اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
التاريخ
10/13/2003 1:41:00 PM
  بيروقراطية الموظف العام في اقبح صورها      

بيروقراطية الموظف العام في اقبح صورها

اتصل بي احد الاخوة قائلا ان احدى الفاضلات  ابتليت – بزوج مدمن-  الى اخر القصة الطويلة. في النهاية اصبح الرجل الزوج ديو (عديم الغيرة على اهله). واصبح يستغل وفات ابوها وامها وسفر اخوها وعدم وجود من تلجاء اليه وشعورها بالضعف المهين. ووصلت درجة الانحطاط وذوبان الغيرة الى ان اصبح منزلة كالحانة. ابواب مشرعة ورجال من كل الاصناف داخلة وخارجة. يأتون في وضع مريب وفي كل وقت . وجوه مكفهرة عابسة هائمة عليها غبرة موحشة كدرة مستنكرة.

كانت تحتسب تصبر وتنتظر الفرج.

وصل اليها التربص والتحرش والابتزاز!

صار لزاما عليها حسم الموضوع نهائيا.

وصار الخيار الوحيد الطلاق أو الفرار الى أي طريق فهو ارحم.

اين تذهب وكيف تعيش؟!

كيف كان المجتمع سابقا وكيف اصبح الان؟

كيف كان هناك مكان للمراة ان تكون مع المراة في الحقل وتعيش بستر في كنف أي قريب أو جار في مثل هذه الظروف؟

المهم الام اصبحت اما لبنت عمرها 13 سنة.

اصبحت البنت محل الانظار التائهة الجائعة,, خصوصا انها رزقت بقوام انضجها قبل عمرها. ولا اريد ان اصف انوثتها المبكرة , ولكني اقول ان لديها انوثة مبكرة!!!

اصبح التحرش مباشرا ووقحا ومخيفا, ونسيت المرأة نفسها عند بنتها.

وصل الان الى بنتها التربص والتحرش والابتزاز!

صار لزاما عليها حسم الموضوع نهائيا... والاب في كل ذلك ليس غائبا فحسب بل انه مصدر الخلل. حيث ان وجوده هو سبب وجود كل هذه الحشرات.

وصار الخيار الوحيد الطلاق أو الفرار الى أي طريق فهو ارحم.

مالرأي ايها المحامي؟؟

واخذت في الفلسفة من غير لزمة!!!

يعني هذي قضية اجتماعية مو قضية قانونية!

يعني وين تبي تروح لما تطلق؟؟

يعني مو لونصلح حالهم وحال ابيهم افضل؟؟

انا مالي بالقضايا الاجتماعية وعمري مانظرت في قضية من هل القبيل؟؟؟ بس خليني اشوف والا خليني اتصل باحد الزملاء.

الله يخليك شوف ولا تتأخر! ترى الامور سيئة للغاية!

على كل حال حنا نقدر نرفع قضية خلع, بس يبي  لنا مانبين انها قضية خلع على شان مانخسر تعاطف أو... القاضي! سارسل لك اللائحة غدا عاجلا كاول شيء اعمله غدا!

****

تقدمت الزوجة المغلوب على امرها بطلب الطلاق أو الخلع.!!

تقدمت وحيدة تجر ضعفها وهوانها, ومع ثقل ماتجر, تحمل كل احزان وهموم العالم.. تقدمت وحيدة الى عالم غريب جدا لم تألفه! وحيدة بدون المحامي الذي اكتفى بكتابة المذكرة من برجه العاجي, وحتى من دون الوسيط(فاعل الخير) الذي كلم المحامي عن الحالة في غمرة من غيرة النشاما العربية. ثم انطفأ !!!

