اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
سنهوريات
التاريخ
3/3/2003 7:53:00 AM
  الغباء      

 

 غباء!! تسمية الاشياء باسمائها

"غـَباء × يَأس"

  

قال اليأس للأمل : متى يُقال الوزير في مصــر ؟؟

قال الأمـل : إذا أهمل في واجبه ، وقصر في آداء ما كلف به ؟

قال اليأس : لا

قال الأمـل : إذا خرج عن المألوف وأهان شعبه ومقدساته ؟

قال اليأس : لا

قال الأمـل : إذا أطعمنا السموم والهرمونات وانكشف أمره للجميع ؟

قال اليأس : لا

قال الأمـل : إذا تعامل مع الأعداء ومكنهم من البلاد ؟

قال اليأس : لا

قال الأمـل : إذا سَب الله ورسوله والقرآن والسُنه؟

قال اليأس : لا

قال الأمـل : إذا نشر الفواحش والإعلام الفاسد ؟

قال اليأس : لا

قال الأمـل : إذا كان شاذاً ؟

قال اليأس : لا

قال الأمـل : إذا اختلس أو زَور أو كَذب أو ضلل ؟

قال اليأس : لا

قال الأمـل : إذا فعل كل ذلك مجتمعاً ؟

قال اليأس : لا

إحتار الأمل وقال لليأس في يأس :

ــ حيرتني فما من مصيـبة إلا وذكرتها .. فمتى يُقال الوزير ؟؟

ضحك اليأس وقال للأمل :

ــ يا غبي .. يُقال إن لم يفعل كل ذلك !!!

تبَسم الأمل وقال : سأغفرها لك ـ فليس في الأمل غباء ....

قال اليأس : بل فيه كل الغباء إذا وضع في غير موضعه ..

قال الأمـل : سأغفر لك ذلك ـ شريطة أن تصاحبني لنستمع معاً إلى العراك الدائر الآن ما بين "الكلمات" و"الحكمة".   

قال اليأس : أي عراك هذا الذي يحدث ما بين الشئ ونفسه .. إن الكلمات حِكم والحِكم كلمات .

قال الأمـل : لا ، لقد تعبت الكلمات من كثرة التكرار دون فائدة وها هي تتعارك مع الحِكمة قائلة لها :

أريحيني .. لقد تعبت وفقدت قوتي وقدرتي على التأثير والتغيير ..

فقالت لها الحِكمة : اصبري "إن التكرار يُعلم الحمار"!!

ردت الكلمات : التكرار لم يُعلم الحمار .... الضرب هو الذي علمه .

قالت الحكمة للكلمات : لكنك الطريقة المناسبة للتغيير ـ فالحجة تقابلها حجة ، والأفكار تقابلها أفكار .

قالت الكلمات : تلك مقولة حق أريد بها باطل فكل شئ في يد السلطة ، لقد ضعت يوم ضاعت الأمانة ـ ولم تعد لي قيمة أو تأثير بعدما استغلني المنافقون أشنع إستغلال ، لقد حرفوني عن موضعي ولديهم إعلام جبار يغسل العقول ويحير الأفكار ـ فدعكم عني وابحثوا عن غيري ..

قالت الحـكمة : أنتِ طريقنا الوحيد .

قالت الكلمات : عندما يُـقفل طريق يُفتح ألف طريق .

قالت الحـكمة : وما هو أمضى الطرق ؟

قالت الكلمات : الجهــاد .. الجهــاد .. الجهــاد !!

قالت الحـكمة : بالكلمات ؟

قالت الكلمات : باللكمات !!

قالت الحـكمة : لكن ذلك يؤدي إلى الفوضى وضياع الحقوق وسفك الدماء والوصم بالارهاب .

قالت الكلمات : إن أردنا التغيير علينا بأقوى الايمان وليس بأضعفه .

قالت الحـكمة : لكن دفع المصيـبة مقدم على جلب المنفعة !!

قالت الكلمات : قولك يؤيدني ولا يؤيدك ، لقد بدأتي بكلمة "دفع" وفي ذلك عمل .

قالت الحـكمة : وكيف نتركك ... وإذا كان لابد فكيف نجدك ؟؟

قالت الكلمات : ستجدوني عندما تسبق الأفعال الأقوال .

قالت الحـكمة : أمهلينا بعض الوقت .

قالت الكلمات : أمهلتـكم سنين طويلة إلى أن ضاع كـل شئ ـ لـقد وضـعــــتم عـلـى الخيانة شرف ، وعلى الشذوذ حرية ، وعلى الكفر ابداع ، وعلى الربا فائدة ، وعلى التخاذل حِكمة ، وعلى الجبن شجاعة ، وعلى التمرد خُلع ـ حتى الجبن أسميتموه سلام وقلتم سلام الشجعان بدلاً من سلام الجبناء ـ أحد الكُتاب جعل عنوان مقاله : (وبالحق أقول) ـ وهو أبعد الناس عن الحق !!!

قالت الحـكمة : فعل ذلك أولى الأمر ولم نفعل .

قالت الكلمات : أنتم منهم وهم منكم وأينما تكونوا يولى عليكم .

قالت الحـكمة : نحن مستضعفين في الأرض ـ فلِما القسوة ؟

قالت الكلمات : أهملتموني وقد كنت لكم أعذب ما يُنطق وأجمل ما يُكتب .. واستبدلتموني بأحط اللغات .

قالت الحـكمة : ولاة الأمر فعلوا ولم نفعل ولديهم الإعلام والتعليم والصحافة وكل شئ .

