرئيس بوش في الثاني عشر من سبتمبر، وربما سيكون هناك إعلان للحرب مع حلول الأسبوع القادم وليس هناك وقت كافٍ.

أحمد منصور: أنا أريد أن أسألك عن شيء تطرقت إليه الآن ويعني لم أكن قد دخلت فيه بشكل أساسي وهو ما أشرت إلى أن كولن باول تحدث عنه اليوم مع وجود انقسام حقيقي، "لوس أنجلوس تايمز" نشرت في عددها الصادر أمس أن هناك فعلاً انقسام حقيقي داخل الإدارة، فريق يقوده (ديك تشيني) نائب الرئيس ومع (دونالد رامسفيلد) وفريق آخر يقوده باول، ما هي قوة كل فريق، وما هو الفريق الذي يمكن أن ترجح كفته عن الآخر؟

لارا دريك: حسناً، وكما قلت سابقاً إن الخلاف الحقيقي داخل الإدارة وقبل الحادي عشر من سبتمبر عندما كنا نتحدث عن العراق كان جناح باول هو المسيطر، ولكن بعد الحادي عشر من سبتمبر تغير الأمر بشكل عكسي ورامسفيلد وجناحه الآن لهم الأذن الصاغية من قبل الرئيس بوش.

والنقطة الثانية: هي عدم موافقة الحلفاء، وحقيقة كان هناك استفتاء للرأي العام يوم أمس أظهر إن الغالبية العظمى بالحقيقة 39 فقط من الرأي العام الأميركي يؤيدون خوض الحرب ضد العراق بدون مساعدة من الحلفاء، وهناك تغيرات كثيرة في المواقف حسب ما تظهره استطلاعات الرأي العام وإضافة إلى معارضة الحلفاء هناك أيضاً محاولة للتوصل إلى حل وسط، لكن حتى الحل الوسط يعني خطوة عسكرية من نوع ما وربما حتى إنهم طبقوا خطة التفتيش المسنود من قبل القوة العسكرية الأميركية فإنهم ربما حتى وإن لم يجدوا شيئاً في العراق سوف يخترعون شيئاً ليتخذوه ذريعة لشن الحرب على العراق وهذا يتطلب حالياً من العرب أن يتحركوا وبصوت واحد موحد، وقد خرجوا بقرار في قمة بيروت يقول: إن الهجوم على العراق هو هجوم على كل الدول العربية، والآن حان الوقت لتطبيق هذا القرار في.. شكل حقيقي على الأرض، ولو أن الاتحاد الأوروبي أصدر قراراً مماثلاً فإن الولايات المتحدة ستأخذ الأمور على محمل الجد ولكنهم لا يعبئون بالرأي العام العربي، وأنا أعلم إن وزراء الخارجية العرب..

أحمد منصور [مقاطعاً]: سآتي إلى هذا تفصيلاً.

لارا دريك: يلتقون اليوم في القاهرة هذا اليوم..

أحمد منصور: سآتي.. سآتي، سآتي إلى هذا.. سآتي إلى هذا تفصيلاً، ولكن حتى لا نخلط الأوراق ببعضها، سآتي إلى هذا تفصيلاً، في ظل هذا الوضع الذي تحدثت عنه داخل الإدارة الأميركية ما هي السيناريوهات المستقبلية بالنسبة للعراق؟

سيناريوهات الحرب ضد العراق ودور المعارضة العراقية في تشكيل الحكومة الجديدة

لارا دريك: أعتقد أن كل السيناريوهات لو أن الاتحاد الأوروبي والعرب لا يوقفون هذه السيناريوهات فإنهم سيشنون الحرب، وربما سيشنون نوعاً مختلفاً من الحرب وتتراوح السيناريوهات من عمليات محدودة للقوات الخاصة بمساعدة ما يُسمى بالمعارضة العراقية إلى استخدام 75 ألف إلى 250 ألف جندي أميركي وربما أيضاً الاستيلاء على حقول النفط وما شابه ذلك في الشمال والجنوب وربما لا يستطيعون فعل ذلك إلا من تركيا فقط وربما سيفعلون الشيئين معاً، وهناك سيناريوهات كثيرة مطروحة لكيفية خوض الحرب عسكرياً، أنا لا أريد أن أجلس هنا وأعطيهم أفكار تساعدهم، ولكنني سأقول إن الخطر الأكبر سيكون مما يسمى بضباب الحرب وهو الفترة التي تمر عندما نواجه الأزمة ما قبل حدوث الحرب الحقيقية والأمور تتحرك بسرعة عندما يتم تدمير مناطق ومنشآت عسكرية مثل السيطرة والقيادة وهناك وقت ما بين.. ما يحدث على الأرض وبين وصول المعلومات إلى مقرات القيادة وهذا يعني فقدان السيطرة على الأرض ولو تم تدمير وسائل الاتصالات فإن الوقت سوف يستمر لمدة ساعات، لا يعلم الناس خلالها ماذا يجري على الأرض وليس فقط القادة يفقدون الاتصال بمن تحت إمرتهم، ولكن أيضاً القواعد لا تعرف ماذا يحصل في مقرات القيادة، وأياً كانت هذه السيناريوهات التي يتم اختيارها في النهاية، فإن هذا سيكون عاملاً فعالاً وذا تأثير.

أحمد منصور: من بين هذه السيناريوهات هل يمكن أن تنزل قوات أميركية في العراق وتقوم باحتلاله والانتشار فيه؟

[فاصل إعلاني]

أحمد منصور: كان سؤالي لك عن إمكانية أن تقوم الولايات المتحدة بإنزال قوات أميركية في العراق بحيث تصبح هناك عملية احتلال إذا قامت الحرب؟

لارا دريك: نعم بالتأكيد، هذا جزء من الخطة، ولو قاموا بغزو العراق فسوف يحتلون هذا البلد وقد قالوا ذلك والمراقبين في الولايات المتحدة حذروا من أن احتلالاً مثل ذلك قد يدوم بين 20 إلى 30 عاماً وسوف يحتلون العراق وعندما يفعلون ذلك سترون الاحتلال.. قوات الاحتلال الأميركي في شرق العراق وهي تزحف بخطوات وفق الجيو سياسية باتجاه الغرب نحو فلسطين، بوش يقف كتفاً إلى كتف وجنباً إلى جنب مع صديقه (أرييل شارون)، وكل البلاد العربية محصورة بين هذين الجيشين بشكل يشبه الاستعمار الذي يذكرنا إلى المراحل الأولى من القرن العشرين وسيفعلون ذلك لو سمحتم لهم بذلك

أحمد منصور: معنى ذلك أن وجود قوات أميركية في العراق، ووجود قوات أميركية الآن في الخليج وفق اتفاقات سلمية، ووجود إسرائيل كقوة احتلال في فلسطين يمكن أن يؤدي إلى تغيير شكل المنطقة وخريطتها؟

لارا دريك: سوف تكون أيديهم مسيطرة على 10% من خزين النفط في العالم، وتعلمون جيداً إنهم أي نظام سيضعونه في العراق بما يسمى بالمعارضة، فإنهم اعترفوا -وبدون أي حياء- بأنهم سوف يتعاونون مع الصهيونية ولا يهمهم ذلك بشيء، وسوف يفعلون أي شيء وتطلب منه أميركا، بما في ذلك التعاون مع الصهيونية، وسيفتح هذا آبار النفط وحقول النفط ومصادر النفط أمام الصهاينة ليضعوا أيديهم على الثروة النفطية العربية بشكل مباشرٍ هذه المرة.