وحيدة الى المحكمة

الى ظل العدل

 الى فيء الرحمة

الى حنان قلب القاضي

الى حيث نصرة المظلوم

ايوه المظلــــــوم

الى حيث القوي ضعيف حتى يؤخذ الحق منه

الى حيث تصان كرامة الانسان

الى حيث تصان كرمة وعفة الحرائر

كانت الحالة قد تطورت الى حالة الغليان حيث اصبح الزوج يضرب زوجة صباح مساء , اصبح الضرب المشوه هو الغداء والعشاء وهو لذيذ طعام الافطار! اصبح نحيب الام امام اطفالها بشكل ليس يومي فقط ولكن متكرر يوميا ,, وجبة لاطفالها ايضا وهو مايؤلمها ويكسر قلبها.

هي ثلاث مرات هذا القاضي الفض الجلف بكل صلافة وتجاهل وصدود يطلب من المدعية ان تحضر محرمها معها, ويؤجل القضية بشكل جنوني. والزوجة تقول راجية ومسترحمة ان محرمها هو خصمها ولا تملك ان تحضره فكيف يكون لها ذلك.

في المرة الاخيرة كان القاضي في اقسى حالاته وفي اوضح حالات تهربه.تهرب من الزوجة وعنفها ونهرها. بل وهددها !

اسودت الدنيا اكثر في وجهها ودب يأس جديد الى يأسها.

صاحت في وجه القاضي في غضب وجد! إنه إن لم يحسم الامر سيقتل احدنا , انا أو زوجي أو بنتي!

تجاهل القاضي كل شيء

في هذا الأثناء سلكت كل السبل لحل معضلة القاضي , وراحت الى جميع الادارات الحكومية ذات الصلة من الامارة الى الضمان الاجتماعي!

راجعت الاحوال المدنية , حاولت الحصول على بطاقة! على برنت من سجلها المدني! على ورقة باثبات الحالة, خسرت الكثير على الليموزين رايحة جاية على موظفين لا يريدوا ان يعملوا أي شيء, وفي كل لحظة يقولوا خلي زوجك يجيء! والخافي اعظم! كمان!

خلال ايام كانت وجبة الافطار ضربا داميا ساحقا ماحقا استدعى دخولها المستشفى لمدة اسبوع, بعد رفض المستشفى قبول الحالة الا بتقرير من الشرطة.

ومرت الحالة في الشرطة والمستشفى ولا كان شيء صار, كانه شيء طبيعي!

كان جلوس الزوجة لمدة اسبوع في المستشفى كافيا لضياع اولادها!

خرجت من المستشفى, ونظرات اولادها زائغة وبدون معنى, حتى خروجها من المستشفى اصبح لهم من دون معنى, ولم يفرحوا به, وكأن القادم هو من الشارع وليس امهم! ظنت ان ذلك من هول الصدمة, وذهبت تسأل ابنتها يامهجة قلبي مابك؟ هل ضربك ابوك؟ هل تحرش فيك احد؟ والبنت ساكته أو نافية, ولكن قلبها ولسان حالها يقول ياليته بس تحرش!!! وليس هناك قلب يقرأ قلب البنت مثل قلب الام!!

كل يوم يمر كلما تكون الفتاة اسواء فاسواء , وكلما تزداد ظنون الام! ويزيد ايمانها العميق انه لم يعد لاي شيء أي قيمة أي شيء على الاطلاق!! أي شيء, حتى القاضي تمنت انه امامها وان معها سلاح بذخيرة لا تنتهي لتطلق عليه حتى تشفي غلها.

اربعة ايام فقط من حادثة المستشفى, البيت مدمر بالكامل !

الزوج يقتل والام وابنتها يغتصبون!

الاب يُعطى جرعة عالية ثم يذهب (ز) يغتصب البنت ثم تخيفه جريمته ثم يرجع على الاب وينهي حياته خنقا وركلا وطعنا! ويذهب (ب) - وهوالمدبر الرئيسي وكان يخطط لايقاع الام منذ تعرف على زوجها-  يغتصب الام, تقاوم الام, تقاوم الام يعريها , ينال منها جنسيا , تنجح الام في طرحه ارضا بعدما اعياه المخدر والمقاومة الشرسة, الام تريد الهرب! ام تريد الاطمئنان على طفلتها! (ز) يخرج سكينا. تقاوم ليلى ! تسقط السكين! تلتقط ليلى السكين وتعاجلة ببضع واربعين طعنة!! اقلها قاتلته!