قالت الكلمات : يأتي الغريب دياركم ويحدثكم بلغته وتستحوا أن تحدثوه بلغتكم وملأتم شوارعكم بأسماء غريـبة وأكلتم "الهمبورجر" وشربتم "السفن أب" ولبستم "الشورت" و"البوت" وسكنتم "الرف جارد" وتلاقيتم بـ "هــاي" وتوادعتم بـ "باي" ـ فما أحقركم ؟؟

قالت الحـكمة : نحن نعارضهم من أجل ذلك فكيف تتخلين عنا ؟

قالت الكلمات : النار تطهر الأحجار .

قالت الحـكمة : لا نملك إلا القول .

قالت الكلمات : ومن يسمعكم ؟

قالت الحـكمة : أفضل من السكوت أو من أن نمشي معهم .

قالت الكلمات : تبحثون دائماً عن السهل دون تضحيات .

قالت الحـكمة : ستكون فتن وأهوال .

قالت الكلمات : الأهوال للرجال والفتن لفاقدي الايمان ـ لقد هجرتم أفضل ما بي من معاني ووءدتم أعز مفرداتي وكلماتي التي ربما أوجدني الله من أجلها .... ألم تستحوا ؟!

قالت الحـكمة : ماذا تقصدين ؟؟

قالت الكلمات : أين النبل والشهامة والفروسية والايثار .. أين الرجم والقطع والوصل والزجر والهجر والنصر والفخر .. أين الجهاد .. أين كل ذلك في حياتكم ؟؟

قالت الحـكمة : إنها مختارات هلاك تمقتها السلطات وتحاكم من ينطق بها كأنها متفجرات ..

قالت الكلمات : وهذا فراق بيني وبينكم إلى أن تسبقوني بالأفعال .

قالت الحـكمة : لقد أدخلتـنا كلماتك السجون وأدمعت بلاغتك العيون ـ فلمن تتركينا؟

قالت الكلمات : دخلتم السجون بغبائكم ـ فقد ظهرتم قبل أن تفعلوا وتكلمتم قبل أن تعملوا ـ وفي كل حين يلقون إليكم بطعم لتظهروا فيقطفوا خير ما فيكم ـ تارة بالانتخابات وتارة بالنقابات وهكذا فاتركوني وشأني .

قالت الحـكمة : بدونك كيف نؤدي فرض الله ونعبده ؟

قالت الكلمات : الله يريد العمل وليس اللفظ ، يريد الفعل وليس القول ... ألم تقرأوا "وقـل إعملوا" ؟؟

قالت الحـكمة : بدونك نصبح في مهب الريح .. ولا ندري كيف نتصرف ؟

قالت الكلمات : الطريق واضح .. إما الجهاد .. وإما الكتابة .

قالت الحـكمة : فلتكن الكتابة ..

قالت الكلمات : اكتبوا لافتات التأيـيد وباركوا العهد السعيد واكتبوا مثل ما يكتب سعده وسعيد ورجب ورمضان وأنيس ـ ستأكلوا من الخارج وتكبروا في الداخل وستعيشون كالسلاطين وفي الإعلام تظهرون وفي السفريات تـُسحبون .

قالت الحـكمة : الويل لنا مما تصفين !!

قالت الكلمات : والويل لكم إن لم تتحركوا ـ ووداعاً حتى حين ....

تدخل الصبر وقال : أيتها البلاغة .. لماذا كل هذه القسوة مع من رفعوكِ عزة ، وصانوكِ أمانة ، وحفظوكِ عبادة ، وأحبوا فيكِ الشهادة ؟؟ إن العسس يتبعهم كظلهم ويضيق الخناق عليهم وعلى أهلهم ولولاي لماتوا كمداً وهماً .

جففت الكلمات عرقها ، وارتاح نبض عروقها ، واستراحت لقول الصبر وقالت في هدوء وحسرة : إستعملوني كثيراً وغاصوا في حكمتي ونهلوا من كنوزي حتى استوى عودهم وطاب فكرهم وحان وقت فطامهم وعليهم من الآن حسن التفكير وبراعة التدبير وكفاهم ما أخذوا مني ومنك ، واليوم لا محالة من الفراق إما إلى طيب الأفعال وإما إلى عبث الأقوال ، ولنتركهم ينطلقوا ويتحركوا فقد نرى منهم ما يشفي الصدور ، ويريح القلوب .

قال الصبر : أخشى أن يفقدوني ولا يجدوا غير اللعب والخوض فيما لا يفيد .

قالت الكلمات : شباب يتصف بالحكمة ويتحلى بالبلاغة ويستعين بالصبر والصلاة لا تخشى عليه من شئ ـ إنني أقسو عليه لأرشده .

قال الصبر : ولكن لابد أن نكون معهم .

قالت الكلمات وهي تودع الصبر والحكمة : سنكون معهم ولكن بعد الأفعال لا الأقوال .

........ من خلف النافذه ـ تبسم الأمل وقال لليأس : هل سمعت ؟؟    إن كل شئ يحدث بالصبر والحكمة ـ فهز اليأس رأسه ساخراً وقال : وبالكلمات يفرغ كل منا شحنته ونظل في أماكننا لا نغير ولا نتغير .. أيها الأمل إنني مع الكلمات في كل ما قالت ولتذهب أنت والحكمة إلى الجحيم .

بقلم : محمـود شنب

جريدة الشعب

mahmoudshanap@yahoo.com


  الوسيط    عدد المشاركات   >>  33              التاريخ   >>  3/3/2003



الوموضوع ممتاز ولكن لا أدري يا أخ عبدالرحيم ما هي قصتك مع الغباء  تبحث عنه وترمي به الآخرين بشكل مستمر وربما استفزازي 

 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 3308 / عدد الاعضاء 62