اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
رمضان الغندور
التاريخ
5/2/2011 1:26:18 AM
  قريبا يامصر يصبح الهلال قمر ينور سمائك      

{ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ } (البقرة:120) .
لقد تعودنا معاً في أوقات النصر وفي أوقات المحنة في الساعات الحلوة وفي الساعات المرة أن نجلس معاً وأن نتحدث ‏بقلوب مفتوحة وأن نتصارح بالحقائق مؤمنين بهذه الطريقة ونبحث دائماً أن نجد اتجاهنا السليم مهما كانت ‏الظروف عصيبة ومهما كان الضوء خافتاً ‏.‏
ولا نستطيع أن نحُفي على أنفسنا أننا خلال الأيام الأخيرة واجهنا فاجعة ‏كبيرة من خلال الكشف عن طبيعة الفساد ‏الهائل الذي خلفه النظام البائد لكني واثق أننا جميعًا نستطيع وفي مدة قصيرة أن نجتاز موقفنا ‏الصعب وإن كنا نحتاج ‏في ذلك لكثير من الصبر والحكمة والشجاعة الأدبية مقدرة العمل المتفاني .‏ ‏
إن الانهيار تحت وطأة الصدمة ‏ بكشف كمية الفساد الهائل داخل الدولة من النظام البائد أمر مرفوض فلابد ‏من المقدرة على تمالك ‏النفس واستبقاء الإيمان بالقدرة على تجاوزها وذلك تغيير ‏ضخم وهائل في حد ذاته وأن ‏نتبين هذا من غير خديعة للنفس معنى ‏هذا أن نملك أنفسنا وأن نخرج من دور الانفعال إلى دور الفعل إن هذه ‏ساعة ‏للعمل وليست ساعة للحزن إنه موقف للمثل العليا وليس لأية ‏أنانيات أو مشاعر فردية .‏
إن هذا الموقف لابد أن يكون بذاته هو الحد الفاصل بين الظلام الذي أطبق ‏علينا وبين الضياء الذي أمسكنا بخيوطه ‏ورحنا ننسج منه نهار جديد ‏أكثر اشرقاً وأكثر مدعاة إلى الأمل . ‏
الآن ونحن نواجه ما نواجه هو استمرار التقدم في مطالب الثورة المصرية كما كان مخطط ‏لها وذلك هو أكبر تقدير ‏وأشمل تعبير عن دماء الشهداء الذين ضحوا بمهجة أرواحهم في سبيل ان تنجح هذه الثورة وان تصدح أصواتهم ‏بالكرامة المصرية والعربية وعن الحب ‏والإيمان بالنفس وبسلامة الخط النضالي وبالمبادئ .. وبالله .
لن أتحدث في أمور كثيرة تخوض الجماهير المصرية فيها الآن مثل تصفية النظام والثورة المضادة ومحاسبة الفاسدين وأتباع النظام البائد والمطالبة بتحقيق بقية المطالب التي دعت إليها الثورة والكثير الكثير من هذه الأمور .
ولكن الأهم هو أول اختبار تجتازه السياسية المصرية الجديدة على يد المجلس العسكري وهو عبور السفينتين الإيرانيتين مياه قناة السويس البحري والتي طالب العدو عدم السماح لهم بالمرور وظهر – ليبرمان – يهدد الدولة المصرية ( الجمهورية الثانية ) الجديدة بأن عبور هاتين السفينتين يعتبر استفزاز لإسرائيل بل وقد صرح نيتنياهو أن السماح للسفينتين الإيرانيتين المتجهتين إلى سوريا أمر مقلق وغير مقبول .
هذا هو أول اختبار حقيقي للسياسية المصرية وللسيادة المصرية والكرامة الوطنية المصرية وجاء قرار فتح معابر غزه مفتوحه دون قيد لرفع المعاناه عن الشعب الفلسطيني وتواصله بأخوانه بمصر . فأنني احيي المجلس العسكري على تلك الخطوة المشرفة التي تعبر عن تغيير في السياسة المصرية تجاه الكيان الصهيوني المتجبر المتكبر الذي كان يرتع ويعربد في المنطقة وللأسف بمعاونة النظام الفاسد البائد . . فتحية كبيرة إلى المجلس العسكري المحترم مع تحفظي على أمور كثير جرت ومازالت تجري قد فعلها ومازال يفعلها المجلس العسكري .