طبعا لاشيء سيتعدل لا شيء سيتغير! لتستمر المعاناة ويكثر الضحايا.

الرجاء مراعات  ان هذا مختصر القصة, واتمنى ان لا يخل الاختزال بالمعنى!   

 

 


  شناني    عدد المشاركات   >>  172              التاريخ   >>  13/10/2003



يا عيني عليك يا ابن الأدلم

يعني احنا ناقصين تعب قلب وهم ونكد

!!!

يا أخي الإسلام صان المرأة وحقوقها أكثر من الدول الأوروبية ..ويجب أن يكون لنا حقوق إنسان تناسب خصوصية مجتمعنا العربي وثوابتنا والبسامير التي تثبت مؤاخرتنا بالأرض أيضا

المرأة عورة .. كلها عورة .. حتى صوتها .. وهي تقطع الصلاة كما تعلم مع الكلب والخنزير أو الحمار أجلك الله

ويجب أن تمشي الحيط الحيط حتى يكاد ثوبها يخرق من شدة الالتصاق بالحائط كما يقول أحد المشايخ

ولا أدري ما هو الحكم إذا لم يكن في الطريق حيط

من أين نجلب الحيط

وعلى قولة المصريين : ظل راجل ولا ظل حيطة

!!!

إنها مشكلة عويصة فعلا

هذا تعليقي .. فما رأيك .. دام فضلك

!!! 

وعلى كل حال

موضوع رائع بالفعل

تناولت الآن التعليق على التخلف

ولكن التعليق على الشق الثاني

بيروقراطية الموظفين ،

فعلا قد يكون لها نتائج قاتلة أو كارثية

وللحديث بقية

ولكن عندي سؤال استدراكي : لماذا تركت هذه المرأة لمصيرها البائس .. فأين شهامتك البدوية الأصيلة

؟؟؟


  الوسيط    عدد المشاركات   >>  33              التاريخ   >>  13/10/2003



هذه الواقعه مهداة إلى مؤتمر حقوق الإنسان في السلم والحرب الذي يعقد حاليا في المملكه 

نعم في محاكمنا  لا تستطيع المرأه أن تتقاضى دون وجود محرم يرافقها حتى وإن كان محرمها هو خصمها ، في محاكمنا تجد المرأه حرجا وعنتا شديدا في الوصول إلى القاضي ، ثم تجد القاضي يسعى جاهدا إلى التخلص منها ، ويتحاشى الإستماع إليها ، وحتى يظهر القاضي ورعه فإنه يعامل المرأه بكل قسوه وصلف وجلافه، وأشهد انني كنت عند احد القضاة حينما دخلت إ مرأه مدعيه على اخيها فقال لها القاضي أين محرمك قالت لا محرم عندي سوى اخي المدعى عليه وهو يرفض الحضور معي إلى المحكمه فلم يكن من القاضي إلا ان نهرها بكل صلف قائلا لها إن حظرت مره أخرى دون محرم سجنتك ، فلم تستطع المرأه أن تجيب إلا بالكاء المر

إلى كل المتشدقين بحقوق المرأه عندنا ، إلى كل المنافقين مزوري الحقائق نقول ...إتقوا الله ونظروا كيف تعامل المرأه في المحاكم الشرعيه

ممنوع الإقتراب من الرجال ... مفهوم ولكن ما العمل ؟

الإنتظار في غرفة استراحة النساء وهي موجوده في كل دور ؟

 طيب انتظرنا لكن لم يستدعينا احد .