أحمد منصور: يعني أنا.. أسألك عن التعاون الذي يمكن أن يتم بين القوات الأميركية -إذا تواجدت في العراق والموجودة في الخليج- وبين قوات الاحتلال الإسرائيلية وتأثير ذلك على المنطقة.

لارا دريك: حسناً، من حيث الأساس عندما نتعامل مع الاستعمار، فإنهم سوف يطبقون أي شيء يرغبون في ذلك وسيمددون القوى الصهيونية عندما ترتبط القوة الصهيونية بالعراق بالقوى الموجودة في العراق عبر منطقة الخليج، وعند ذاك الصهيونية لن تتمتع فقط بالدعم الأميركي من.. عن بعد، ولكن سوف يكون لهم حلفاء أميركيون عرب، سوف يتوسعون بالفكرة الصهيونية عبر الحدود الكويتية والسعودية والسورية والإيرانية وعند ذاك، سوف يملون شروطهم ويحاولون فرض إملاء شروطهم حول الكيفية التي سيكون بها مستقبلهم وستكون هنا.. سيكون هناك حل سلمي وفق الرؤى الصهيونية، وسوف يرحلون الفلسطينيين قسرا وكل ما أرادوه سوف يفعلوه، لأن مثل هذا النوع من الاستعمار الجديد الذي شاهدناه في بدايات القرن العشرين، عليَّ أن أخبركم بذلك.

أحمد منصور: هل يمكن، الآن بتتحدثي عن إمكانية بقاء القوات الأميركية ثلاثين عاما في المنطقة وفق السيناريو الموجود، معنى ذلك أن العراق يمكن أن تتحول إلى فيتنام ثانية بالنسبة. للأميركيين؟

لارا دريك: واضح إن شعب العراق معروف عنهم قوتهم وقوة شخصيتهم، ولن يسمحوا أبداً لقوة أميركية أن تحتلهم من دون إبداء مقاومة، ولكن الأمر يحتاج إلى فترة زمنية لتنظيم المقاومة وحتى مع المقاومة سيمكن للأميركان يقضوا عليها بقوتهم الجوية ولكن سيكون هناك نضال قوي طويل الأمد، كما هو الحال مع النضال الفلسطيني ضد القوى الصهيونية الأقوى والنضال سوف يستمر ولكن في نفس الوقت على.. أميركا سوف تفرض سيطرتها على الموقع ا لجغرافي الاستراتيجي الفريد من نوعه في العراق والذي يكون بالمرتبة الثانية بعد مصر وسوف يكون تحت تصرفهم ثروات العراق والشعب العراقي سينفق ويصرف كل قوته وطاقته للتخلص من هذا الاحتلال الأميركي وهذا الاستعمار الجديد، وهذا سوف يبدد قوتهم ونشاطهم ومساهمة العراق في الأوضاع الدولية.

أحمد منصور: ما هو شكل الحكومة القادمة في العراق ودور المعارضة فيها إذا تمكنت الولايات المتحدة من تنفيذ هذا المخطط؟

لارا دريك: كما قلت سابقاً لقد قالت المعارضة العراقية في أوساطها الخاصة أنه لا مشكلة لديها في التعاون مع الصهيونية في كل ما يطلب إليها.. منها سواء كان ذلك ما يخص العملية السلمية أو إعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين، وعليَّ أن أقول هنا إن المعارضة.. أو ما يسمى بالمعارضة العراقية كنت أتحدث مع شخص يدعى (كنعان مكية) قال في... في تصريح لصحفية "الواشنطن بوست" إنه شخص لا يؤمن بالله وهذا باعتراف منه وإنه.. وهذا.. كلامه يؤكد إنه شخص لا يؤمن بالله وإن إلههم ليس هو الله وإنما أميركا هي إلههم وسوف يطيعونها في كل شيء تطلب منهم ولا... لا يهتمون بمستقبل العراق أو تاريخ العراق أو دور العراق العربي وكونه ضمانة لقوة العرب ومستقبلهم ومساهمة العراق في القضايا العربية، كل هذا لا يعبئون به، والعراق سيكون حبيس هذه العقلية الجديدة وهذا الاستعمار الجديد، هذه هي كارثة يجب أن لا يسمح بحدوثها.

أحمد منصور: كثير من المراقبين يتحدثون عن توقيت الحرب ويقولون: إن بوش قد يتردد في بدء الهجوم قبل انتخابات الكونجرس المقررة في تشرين الثاني نوفمبر القادم، خشية وقوع انتكاسة عسكرية للأميركيين، هذا ما ذكرته وكالة "رويترز" في تقرير لها يوم السبت الماضي، من خلال وجودك في واشنطن ومتابعتك لمراكز صناعة القرار هناك، ما هي تقديراتك، أو تقديرات مراكز صناعة القرار لموعد الحرب إن وقعت؟

لارا دريك: من حيث الأساسي هناك نافذتين.. نافذتان زمنيتان علينا أن نتطلع إليها، عندهم من.. ابتداء من شهر تسعة إلى شهر آذار أو أبريل وأيضاً من شهر سبتمبر عام 2003 وحتى شهر مارس في عام 2004 وحتى انتهاء من الحملة الانتخابية.

للكونجرس، لأنهم يدركون إنه من الصعب على القوات الأميركية أن تمارس عملها في العراق في ظل درجات حرارة مرتفعة تتجاوز 55 درجة، ولكن لو استمرت الأمور كما هي مناسبة لهم، فإنهم.. فأن عليهم أن ينتظرون انتهاء انتخابات الكونجرس، وهناك أمور يجب أن ينتظروها، عليهم أن ينتهي الجدل والمناظرة في الكونجرس وجلسات الاستماع التي تتخللها شهادات رسمية من قبل (رامسفيلد) وأركان الإدارة الأميركية، الكونجرس عاد لتوه من عطلة شهر آب/ أغسطس، والشيء الآخر أيضاً إن المحتلين الصهاينة.

[موجز الأخبار]

أحمد منصور: كان سؤالي لك قبل الموجز حول موعد الضربة الأميركية -إن وقعت- في ظل تكهنات كثيرة حول الموعد وأجبتِ على جزء من السؤال تفضلي بإكماله.