في حياة الشعوب أجيال يواعدها القدر ويختصها دون غيرها بأن تشهد نقط التحول الحاسمة في التاريخ إنه يتيح لها ‏أن تشهد المراحل الفاصلة في تطور الحياة الخالد تلك المراحل التي تشبه مهرجان الشروق حين يحدث الانتقال العظيم ‏ساعة الفجر من ظلام الليل إلى ضوء النهار.
إن هذا الجيل من شعب مصر من تلك الأجيال التي واعدها القدر لتعيش لحظات الانتقال العظيمة التي تشبه مهرجان ‏الشروق. لقد عشنا ساعة الفجر ورأينا انتصار النور الطالع على ظلمات الليل الطويل لقد عشنا فجر الاستقلال ‏وعشنا فجر الحرية وعشنا فجر العزة والكرامة وعشنا فجر القوة وعشنا فجر الأمل في بناء مجتمع سعيد بعد ثوره 25 يناير. واليوم ‏يطل فجراً جديداً رائعاً لقد بدأ مشرق الحرية .
ولكن يخرج علينا الشيوخ ويطلقون على انفسهم أنهم ( الحكماء ) ويخرج علينا من تعدى سنه ‏الستين والسبعين والثمانين ويقولون انهم أصحاب المنطق السليم والعقل الراجح ويمتلكون ‏الحقيقة المطلقة أن هؤلاء يريدون ان يختطفوا الثورة لأنفسهم بوازع الديكتاتورية المتأصلة ‏فيهم منذ النظام البائد وماقبله حتى رؤساء الأحزاب الذين بلغوا من الكبر عتياً وقد أكل الزمان عليهم وشرب يريدون ‏أن يختطفوا الثورة من الشباب لجني مجد شخصي أو حزبي ووصل بهم الأمر أنهم أرادوا أن ‏يجهضوا الثورة بدافع التفاوض مع النظام السابق والسلطة تعاملهم بنفس المنطق الذي يتعاملون به ‏مع الشباب .
إن المعرفة والتغيير العملي للطبيعة والمجتمع هما جانبان مشروطان وبتوقف كل منهما على الآخر بشكل تبادلي لعملية تاريخية واحدة فالمعرفة نفسها عامل ضروري في النشاط العملي للمجتمع لأن هذا النشاط يقوم به الناس على أساس معرفة خواص الأشياء والموضوعات ووظائفها ومن جهة أخرى تأتي الممارسة في النشاط الإنتاجي للمجتمع كعامل ضروري لعملية المعرفة نفسها .
ومن ثم لا يزال السؤال : هل تتطابق مثل هذه الأفكار مع الواقع نفسه ؟
إن النشاط الإنتاجي الاجتماعي ككل أي الكيان الاجتماعي كله في تاريخه يحدد وبعمق صدق المعرفة إن الحق سيرورة وطالما أن الممارسة مؤكدة بدرجة تكفي لتمييز الحقيقة الموضوعية من الخطأ وتأكيد صدق معرفتنا فإن الممارسة نفسها هي في الوقت نفسه عمليه متطورة تحدها في كل مرحلة معينة إمكانيات الإنتاج ومستواه الفني .. الخ
وهذا يعني أنها هي أيضاً نسبية ونتيجة لهذا فإن تطورها لا يسمح بتحويل الحق إلى عقيدة جامدة إلى مطلق ثابت بل إلى نسبية بتفاعلها مع محيطها الموضوعي .
لم يكن احدا ليحلم بان يحدث تغيير فى مصر ليس على مستوى الاوضاع والسياسات فقط بل حتى على مستوى الاشخاص وبدا الموت حتى معاندا لتغيير شخص الرئيس ولو ان التغيير بالموت للاشخاص لم يكن حلا لدى كل من له درجة ولو صغيرة بالوعى السياسى لأن الماساة كانت متمثلة فى المنظومة الحاكمة.