ساعه ساعتين ثلاث ساعات لم يستدعينا احد

ممنوع الإقتراب من الرجال .... مفهوم

 قالها الموظف الجلف نصف الأمي ذو الشعر الكث عديم الإهتمام بمظهره ثم أغلق شباكا صغيرا بينه وبين المراجعين

عادت المرأه وانتظرت ساعه ، ساعتين ثلاث ساعات ثم عادت ووقفت على ذات الشباك

وش تبين يامره

قالها الموظف إياه

أريد مقابلة القاضي

القاضي لديه جلسه مشتركه ولن يرجع هذا اليوم لمكتبه

بكرى تحضرين ومعك محرم

ولكن لماذا لم تخبرني حتى لا انتظر

أغلق الشباك حتى لا يراه احد وهو يتكلم مع إمرأه

ويأتي بكرى ، تدخل المراه السجن المسمى إستراحه نساء

الساعه والساعتين والثلاث لا فرق

المرمطه والصد والجلافه أمر عادي

تفقد المرأه إنسانيتها وكرامتها وتتعذب بين ممرات المحكمه ، وفي السجن الذي يسميه أصحاب الفضيله إستراحة نساء

يحدث كل ذالك وغيره كثير ثم تجد أحدهم بعد ان يجذب شماغه كل دقيقه ... يلوك لسانه ..... الإسلام كرم المرأه

نعم الإسلام كرم المرأه ... لكنكم أختطفتم الإسلام

 

 

 


  مستخدم محذوف    عدد المشاركات   >>  20              التاريخ   >>  14/10/2003



الحقيقة الرائعة التى تحملها المشاركة رغبة اكيدة وصريحة في رفض ذلك المفهوم الذى اصبح بالعادة فرض وعبادة المرأة عليها محظورات حتى هى عورة ولانعرف كيف اهتدى هؤلاء الى تلك النصوص التى شرعت افكارهم فأصبحت قانوناًولانعرف الى اى مدى في عالم يضيق ويشابك والمرأة عندنا وعند اصحاب تلك المفاهيم التى سوقوها للعامة تارة من على المنابر وتارة في أشرطة كاسيت مخلوق غير كامل الاهلية

الرائع كذلك رد الاخ الوسيط نقل صورة حية عن مناخ عام مسيطر وحاكم وضاغط على الجميع المرأة المثقف  الواعى والمدرك لثوابت الدين الحنيف والقلق  على أمة انها رغم كل ذلك تأكل ممايزرع غيرها وتلبس مما ينسج غيرها وتستهلك جل منتجاتها من غيرها ولايتوقف الصراخ صوت المرأة عورة  لاعمل للمرأة الا في استثناءات محددة ومحصورة وغيرها

ماذا سيحدث لو قلنا يكون لها صوت انتخابي اذا كانت ثمة انتخابات اصلا أو أن تكون قاضية أو تتمتع بحق قيادة السيارة هل هى احلام بالقطع في مناخ كهذا تكون تلك فعلا احلام واللهم اجعلة خير !!!!

ولكن دعنى اهمس في اذنك اخى الوسيط كنا ننتظر أن ينقل الينا المعاون القضائي تلك الصورة التى نقلتها عن أحوال المرأة في المحكمة