لارا دريك: نعم، كنت أود أن أقول إن العامل الثاني المهم في مسألة تحديد الوقت هو ذا علاقة بتحضيرات قوة الاحتلال الصهيوني وتحضيراتها للحرب، فالجيش الصهيوني أعلن نوعا من السقف الزمني لإنهاء تحضيراته وهو الثالث من نوفمبر، واستناداً إلى هذه المعلومات ولو افترضنا إنها معلومات صحيحة ولا تهدف إلى التضليل، فإن الأميركان لن يخوضوا ولن يشنوا هذه الحرب قبل انتهاء الصهاينة من تحضيراتهم وعلينا أن لا ننسى رجاءً إن الصهاينة هم الذين يسيطرون على السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط، ولن يقبلوا بشن الحرب قبل الانتهاء من تحضيراتهم وعلينا جميعاً أن نراقب التحضيرات الصهيونية، مثلاً سمعنا عن شراء أقنعة واقعية من الغازات السامة وما شاكل ذلك، ولو بدأ ذلك فعلينا أن نشعر بأن التحضيرات مستمرة.. والعامل.. العامل الآخر اليوم الرئيس بوش يحاول شرح قضيته للحرب وعليكم أن تتوقعوا في الأسبوع القادم أو ما شاكل ذلك فإن هناك الكثير من المعلومات المضللة ذات العلاقة بما يسمى بأسلحة العراق.. أسلحة الدمار الشامل العراقية وهي محاولة لكسب موقف الكونجرس الأميركي لأن الجميع يعلم إن الشعب الأميركي لم ينضم بعد إلى الإدارة في.. في سعيها للحرب وهم يسعون الآن إلى كسب ثقة الكونجرس، وهناك الكثير مما يجب عمله في مجال العلاقات العامة، وإذا كنا نتعامل مع هجوم يعتمد على قوة عسكرية صغيرة، فإن ذلك سوف يحتاج إلى أسبوعين لإتمام التحضيرات، ولكن المؤسسة العسكرية وجنرالاتها لا يريدون هذه الحرب كما قالوا، ولكن لو أمروا بشنها، فإنهم يفضلون وضع قوة كبيرة تحت تصرفهم لتقليل الخسائر البشرية الأميركية ولو كانت الحرب من ذلك النوع فنحتاج إلى شهرين تقريباً لإتمام التحضيرات، وهذا يعتمد بدوره على ما ستفعله الدول العربية ضد الحرب ولو وقفوا ضد الحرب فلن تتم التحضيرات وسوف تنتهي قضية الحرب، ولكننا لو افترضنا إن الأميركان سمح لهم والعالم العربي سمح لهم بشن الحرب، وأنا آمل ألا يفعلوا ذلك، فإن الاحتمال هو ستشن قبل نهاية هذا العام ربما بين شهر نوفمبر وديسمبر من هذا العام.

طبيعة الدور الصهيوني في الحرب ضد العراق

أحمد منصور: تحدثت عن الدور الصهيوني في هذه الحرب وأشرت إلى دور صهيوني في الولايات المتحدة ودور صهيوني في إسرائيل، ما طبيعة الدور الصهيوني في الحض على هذه الحرب والدفع نحوها؟

لارا دريك: بدأ الإسرائيليون بالدفع والتحريض من الآن، وكما تعلمون منذ أيام عهد (كلينتون) و(بوش الأب)، فقد غير الصهاينة من قاعدة قوتهم من الكونجرس فقط لتشمل جميع الإدارة الأميركية، والرئيس الحالي.. الرئيس بوش جاهل في شؤون السياسة الخارجية، و أنني لا أتحدث هنا عن أي كان نتحدث عن أشخاص مثل (ريتشارد بيرل) و(بول وولفويتس) فهم الذين يمارسون النفوذ وهم الذين يقولون للرئيس ما عليه أن يفعله، وهم يمارسون النفوذ عليه من هذه الجهة، فالحقيقة، ولنكون نزيهين عندما كانوا في الكونجرس ويدلون بأقوالهم أمام الكونجرس، اعترف بعض الصهاينة في الكونجرس بأن الهدف الرئيسي من الحرب هو عدم جعل العراق يمتلك قوة ردع استراتيجية ضد إسرائيل، وعندما ستشن الحرب إذا ما تم شنها، فإنهم يتوقعون أن العراق سيجد وسيلة لتوجيه ضربة للمحتلين الصهاينة، وحتى عضوة كونجرس تحدثت يوم أمس.. تحدثت عن فتح جبهة ثانية ضد حزب الله في جنوب لبنان، فإذن هناك حديث عن رد انتقامي إسرائيلي على جبهتين، وهذا يعني دخول الصهاينة إلى الحرب بشكل مباشر، مستخدمين قوتهم غير التقليدية التي ربما سيوجهوها نحو والعراق، ومن الناحية السياسية سوف يكونون من الذين يحرضون عليها والمشاركين فيها عسكرياً أيضاً إذا ما تم شن الحرب.

أحمد منصور: بسام محمد رحمي من مصر يسألك عبر البريد الإلكتروني: ما هي مصادر تمويل تلك الحملة التي يشاع أن تكلفتها قد تصل إلى 100 مليار دولار؟!!

لارا دريك: سوف تكلف أكثر من ذلك، فهم يتحدثون عن مليارات.. مليارات الدولارات، لأنكم يجب أن لا تنسوا أن.. أنها ليست الحرب وحدها، بل هناك احتلال أيضاً عليهم أن يتحملوا نفقاته، وهذه الأموال سوف يتحملها دافع الضريبة الأميركية لأن واضح أن الدول العربية رفضت المساهمة بتمويل الحرب، المساهمة بحرب غير عادلة مثل هذه ضد بلد عربي شقيق، فيجب إذن تحمل نفقاتها من داخل الولايات المتحدة، وتعلمون أن أسواق العملة في تباطؤ والاقتصاد الأميركي في وضع غير صحي، وليس هناك فائض في الميزانية الأميركية كما كان الوضع سابقاً بل إن هناك عجز في ميزان المدفوعات الأميركي وإذا ما أرادوا تمويل هذه الحرب، فإنهم عليهم أن يتحملوا نفقات الحرب، إضافة إلى نفقات الاحتلال ونحن هنا نتحدث عن مليارات الدولار، ولكن الثمن الأغلى ليس الجانب المادي، ولكن فقدان حسن النية وكما قال (نيلسون مانديلا) وهو رجل معروف بحكمته: إن القوة العظمى مثل أميركا إذا ما قامت بخرق ميثاق الأمم المتحدة فهو أمر لا يمكن تصوره أو فهمه، هذا هو الثمن الأكبر للحرب وأيضاً من حيث العلاقة المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي أيضاً.

أحمد منصور: في إطار هذا الموضوع عبد محمد الفواز وأنت تتحدثين عن دافع الضرائب الأميركي، يقول لك أيضاً عبر البريد الإلكتروني نحن نحيي شجاعتك وتحليلك السليم، وسؤالي هو: أين رأي المواطن الأميركي وأين هذه الديمقراطية التي تتباهون بها؟

لارا دريك: حسناً، أولا وقبل كل شيء لو تحدثنا عن استطلاعات الرأي العام هناك أغلبية صغيرة لا تتعدى الـ 51% تؤيد العدوان العسكري ضد العراق، فإذا ما افترضنا أن هناك مساعدة من الحلفاء في شنها، وبدون مساعدة الحلفاء ينخفض الرقم إلى 39%، وبما أننا علمنا الآن أن الحرب ربما ستشن من دون مساعدة حلفاء فيمكن القول أن الشعب الأميركي هو ضد شن الحرب.