ومع هذا فقد كان التغيير الشكلى هذا املا لدى الكثيرين حتى مع علمهم بانه تغيير لمجرد التغيير وأنه لن تحدث مصادفات تأتى بشخص من نوعية (سوبر مان) يقلب الطاولة ويغير الاوضاع تغييرا ثوريا بل وحتى لو وجد هذا الشخص فانه لن يستطيع الوصول من الاساس للحكم ولن يستطيع اختراق الموانع الحصينة التى شكلتها هذه المنظومة الحاكمة التى تمارس حكم اللصوص واساليب المافيا ووسائلها.
اما ان يأتى تغيير للشخص دون اغتيال ودون موت طبيعى فقد بدا ذلك صعبا وان ياتى تغيير بانقلاب عسكرى فقد بدا مستحيلا اما وان ياتى بسرعة البرق وفى خلال ثمانية عشر يوما فعند طرح ذلك سيتهم صاحب الطرح بالجنون والسخافه اما وان ياتى هذا التغييرسلميا من خلال الشعب فقد كان اشبه بالكوميديا لكن الواقع تجاهل كل هذه المستحيلات وحدث مالم يخطر ببال احد وحدث التغيير من خلال الشعب وبصورة سلمية وفى فترة قياسية واطاح بالطاغية الذى لم يتورع عن استخدام كامل طاقاته واقذر اساليبه والتى لم يعبأ فيها بإشعال الفتنة الاهلية او إعطاء الاوامر لجيشه بالرد العسكرى على شعب لم يحمل حتى احجارا ولم يستخدمها الا فى الدفاع عن نفسه وهذا ما اصاب العالم بمزيج من الذهول والانبهار بقدرة هذا الشعب على الثورة والتغيير بهذه الشجاعة الجبارة والاصرار الرهيب كما كان هذا العالم مذهولا من ذى قبل من صبر هذا الشعب وصمته برغم المهانة والاذلال والاستعباد الذى عاناه على مدى عقود طويلة.
ومن شاهد عيان حمل شرف المشاركة فى هذه الايام الخالدة بكل مافيها من جميع انواع الدراما سواء (التراجيديا) او (الكوميديا) او (الأكشن) وكذلك (الفانتازيا) فعلى المستوى الانسانى المتعلق بصفة المواطن والعامل بالسياسة فالشعور السائد هو الانبهار بماحدث وبهذا التدافع الثورى الشعبى والزخم المليء بالوعى والتنظيم والرقى الحضارى والسلوكى والاصرار والفطنة وعدم الانجرار الى الخديعة وكل مايؤثر على التوحد الوطنى .
ولان العقل يقول ان الامور لا تتغير بين يوم وليلة وبرغم ان الكثير ممن شاركوا فى الابداع الزائف هم اول من غنى للثورة وبدا مسيطرا على ساحة لم يكن له فيها اى اسهام ويفتقد فيها مصداقيته وتأكد ذلك بما قدمه من اعمال مصطنعه وهزيلة الا ان الامل مازال كبيرا فى اصلاح ما افسده الاستبداد والفساد فى جميع المجالات باعتبار مايتم تقديمه بعد الثورة من هزل سياسي هو بمثابة فلول للنظام السابق ومحاولات للالتفاف على الثورة وركوب للموجه وعلى جميع الثوار الحقيقيين التكاتف و التعاون فيما بينهم لحماية الثورة واستعادة عزيمتهم والسعى الدؤوب لفرض انفسهم فى واقع جديد وصياغة قوانين هذا الوضع وفقا لارادة الثوار والقضاء على مصطلح(السوق) وشطبه من القاموس وكلنا فى انتظار الجزء الثانى والأهم من الثورة وهو التطهير وإعادة البناء.
وغدا يامصر يصبح الهلال قمر كامل ينير سماء الحريه والديمقراطيه . ‏ ‏‏


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 4114 / عدد الاعضاء 62