تحية الى ابن الادلم والاخ موسي والى الجميع


  شناني    عدد المشاركات   >>  172              التاريخ   >>  14/10/2003



طالبات عائشة يطالبن بتجديد فقه المرأة في الإسلام

عثمان الرواف

قرأت في الانباء مؤخرا عن كتاب نشره امام مسجد في جنوب اسبانيا حول المرأة في الاسلام، ولقد تضمن الكتاب موضوع ضرب المرأة وعقابها وقدم تفصيلات مستفيضة حول اسباب هذا الضرب واساليبه وانه ينبغي ان لا يحدث جروحا او ندوبا او اوراما في المرأة المضروبة. وعلى الرغم من كل الجهود التي حاولها امام المسجد مؤلف الكتاب لتوضيح مستلزمات وضرورات الضرب وطرقه البسيطة غير المؤلمة، فلقد ادى الكتاب ـ كما قرأت ـ الى اثارة موجة عارمة من الغضب في اسبانيا خاصة بين الجمعيات النسوية الاسبانية. ولقد قرأت مقالا لكاتب اسلامي محافظ ومعتدل ينتقد فيه الكتاب ويتهم مؤلفه الداعية بتقديم صورة مشوهة عن الاسلام. فقد كان اولى بإمام المسجد ـ كما يقول الكاتب الاسلامي المنتقد ـ ان يتحدث عن التدرج الذي امرنا به الاسلام من الزجر ثم الهجر في المضاجع ثم الضرب والذي وصفه عبد الله بن عباس بأن اداته (السواك) او المنديل، وخلص منتقد الكتاب الى القول بأن مثل هذه الكتابات 'تخدم مخططات المعادين لهذه الامة'.
ومع كامل تقديري للكاتب الاسلامي المنتقد الذي تربطني به زمالة وصداقة وثيقة تجعلني على معرفة تامة بحرصه الشديد على توضيح الاسلام الصحيح لغير المسلمين وخاصة في الغرب، فإن قضية المرأة في الاسلام وكيف ينظر المسلمون وغير المسلمين لعلاقة الرجل بالمرأة في الاسلام هي قضية معقدة قديمة جديدة وتحتاج الى معالجة فقهية وفكرية جادة من جميع فقهاء ومفكري العالم الاسلامي. فمسألة ضرب المرأة في الاسلام على وجه التحديد وكيف ينظر لها ابناء الغرب لم يعد بالامكان مناقشتها مع غير المسلمين ومع الكثيرات من المسلمات ايضا ضمن منهج الضرورة والمبررات وتوضيح اساليب الضرب البسيطة غير المؤلمة. فالنقد موجه لمبدأ ولفكرة الاهانة التي تلحق بالمرأة نتيجة الضرب مهما كان ناعما ومهما كان غير مؤلم. فلا محاولة مؤلف الكتاب الخاصة بذكر اسباب وضرورات واساليب الضرب ولا محاولة ناقد الكتاب الخاصة بذكر مسألة التدرج من الزجر الى الهجر ثم الضرب كافيتان الآن في مطلع القرن الواحد والعشرين لمناقشة هذه المسألة الشائكة مع ابناء الغرب وتوضيحها لهم. قبل عدة سنوات شاركت مع مجموعة من الاساتذة العرب والمسلمين في ندوة عن الاسلام والغرب نظ! متها جامعة واشنطن في مدينة سياتل الامريكية. واثناء المناقشات التي اعقبت تقديم البحوث وجه احد اساتذة الجامعة، وكان تركيا مسلما كما قدم نفسه، سؤالا للمحاضرين المسلمين، وكنت واحدا منهم، عن رأيهم في مسألة ضرب الرجل للمرأة في الاسلام. فتعددت اجابات المتخصصين في الشريعة منهم والتي تضمنت توضيح اسباب ومبررات ضرب المرأة، وعندما استخدم احد اساتذة الشريعة قلمه وضرب يده ضربات خفيفة وقال للحضور: 'هكذا يكون ضرب المرأة في الاسلام خفيفا غير موجع'، انفجرت القاعة بالضحك والاستغراب. وطلبت احدى المشاركات الاوربيات في الندوة من المحاضرين المسلمين تقديم اجابات افضل. فأطروحات التبرير والتوضيح لم تكن مقبولة بسبب وجود رفض