هناك ما يخص الديمقراطية في أميركا، هناك سوء فهم في العالم العربي مفاده أن هناك.. أن مفاهيم الديمقراطية تشمل السياسة الخارجية، إنها في الحقيقة لا تفعل ذلك، وفقط تشمل قضايا السياسة الداخلية فقط، وإن لو كان الأمر كذلك لكان للرأي العام دور في تقرير السياسات الخارجية الأميركية، وكما لاحظنا في أيام حرب فيتنام هناك ناس قدموا استقالاتهم من مناصبهم ولكن ما يخص الأمن القومي الأميركي، وجهاز الأمن القومي الأميركي، والـ CIA، والدوائر والأجهزة الاستخبارية الأخرى في خاتمة المطاف ومن قِبَل الرئيس الأميركي وتل أبيب، هذه هي الأماكن التي يتم اتخاذ القرارات فيها، المواطن الأميركي لا يمكنه الوصول إلى المعلومات الحساسة التي تمكنه من امتلاك القدرة حتى من حيث التحدث عن هذه الأمور.. الأمور المهمة والظروف المهمة المحيطة، لأنهم لا يملكون المعلومات حولها، ولأنهم من أكثر الناس جهلا على وجه البسيطة، حتى رغم جهلهم هذا مازالوا يشعرون إنك لو تشن الحرب من دون عدوان مسبق عليك فإن الغضب في العالم العربي سوف يطالهم، وعلى الأقل هذا يعني إنهم ليسوا بذلك الجهل طالما أنهم شعروا بهذه القضية، فلو توقعنا أي مساعدة من المواطن الأميركي، فالمواطن الأميركي يعاني كثيراً من العمل وطول ساعات العمل وكل ما يسلط دائرة اهتمامه هو حياته الضيقة الفردية ويعيش في عزلة بين محيطين من دون علم بما هو حاصل في العالم من حوله، وبعضهم لا يستطيع العثور على ولايته التي يعيش فيها على الخريطة، وعندما أعطوا المواطنين الأميركيين الحق وعندما تم تقرير التعديل الأول على الدستور الأميركي فيما يخص حرية الارتباط وحرية الكلام، أكثر من نصف الشعب الأميركي قالوا أنهم ضد هذا.. منح هذه الحريات وأنهم بالغوا في إعطاء هذه الحريات، هذا دليل على مدى جهل المواطن الأميركي، المساعدة الوحيدة ستأتي من الله، والله في عون الناس الذين هم يساعدون أنفسهم، فالمستقبل مستقبل المنطقة، ومستقبل جيل قادم هو في أيدكم أنتم.

أحمد منصور: هناك تقارير كثيرة وقد أشرتي إلى الدور الصهيوني تتحدث عن أن ارتفاع دق طبول الحرب هدفه من قِبَل الولايات المتحدة هدفه الأساسي هو التغطية على الجرائم التي تقوم إسرائيل بارتكابها ضد الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة تحديداً، لا سيما وأن رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد (موشيه يعلون) أعلن الحرب التي تخوضها إسرائيل الآن ضد الفلسطينيين هي وأشرس أو أهم معركة منذ العام 48، هل.. هل ارتفاع الصوت الآن يهدف إلى مساعدة إسرائيل على ترتيب الوضع في فلسطين على حساب الشعب الفلسطيني بالدرجة الأولى؟

لارا دريك: دعني أبدأ بالقول الآتي: الصهاينة في الكونجرس الأميركي كانوا يزيدون من تأجيج النار ضد العراق منذ عام 89، والسبب في ذلك هو سبب واحد فقط لا غير هو وقف.. إيقاف العراق أو أي منطقة أخرى في هذه المنطقة من التحول إلى دولة تملك قوة ردع استراتيجية تقابل القوة النووية الإسرائيلية، العراق هو العمق الاستراتيجي للشعب الفلسطيني، وبصفتي شخص عشت في مخيمات اللاجئين واطلعت على النضال عن كثب، الشعب الفلسطيني يعلم إن العراق هو عمقهم الاستراتيجي، وقد سألت وزير الخارجية في.. وأقول لوزراء الخارجية في القاهرة إذا أردتم مساعدة الشعب الفلسطيني عليكم مساعدة العراق ضد هذه الحرب، وسوريا أيضاً تعلم إن العراق هو عمقها الاستراتيجي، وموقع سوريا موقع متنور وهو على إطلاع فيما يخص هذه الأمور، وهم يعلمون ما.. ما هو حاصل، وعليهم أن يتدخلوا لوقفه فموقف سوريا موقف متنور في هذه القضية ويعلمون أين هو العراق؟ وما يمثل العراق للمنطقة، إذن لو كان لهذه الحرب أن تنجح فإن الفلسطينيين سيكونون أول الخاسرين، قوات الاحتلال الصهيوني لا تحتاج إلى أية ذرائع لتوسيع نطاق جرائمهم ضد الشعب الفلسطيني، و ليسوا هم بحاجة إلى ذرائع أو أعذار، فكلما.. كلما كان الرأي العام منصرفاً عنهم كلما أتيحت لهم الفرص أكثر لارتكاب المزيد من الفظائع، وأيضاً لتغيير الحقائق الاستراتيجية على الأرض، فإنني ما أقول: إن المسألة لن تكون مجرد توسيع نطاق الحرب بل لضرب العمق الاستراتيجي المتمثل بالعراق، والكل يعلم إنه منذ عام 88 وحتى العام كان هناك تحريض لفرض عقوبات ضد العراق، وهذا هو السبب الأساسي.

أحمد منصور: هناك سيناريو آخر تحدثت عنه صحيفة "الواشنطن بوست" في الشهر الماضي أكد عليه وزير الاستخبارات الإيراني في تصريحات نشرت له يوم الأربعاء الماضي، نشرت صحيفة "الخليج" الإماراتية أمس أيضاً تصريحات عن مسؤولين أميركيين بأن تهديد العراق ليس العراق مقصود وحده، وإنما الضربة الثانية سوف تكون لإيران من أجل ترتيب وضع الخريطة كلها في المنطقة، ما هي معلوماتك عن هذا السيناريو؟

لارا دريك: إذا نجحوا في العراق فعليهم أن يتوجهوا بعد ذلك إلى.. إلى إيران، لأن عليهم التخلص من كل هذه الدول، وكل هذه الحكومات التي تقف في طريق تحقيق ما يسمونه بمصالحهم، ويمتلكون القوة لفعل ذلك، إيران هي الهدف الثاني بالتأكيد، وكل دولة يسمونها بالدولة المارقة أو ما يسمى بالدول الداعمة للإرهاب ستكون هدفاً، أولاً ستكون إيران، فهم يتحدثون عنها من الآن، وهناك تحريض من الآن، للسير على خطى (الكاوبوي) ورعاة البقر الأميركان، واستهداف إيران.. استهداف إيران، ولو نجحوا في ضرب إيران سوف يتجهون إلى السعودية، كما قال مجلس الدفاع الاستشاري في البنتاجون قال ذلك سوف تكون لهم قوات أميركية تقف على حدود السعودية، وسوف يجبرون السعودية على إغلاق المدارس الإسلامية وتوقف مساعداتها المالية، وعليهم أن يتوقفوا عن أداء واجبهم باعتبارهم.. باعتبار السعودية خادمة الحرمين الشريفين وراعيتهما، هذا هو المنظور الجديد للشرق الأوسط، وعلى الدول العربية الـ 22 سوف أن.. أن يوقفوا نقطة الانطلاق لهذه الحرب التي ستهدف المنطقة برمتها.

أحمد منصور: وماذا عن سوريا مع التهديدات الإسرائيلية بتوريط سوريا في العلاقة مع تنظيم القاعدة و توجيه ضربة وقائية لها حسب بعض الدراسات والتصريحات الأخيرة؟

لارا دريك: إن من الواضح إن سوريا لا علاقة لها بالقاعدة، ولكن ما يزعجهم حول سوريا هو دعم سوريا للشعب الفلسطيني في نضالهم وربما.. ولو أمكن لهم ذلك لو كان للولايات المتحدة أن تضرب إيران فإنها في نفس الوقت الجيش الصهيوني سوف يتجه صوب سوريا ولبنان وربما هذا الذي سيفعلونه.

أحمد منصور: لدي كثير من المشاهدين يحيونك حتى أن أحدهم يعني يقول توسل إليك أن تخبرها بأنها أفضل من كثير من العرب، محمد عثمان علي من مصر يقول: أتوسل إليك أن تشكرها وتقول لها هي عربية أكثر من كثير من العرب. مع وجود أكثر من 13 صفحة من سيرتك الذاتية لدي، إلا أنه لا يوجد فيها البريد الإلكتروني، وبعض المشاهدين يريدون أن يراسلوكي فإن أمكن أن تخبرينا -إن لم يكن لديك مانع- بعنوانك البريدي.

لارا دريك: حسناً uasr@aol.com

أحمد منصور: uasr@aol.com معي أيضاً مشاهدين كثيرين على الهاتف، أرجو من الإخوة المشاهدين لأن الحلقة مترجمة أن تكون مداخلاتهم مختصرة، فاتن جمعة من البحرين، تفضلي يا فاتن.

فاتن جمعة: مرحباً، أنا في اعتقادي إن الكونجرس الأميركي مش لحاجة تأخر من سنة 92 إلى 2002، كما عملوا في أجل الشاه في إيران والمجاهد بن لادن في أفغانستان ودول كثيرة.

أحمد منصور: سؤالك.

فاتن جمعة: يغني سؤالي إن وجود.. مش ودي سؤال بس مجرد مداخلة، وجود (توني بلير) و(جورج بوش) وها.. وها المسرحية اللي الحرب ضد العراق مجرد جمع إعانات مالية من الحكام العرب لا غيرها، وشكراً.

أحمد منصور: شكراً لك، سعيد دودين من برلين، دكتور سعيد تفضل.

سعيد دودين: مساء الخير.

أحمد منصور: مساك الله بالخير.

سعيد دودين: في الوقت اللي بنتحدث فيه إحنا عن الحوار في الكونجرس في الحقيقة.. تنفذ الإدارة العسكرية الأميركية الاستعدادات اللوجستية بصمت رهيب، اسمح لي بعدد بسيط من الأرقام.

أحمد منصور: اتفضل.

سعيد دودين: في خلال فترة 8 أسابيع وتحت غطاء تصعيد الحملة ضد مقاومة القاعدة، بلغ عدد قوات الولايات المتحدة الأميركية الآن في منطقة الخليج 37 ألف جندي، البريطانية..

أحمد منصور: في أي مناطق منتشرين يا دكتور؟

سعيد دودين: نعم؟

أحمد منصور: في أي منطقة؟

سعيد دودين: في منطقة اللي بنطلق عليها بحر العرب من عدن، وهذه القوة المحمولة على البواخر، ليست على..

أحمد منصور: على الأرض، نعم.. تفضل.

سعيد دودين: البريطانيين رفعوا عدد جنودهم إلى 27 ألف.

أحمد منصور: في الخليج.

سعيد دودين: وأكبر.. أكبر تركيز لقوة عسكرية في تركيا، إذا ارتفعت من 7 آلاف إلى 25 ألف جندي، في الأردن من 4 آلاف إلى لـ6 آلاف و400 جندي، المعلومات اللي أخطر من هيك، إنه بدأ فعلاً في شمال العراق وبمشاركة القوات البريطانية والقوات الأميركية عمليات التحضير الأرض بما في ذلك عمليات للقوات الخاصة من أجل على تحديد العمليات للاجتياح القادم، هناك معلومات أخرى عن القوات اللي تم تركيزها في جورجيا في أذربيجان وفي الكويت، في قطر، المعلومات اللي الأخطر من هيك أنه تم إنهاء الاستعدادات بتزويد هذه القوات بكل ما تحتاجه من ذخيرة، على سبيل المثال في قطر، في الكويت من أجل تنفيذ معلوماتها، ملخص كافة المعلومات المتوفرة، وإحنا بنتابع عن كتب فعلاً...

أحمد منصور [مقاطعاً]: أنا أعرف دكتور سعيد أنت مدير لأحد مراكز الدراسات الهامة في برلين، ولكن ممكن تخبرنا بمصدر هذه المعلومات.

سعيد دودين: إنه.. إنه فوراً، في الحقيقة آخر تعداد من أبحاث الأدميرال (شميلي) وهو كان قائد المخابرات العسكرية في ألمانيا واستقال بسبب السياسة و هو أحد من أعضاء جنرالات ضد الحرب هنا، وفيه مجموعة من.. على سبيل المثال تقرير 5 معاهد أبحاث السلام اللي تم تسليمه أمس لرئيس البرلمان الألماني، ويحتوي على أرقام خطيرة جداً، مما دفع رئيس البرلمان إلى أن يعتبر أن الدستور الألماني يعتبر الحرب الهجومية هي جريمة في حق الإنسانية. وأكد بالتالي أن الحرب الهجومية المخططة ضد ال عراق هي جريمة في حق الإنسانية.

كلمة أخيرة: الإمكانية الوحيدة فعلاً من أجل وقف هذه المغامرة، لأنه هذه المغامرة بدأت تطبق عملياً بتكثيف القصف الجوي في مناطق ما تسمى مناطق القرصنة الجوية واستخدام قنابل جديدة، الإمكانية الوحيدة هو أن يصحو أهل الكهف هي 5 أو 6 ملايين متطوع عربي من أجل أن يدرك الرأي العام الأميركي المضلل بأن.. بأن هناك إرادة عربية لمواجهة الغزاة، وإلا من يريد أن يعرف ماذا سيتم في العراق عليه أن ينظر إلى فلسطين وعليه أن يجيب على السؤال: أليس هذا هو التطبيق العملي لاتفاقية التحالف الاستراتيجي بين الولايات المتحدة الأميركية ودولة الصهاينة؟

وقت البرنامج لا يسمح للأسف بتفصيلات أكثر، الوقت.. الوضع في منتهى الخطورة، وعلى أهل الكهف أن يصحوا من ثبات نومهم.