اساسي بين مثقفي الغرب لمبدأ ضرب المرأة نفسه كما ذكرت آنفا. وافضل اجابة سمعتها في تلك الندوة من أحد المحاضرين المسلمين على هذه المسألة لم تحاول تقديم اي مبررات او توضيحات لقضية ضرب الرجل للمرأة في الاسلام ولكنها اكتفت بالتنويه الى ان ضرب الرجال للنساء في امريكا يفوق بكثير ضرب الرجال للنساء في اي مجتمع اسلامي. وفي أحد المؤتمرات السنوية التي تعقدها الجمعية الامريكية لدراسات الشرق الا! وسط (الميسا) والذي انعقد في واشنطن قبل عدة سنوات، اذكر انني رأيت مجموع ة من الشابات المسلمات وهن يوزعن على المشاركين في المؤتمر فتوى صادرة عن أحد علماء المسلمين المقيمين في كندا تحكم بتحريم ضرب الرجال للنساء. وقد سمعت في نفس المؤتمر مسلمة امريكية افريقية تنتمي لجماعة البلاليين تطالب علماء المسلمين بتحريم ضرب الرجال للنساء وذلك بالاعتماد على نفس الاساس الشرعي الذي تم فيه تحريم الرق في الاسلام. فلقد حرص الاسلام على تحريم الرق ـ كما ذكرت ـ استنادا الى الاصل الاسلامي الشرعي القاضي بتحقيق المساواة بين الناس. ولكن العبودية استمرت بالرغم من ذلك لفترة طويلة من التاريخ الاسلامي حتى اقدم العلماء على تحريمها بشكل قطعي. فلقد كان وجود الرق في التاريخ الاسلامي استثناء مرحليا ظرفيا ولم يكن مبنيا على اصل شرعي بالرغم من محاولة البعض الادعاء بان الشريعة الاسلامية تبيح الرق. فالمساواة بين الناس هي حكم واصل شرعي في الاسلام وعليه استند العلماء في تحريم الرق. وان علماء المسلمين كما قالت الباحثة البلالية مطالبون اليوم بالاعتماد على هذا الاصل الشرعي الرئيسي القاضي بالمساواة بين الناس وبالمساواة بين المرأة والرجل لكي يصدروا احكامهم بتحريم ضرب الرجال للنساء في الاسلام. ف! كيف تكون هناك مساواة بين الناس اذا لم تكن هناك مساواة بين الرجال والنساء؟ وكيف تكون هناك مساواة بين الرجال والنساء في ظل وضع يعتقد فيه الرجال ان الشرع يبيح لهم ضرب نسائهم؟
ان قضية المرأة في الاسلام والجدل حولها بين المسلمين والغرب وبين المسلمين انفسهم هي قضية قديمة تعود الى القرن التاسع عشر وتتضمن نقاطا وجزئيات كثيرة ولا تقتصر فقط على موقف الاسلام من مسألة ضرب الرجال للنساء. وفي اواخر عام 1994 افردت مجلة الايكونومست البريطانية الشهيرة عددا خاصا لمناقشة موضوع الاسلام والغرب، ولم تكن عندها عمليات ارهاب القاعدة قد استفحلت. وذكرت الايكونومست في احدى مقالات ذلك العدد ان معالجة مشاكل المرأة في الاسلام هي المتطلب الثاني الذي ينبغي تحقيقه في العالم الاسلامي بعد التكيف والتطور الاقتصادي وذلك لكي تتوفر اسس وشروط التعايش والتفاعل بين المسلمين والغرب. ويلاحظ ان المتطلب الاول والاهم لتحقيق هذا التفاعل والتعايش في الوقت الحاضر اصبح يتمثل في القضاء على تطرف وارهاب بعض الحركات التي تدعي الاسلام. ولكن مسألة التطرف والارهاب هي ظاهرة عابرة في المجتمعات الاسلامية ولن تدوم طويلا واما قضية المرأة فسوف تبقى قائمة، لأنها تمتد الى جذور اجتماعية قديمة وتحتاج الى معالجة اساسية. وان معالجة قضية المرأة في الاسلام لا ينبغي ان تحدث لأن الغرب ومنظمات حقوق الانسان في العالم ي! طالبون بتحقيق المساواة بين الرجال