كيفية إيقاف المحاولات الأميركية لضرب العراق

أحمد منصور: شكراً لك يا دكتور سعيد، ودكتورة لارا هو الآن تحدث عن كيفية إيقاف الحرب وتحدث عن متطوعين وربما يقصد أن يكونوا هؤلاء درعاً واقياً في العراق، لكن كيف يمكن إيقاف المحاولات الأميركية بإعلان الحرب على العراق؟

لارا دريك: حسناً، دعني أولا وقبل كل شيء أشكر المشاهدين عن ما قالوا عني وأنني أعتبر هذا واجباً، وبعد أن قلنا ذلك، ماذا يمكن أن نفعل لإيقاف الحرب، حقيقة وقيل أن أتوجه نحو هذا السؤال، أنني يجب أن لا نخاف لأن كل هذه الجنود.. ليست كل هذه القوات موجهة إلى العراق، بعضها موجه ضد القاعدة، ولكن فيما يخص وقف الحرب، السبب فيما هو حاصل أنه الولايات المتحدة والأميركان قد تعلموا عدم الاكتراث لما يقوله العرب أو الرأي العام العربي، وحالياً الشعب العربي والحكومات العربية هم على.. بدون إجماع، وعليهم أن يعلنوا إجماعهم بأنهم ضد هذا، هذه الحرب، ولكن الولايات المتحدة ستكون سعيدة بموافقتهم، لا تحترم رأي الشعب العربي أو الحكومات العربية، إنهم لا.. لا يحترمونكم، وهناك تصريح صادر عن الإدارة الأميركية أو تسريبات صدرت عن الإدارة الأميركية سُرِّبت إلى النخبة في واشنطن عندما يكون هناك مسؤول من درجة أدنى يرفع تقريراً إلى مسؤول أعلى حول رفض العرب لهذه الحرب، فإن رد المسؤول الرفيع المستوى في الإدارة هو عادة سيكون هذا صعباً على المترجم، هذا يقول إنه املأوا الفراغات فيما يخص العرب، إن هذا يعني إنه يستخدم كلمة بذيئة لا يمكن قولها أمام المشاهدين، وهي كلمة سباب وشتيمة، وما يعني قول ذلك إن العرب إذا لم يحبوا ما نفعل فليذهبوا إلى الجحيم، هذا ما يقولونه من وراء ظهوركم، وعليكم أن تعلموا إنهم لا يحترمونكم، وعلى الناس أن يعلموا الآخرين كيف يحترمونهم، والآن المسألة على درجة من الخطورة، لقد عملنا كل ما طلبتمون.. طلبتموه منا، ولكن الآن علينا أن نعيش في هذه المنطقة ولستم أنتم الذين تعيشون في هذه المنطقة، هذه الحرب ستؤثر على مستقلبنا، وليس مستقبلكم، ولن نسمح بكم باستخدام أراضينا أو أجوائنا لشن هذه الحرب العدوانية، هذا ما يجب أن تقولوه.

أحمد منصور: يعني وأنت قريبة من مراكز صناعة القرار، والآن تتحدثي عن الأسلوب البذيء الذي يستخدمه المسؤولون الأميركيون ضد العرب سواء كانوا مسؤولين أو شعوب، وأنتِ تقولين يجب أن نجبرهم على احترامنا، كيف يمكن للعرب أن يجبروا الأميركان على احترامهم والأميركان الآن يتعاملون بغطرسة القوة مع الجميع؟

لارا دريك: منذ الحادي عشر من سبتمبر هم بحاجة لكم، القوة ليست القوة العسكرية فقط، لقد رأينا ذلك من حزب الله في لبنان، فإن المقاومة الشجاعة للشعب اللبناني ضد المحتلين الصهاينة رأينا كيف قاوموا قوة أقوى، لكن بتخطيط استراتيجي واستطاعوا الحصول على الوضع السياسي الذي يريدونه، الحقيقة هي الجانب السياسي والتأثير على الرأي العام الإسرائيلي وليس فقط القوة العسكرية، الولايات المتحدة تحتاجكم منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، والقوة لا تكمن في القوى العسكرية، بل هناك ممارسة الضغوط أيضاً، بعض أصغر هذه الدول في المنطقة تملك مستقبل منطقة برمتها بأيديها، لأن أميركا تحتاج إلى نفطهم، وتحتاج إلى مساعدتهم ضد بن لادن، هم بحاجة إليكم الآن، ولا يستطيعوا أن يفعلوا أي شيء ضدكم، ولن يستطيعوا ضربكم بالقنابل إذا رفضتم مساعدتهم على خرق ميثاق الأمم المتحدة، لأنهم يحتاجون لكم، وببساطة عليهم أن يستمروا في خطتهم ولو وقفتم ضدها، وستجدون إنهم عندما يتمكنون من ممارستهم احتلالهم المباشر واستعماريتهم الجديدة سيحدث كل ذلك لكم، إذا لا تريدون فعل ذلك فانتظروا فهذه فرصتكم الأخيرة، الشعب.. الشعوب في هذه المنطقة لها الحق في رسم مستقبلها وتقرير ما هو مستقبلها، وحتى القوى العظمى هناك حدود لقوتها.

أحمد منصور: العنوان البريد الإلكتروني كما ظهر على الشاشة وكما يظهر الآن للدكتورة لارا دريك uasr@aol.com لكثير من المشاهدين الذين طلبوه.

معي من واشنطن الأستاذ محمد العمري (المدير الإعلامي لمركز العلاقات والمصالح العربية الأميركية). اتفضل يا أستاذ محمد.

محمد العمري: أهلاً وسهلاً، جزاك الله خير، شكراً جزيلاً.

أحمد منصور: أهلاً بيك، شكراً، اتفضل.

محمد العمري: نعم، هي الحقيقة الحديث عن قضية العراق تغير في يعني السنوات الأخيرة، خاصةً أنه في بداية يعني من بداية حكم الرئيس السابق (بيل كلينتون) بالتسعينات كان الحديث أو الصراع يدور بين رفع الحصار وبين من يؤيد إبقاء الحصار، فكان الحديث مستمر على هذا الموضوع حقيقةً بينما إدارة كلينتون كانت دائماً تقول إنه سبب معاناة العراقيين كانت الحكومة العراقية، وبينما العراق كان يطالب برفع الحصار، الآن القوى التي هي وراء إبقاء الحصار والتي هي نفسها التي وراء الحملة..

أحمد منصور [مقاطعاً]: إحنا الآن لا نتحدث عن.. يا أخ محمد، إحنا لا نتحدث عن الحصار، وإنما نتحدث الحرب، وعن التوابع التي يمكن أن تخلفها الحرب.

محمد العمري: نعم، هو هذا كان مقصدي، إنه الآن تغير الحديث كلياً بحيث الحوار لم يكن حول الحصار، إنما يكون على تغيير النظام أو اجتياح العراق، فالآن لا يمكن أحد أن يتكلم عن معاناة العراقيين، إنما الحديث كله يدور عن هل ستشن الولايات المتحدة حرباً مدمراً عن العراق أو هل تتراجع الولايات المتحدة. فهي نفس القوى التي وراء إبقاء الحصار هي نفسها التي هي وراء شن هذه الحرب، وهي اللوبي الصهيوني حقيقةً، حتى في إدارة الرئيس بوش هناك كتلة داخل هاي الإدارة تدفع بها، ومؤخراً يعني ذكرت مجلة "نيوزويك" إنه رئيس طاقم البيت الأبيض (أندوركار) قال: إن تصريحات نائب رئيس الجمهورية (ديك تشيني) كان غير مرخص بها بالنسبة إلى التهديدات الأميركية، فحتى داخل إدارة بوش لم يصلوا إلى قرار حاسم بشن هذه الحرب.

السياسة الأميركية وتشكيلها تهديداً للاستقرار الدولي

أحمد منصور: شكراً لك يا أخ محمد. دكتورة لارا، أما تعتقدين أن السياسة الأميركية -بهذا النهج الذي تنهجه أصبحت تشكل تهديداً للاستقرار والأمن الدولي بشكل عام؟

لارا دريك: إن هناك دولتان مارقتان فقط في العالم اليوم، وهما ليستا العراق أو إيران أو سوريا أو لبنان، ولا حتى كوريا الشمالية، إنها الولايات المتحدة الأميركية وقوة الاحتلال الصهيوني، هاتان هما الدولتان المارقتان فقط، وكل الملاحظات التي أوردها المشاهدون وأوردها البرنامج صحيحة تماماً، فإنهم لا يريدون سوى تحويل النظر وصرف الأنظار عن المعاناة عن.. بسبب الحصار في العراق، فقبل الحصار كان العراق على وشك أن يصبح من الدول المتقدمة في العالم، والاقتصاد العراقي كان يخطو خطوات مهمة في النمو نحو الأمام، والعراقيين عاشوا في ظل هذه الحكومة و.. لفترة طويلة من الزمن، هذه هي المرة الأولى كيف تفسرون انخفاض كل هذه الأمور ومعدلات المعيشة بشكل مفاجئ بسبب الحصار؟ فالقوى التي فرضت الحصار هي المسؤولة عن نتائجه، وبالإضافة إلى ذلك ما قلته هو صحيح، لا يمكن هنا التحدث عن أي شيء هنا والتغير الحقيقي ظهر بعد الحادي عشر من سبتمبر، الحكومة الأميركية أكثر من الشعب الأميركي لم تشعر بأن الحادي عشر من سبتمبر علَّمها الدرس الصحيح، بل يبدو أنها تعلمت الدرس الخطأ، فقد زادوا من رغبتهم في تغيير العالم حسب منظورهم ورؤيتهم ورغبتهم، واتخذوا من أحداث الحادي عشر من سبتمبر كإجازة لممارسة غطرسة القوة، لذلك أنا سميتهم، شبهتهم بمن فقد منظوره ومنطقه العقلاني، وإنهم لا يعيشون في العالم كما ينبغي، ولو شعروا بأن بإمكانهم أن يأخذوا القانون إلى.. بتطبيقه بأيديهم فقط فإن هناك الكثير من الاحتكاك مع الاتحاد الأوروبي مثلاً، وحتى أقرب حلفائنا لم يعودوا يستطيعون فهم ما هو حاصل هنا، ولكنني أقول لكم: إنهم لو فعلوا ذلك ثانيةً وشنوا هذه الحرب، فلو يعتقدون إن هناك أسامة بن لادن واحد اليوم، فكم أسامة بن لادن، سيظهر من رماد الحروب القادمة التي سيشنونها، فالخطورة عظيمة والشعب الأميركي أجهل من أن يشن حركة من أجل إيقاف هذه الحرب، وأجهل من أن يقولوا إنكم ستهدون البنيان فوق رؤوسنا، عليكم أنتم أن تفعلوا ذلك.

أحمد منصور: هاني عزت بسيوني، من مصر، يسألك عبر البريد الإلكتروني: ألا تخشين من غضب وسطوة الصهاينة لموقفكِ هذا المؤيد من القضايا العربية والمدين للصهيونية وأميركا؟

لارا دريك: لم تكن هذه هي المرة الأولى التي سيكون الصهاينة فيها يشعرون بالغضب إزائي، فقد حدث ذلك مرات عديدة في السنوات الماضية. أنا لا أهتم بذلك، المسألة أخطر من ذلك، القضية لا تتعلق بي شخصياً، وهي أكبر مني ومن أي شخص ومن أي حكومة، الواجب علينا جميعاً أن نفعل ما بوسعنا لإيقاف هذه الحرب.

أحمد منصور: حسني الرباط من إريتريا عبر الهاتف، اتفضل يا حسني.

حسني الرباط: شكراً أحييك أستاذ أحمد.

أحمد منصور: حياك الله.

حسني الرباط: وجميع العاملين بـ(الجزيرة)، وأشكر الدكتورة على شجاعتها، هي أشجع من 22 زعيم عربي ونسوا إنهم رجال.

أحمد منصور: أرجو.. أرجو ألا تمس أحداً.. اتفضل

حسني الرباط: آسف.. آسف.. آسف.. آسف أستاذ أحمد.

أحمد منصور: اتفضل.. اتفضل.

حسني الرباط: سؤالي هو.. الأخ سبقني في.. في.. الإنترنت لا تخاف مثلاً من الصهاينة حتى يأذوها وتفقد مثلاً وظيفتها، وحتى لا تخشى على نفسها مثلاً سلامتها، وشكراً، وأعتذر على الكلمة اللي قلتها.

أحمد منصور: لأ أبداً.. أبداً شكراً لك. دكتورة، يكرر نفس السؤال الذي سأله هاني عزت حول الخوف الذي يمكن أن يعني ما تتعرضين له من ضغوط هناك دراسات تشير إلى أن العرب مستهدفين كلهم من وراء هذه الحملة الأميركية، وأن إفقار الدول العربية وإذلالها كلها وليس العراق وحده هو هدف استراتيجي أميركي بدأت تتضح معالمه من خلال المطالبة بتعويضات ضحايا لوكيربي من ليبيا بمقدار 15 مليار دولار، مطالبة السعودية بتعويضات مقدارها 3000 مليار دولار عن ضحايا 11 سبتمبر، التهديد بإيقاف المساعدات الأميركية عن مصر، كيف تنظرين إلى هذه الصورة من واشنطن؟ صورة إذلال العرب جميعاً وإفقارهم والسيطرة على أموالهم؟

[فاصل إعلاني]

إذلال أميركا للعرب وكيفية مواجهته بسلاح النفط

أحمد منصور: أعتقد أن سؤالي قد وصلك، هل يمكن أن تجيبي عليه، أم أكرره؟
لارا دريك: إجابةً عن السؤال الأول بالبريد الإلكتروني: أنا لست خائفة، أضع ثقتي بالله، المسألة لا تتعلق بي شخصياً، أنا لا أهتم بكل هذا. للمشاهد الثاني أقول إن.. إن وذكروني بالسؤال الثاني لو سمحتم.

أحمد منصور: هو أيضاً كان كرر نفس السؤال الذي يُطرح عبر البريد الإلكتروني، ولكن سؤالي لكِ أن هدف الولايات المتحدة الرئيسي هو إفقار وإذلال الدول العربية جميعها، مطالبة ليبيا بـ15 مليار دولار تعويضات.

لارا دريك: حسناً.

أحمد منصور: اتفضلي.