والنساء في العالم الاسلامي ولكنها ينبغي ان تحدث لوجود اسباب ومتطلبات في المجتمعات الاسلامية تستدعي حدوثها. فهناك ضرورات اجتماعية وسياسية واقتصادية تستلزم معالجة مشاكل المرأة في العالم الاسلامي. فالمجتمعات الاسلامية تعاني من خسارة اقتصادية كبيرة لأن نصف طاقاتها الاقتصادية البشرية معطلة او غير مستثمرة بالشكل الامثل. ولكي نبدأ في معالجة مشكلة المرأة في الدول الاسلامية ينبغي ان نعترف بوجود المشكلة اولا ولا نوهم انفسنا بأن وضع المرأة في مجتمعاتنا الاسلامية هو افضل من المجتمعات الاخرى. صحيح ان الشريعة الاسلامية قد اعطت المرأة في الاسلام حقوقا لم تتمتع بها نساء الغرب حتى الآن، ولكن الممارسات الفعلية في بعض المجتمعات الاسلامية قد حكمت على الكثير من هذه الحقوق بوقف التنفيذ. لقد سمعت هذه المقولة من مجموعة متزايدة من الفتيات المسلمات اللائي يتحدثن في مؤتمرات دولية ويطالبن باعادة فهم بعض النصوص الشرعية المتعلقة بالمرأة لأن بعض تفسيراتها الحالية ـ كما يعتقدن ـ تسهم في تدعيم بعض المفاهيم غير الصحيحة عن وضع المرأة في الاسلام. وبعضهن ـ مثل الدكتورة رفعت حس! ن عضو هيئة التدريس في جامعة لوتيل الامريكية ـ يعتقدن ان القيام بهذه ال م همة الشاقة لن يتحقق بالشكل الامثل الا اذا تبنته النساء المسلمات انفسهن. ولهذا فإن بعض المفكرات المسلمات الجدد يتوجهن بالدعوة للنساء المسلمات للتخصص بالشريعة لفهم الموقف الاسلامي الصحيح من المرأة. انها دعوة تطالب بوجود فقيهات في الاسلام يسرن على نهج عائشة رضي الله عنها زوج الرسول صلى الله عليه وسلم. ولقد لفت انتباهي سماع بعض الفتيات المسلمات يستشهدن في بعض المؤتمرات الدولية بأقوال السيدة عائشة التي ترفض رواية الحديث الخاص بالتشاؤم من المرأة وتقدم رواية اخرى مغايرة لها. هذه الدعوة الجديدة لاعادة فهم بعض التفسيرات الخاصة بالمرأة في الاسلام والصادرة عن طالبات مدرسة عائشة ـ اذا صح التعبير ـ ينبغي ان تحظى بأهمية خاصة في العالم الاسلامي وان تحظى بانتباه علماء المسلمين. ولا يمكن النظر لهذه المطالب ضمن سياق المؤامرة على المرأة وقيمها واخلاقها في العالم الاسلامي. فعندما تقف خمس مسلمات محجبات في احد المؤتمرات الدولية احداهن كندية من اصل لبناني والثانية امريكية افريقية والثالثة سيدة اعمال من ماليزيا والرابعة فرنسية تونسية والخامسة طالبة مصرية ويطالبن بتجديد فقه المرأة في الاسلام فلا يمك! ن ـ كما اعتقد ـ تجاهل هذه الدعوة او الاعتقاد بأن القصد منها هو معاداة الامة الاسلامية او الهجوم على الاسلام. وعندما تنتقد مثل هؤلاء الفتيات المسلمات الملتزمات وضع المرأة الاقتصادي والاجتماعي والوظيفي في الدول الاسلامية فلا يمكن وصف انتقادهن ودعوتهن للاصلاح بأنها جزء من مؤامرة على المرأة في الاسلام. فلقد خذلتهن المؤسسات الاسلامية التقليدية المحافظة فاتجهن الى المؤتمرات العلمية الدولية للتعبير عن انفسهن وعن افكارهن. فهل يتنبه علماء العالم الاسلامي لضرورة واهمية الاستماع لاصواتهن التي تطالب بتجديد فقه المرأة في الاسلام؟

عن الشرق الأوسط

 

 


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 3164 / عدد الاعضاء 62