لارا دريك: حسناً، أتذكر السؤال الآن. أولاً: إن هذا سوف يساعدهم للحصول على أموال طائلة لتمويل حربهم، هذا أولاً، وقبل أن أمضي قُدما أود أن أقول للسائل إنه.. لأنني لا أظن إن القادة العرب الاثنين وعشرين سوف يخذلونكم، ولو عدنا إلى مسألة الأموال إنها مجرد بداية، إنهم يقولون للعرب يريدون كل العرب كيف يديروا حياتهم، وكيف يصرفوا شؤونهم؟ وإن الكمية من الذهب أو التعويضات أو المال التي سوف يطلبونها من السعودية فهو أمر يدعو إلى الغضب وإنهم يحاولون فعلاً الحصول على أموال بترولكم لتمويل حروبهم العدوانية في المستقبل، هذا ما يريدونه، إنهم فقط يريدون استغلالكم ليس إلا وأنا على ثقة من أن الحكومة السعودية سوف تتصدى لهذه الدعاوى القضائية، ومهم جداً في المستقبل أن موقع سوريا مهم أيضاً، وممكن أن نستشهد به، فسوريا رفضت المعونات الاقتصادية الأميركية منذ الخمسينات، وقد رفضوا هذه المعونات، لأنهم ببساطة لا يريدون أن يصبحوا معتمدين عليها، لأن الاعتماد على جهة أمر يبعث على الخوف، لأنه يجعل الطرف الآخر قادراً على فرض الضغوط عليهم، وأعتقد إن السعوديين الآن.. السعوديين الآن هم في موقع أفضل من الخمسينيات عندما رفضوا ذلك، واليوم قال الرئيس بشار الأسد: حتى لو عرضوا علينا هذه المعونات سنرفضها، وإن بعض دول الخليج بإمكانه أن تساعد مصر على تعويض بعض الأموال التي ستفقدها من المساعدات الأميركية، وأن يبحثوا عن مصادر أخرى لتعويض خسائرهم المالية بشكل لا يجعلهم معتمدين على مصدر المعونات، فهذه المعونات لا تُقدَّم كأعمال خيرية، بل تُقدم من أجل الحصول على قدرة على ممارسة الضغط الاستراتيجي مقابل هذه المعونات، وعلى دول الخليج أن توحد صفوفها ومجهوداتها وتساعد المصريين على الحصول على الأموال التي يحتاجونها.

أحمد منصور: أحمد المشجري من السعودية. اتفضل يا أخ أحمد.

أحمد المشجري: مرحبا.

أحمد منصور: حياك الله يا سيدي.

أحمد المشجري: أحييك أولاً، وبعدين أحيي البروفيسورة لارا.

أحمد منصور: حياك الله.

أحمد المشجري: السؤال المطروح هو يعني هل من الممكن استعمال النفط يعني كورقة ضغط للولايات المتحدة الأميركية بالنسبة للقضايا العربية؟

أحمد منصور: شكراً لك. تفضلي يا سيدتي..

لارا دريك: ليس بشكل مباشر، وبحيث أنك لا تستطيع أن تفعل شيئاً كهذا من فراغ، في الوقت الحاضر ما يهم هو ليس النفط، بل ما يخص هو السياق الذي تشن من أجله الحرب وهي الحصول على حق وضع قوات أميركية في.. فوق الأرض العربية، وهناك فرق بين أن تملك قوات أميركية من أجل.. لأسباب دفاعية من وجودها لشن حرب هجومية وعدوانية، الآن هم بحاجة إلى نفطكم وبحاجة إلى مساعدتكم لشن الحرب على بن لادن، ويجب على العرب على 22 دولة عربية أن تقول بوضوح: إننا لن نسمح لكم باستخدام أراضي أيٍّ منا لضرب دولة أخرى، وقد فعلت السعودية ذلك من الآن، وبفضل قيادتها الحكيمة، الأمر الآخر الذي يجب فعله يجب أن تقولوا لهم: لن نسمح لكم باستخدام أجوائنا لهذه الأغراض، ولكنهم لو استمروا بفعل ما يريدون بمساعدة من تركيا فقط، والعرب لم يسمحوا للأميركان باستخدام أراضيهم أو أجوائهم، ولو حصل ذلك وتم فعل ذلك خطوة بخطوة وقرروا الأميركان شن حروبهم من تركيا فقط، عند ذاك يمكن أن تقولوا: لو فعلتوا ذلك سنستخدم النفط كوسيلة ضغط، عند ذلك فقط وليس قبل ذلك.

أحمد منصور: كثير من المشاهدين يسألونكِ هل هذه المفاهيم التي تحدثين عنها رجل الشارع الأميركي والمواطن الأميركي العادي يفهم شيئاً عنها، وكيف يمكن لكم أنتم كأميركان تفهمون هذه الصورة أن تبلغوها للشارع الأميركي نفسه؟

لارا دريك: ليس ذلك ممكناً، ودعوني أقول لكم شيئاً أنا شخصياً.. أنا.. أرجوكم أن لا تفكروا إن هذا هو أقرب.. قريب مما يشعر به أو يفكر به المواطن الأميركي العادي، فهذا ليس ممكناً، المواطن الأميركي هو الأكثر جهلاً على هذه الأرض، لا يستطيعون حتى تحديد مكان ولايتهم على الخريطة، وفقدوا عشرات الآلاف من جنودهم في فيتنام، ولا يعرفون أين فيتنام على الخريطة، المواطنون الأميركيون عندما عُرض عليهم التعديل الأول للدستور الأميركي لم يقولوا لهم ما هو فحوى التعديل، أكثر من نصفهم تصور إن الدستور وثيقة شيوعية، هذا دليل على مدى جهلهم، ولن يشعروا بالاهتمام بعدد كافٍ ليغيروا الأمور، ولا يملكون وسائل معلومات عالمية، ولا يملكون أطباق لنقل البث الفضائي، ولديهم وسائل الإعلام الأميركية الداخلية فقط كمصدر للمعلومات، وهم معنيون ببرامج التسلية والترفيه ومتابعة أخبار نجوم هوليود وخطف الأطفال، وأيضاً العلاقات العاطفية للرؤساء وما.. وما شاكل ذلك، ومنذ انتهاء الحرب العالمية الأولى المحتوى الإخباري للنشرات والبث التليفزيوني في هبوط متواصل، المواطن الأميركي يهتم بالقضايا الداخلية ولا يشعر أن القضايا الخارجية لها أي تأثير على حياته، ولا يشعر حتى بالكيفية التي يفكر بها، لماذا حصلت أحداث الحادي عشر من سبتمبر، أناس مثلي تكهنوا منذ سنوات طويلة، إن الغضب في الشارع العربي سوف يؤدي إلى مثل هذه الأفعال، لذلك رأيت عندما حدث في أحداث أفغانستان وأحداث الانتفاضة بل والجزء منها الذي حدث بعد..

أحمد منصور [مقاطعاً]: أشكرك.. أشكرك، انتهى الوقت، أشكرك شكراً جزيلاً.
بقي لديَّ أسئلة كثيرة، ولكن للأسف انتهى الوقت، وأشكرك شكراً جزيلاً على هذا الحوار، كما أشكركم مشاهدينا الكرام.

يوم الأربعاء القادم سيوافق الحادي عشر من سبتمبر، وسوف يكون هناك نقل على الهواء مباشرة في وقت البرنامج، لذا نعتذر عن تقديم حلقة (بلا حدود) ليوم الأربعاء القادم على أن ألقاكم الأربعاء بعد القادم إن شاء الله.

في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج، وهذا أحمد منصور يحييكم بلا حدود، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بحث تفصيلي


[الموضوعات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع]
جميع حقوق النشر محفوظة 2000-2002 م (انظر اتفاقية استخدام الموقع)
 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 3744 / عدد الاعضاء 62