بسم الله الرحمن الرحيم
تعتبر الأسرة هي اللبنة الأساسية لبناء المجتمعات الإسلامية القوية . والأصل في العلاقات الزوجية بين الزوجين انها تقوم على أساس المودة والرحمة ليتمكن كلاهما بعملهما المشترك من تحقيق الأهداف والمقاصد الاجتماعية على أكمل وجه وأحسن حال ليتحقق لكليهما في حياتهم الأسرية الرحة والسكينة والاستقرار لقوله تعالى ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ) سورة الروم (21) .
فإذا ما عاش الزوجان مقترنين في محبة وسلام وود ورحمة و أدى كلاهما ما عليه للآخر من حقوق ’ وعامل كل منهما الآخر بالحسنى ’ استطاعا حفظ العلاقة الزوجية بينهما بما يكفل لكل منهم السعادة في الدنيا و الآخرة . وهذا ما تسعى الية الشريعة الاسلامية من عقود النكاح .
أما إذا غابت المودة والرحمة وحل محلهما الكره والفتور والتباغض والنفور والضيق والضجر بين الزوجين تكون الحياة الزوجية جسدا ميتا . فإذا ما وصلت العلاقة الزوجية بين الزوجين إلى هذا الحد فإنها بذلك تكون قد فقدت الهدف الاصلي والمقصد الاساسي من تشريع الزواج وأصبح من الافضل لكلا الزوجين فك الرابطة الزوجية بينهما واستخدام كلا منهما سلطته التي خوله الشارع في استعمالها فاللرجل حق تطليق زوجته إذا ما شعر ببغضها وعدم الرغبة في العيش معها وللمراة حق الخلع من زوجها إذا ما خشيت ألا تقيم حدود الله في زوجها .
ولكن من الأزواج من يشعر ببغضه لزوجته وكرهه لها واستحالة العيش معها إلا أنه يسعى بتصرفاته وأفعاله لمسكها لمجردإيلامها وإيذائها حتى تفتدي نفسها بالخلع وهذا ما نهى عنه الشارع في قوله تعالى ( و لا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه و لا تتخذوا آيات الله هزوا ) سورة البقرة اية 231هذا من جانب
ومن جانب أخرى قد تشعر المرأة بأنها تخشى ألا تقيم حدود الله في زوجها فتطلب من الزوج الاختلاع وهو حقا أعطي للمرأة في الإسلام بوصفها امرأة كما أعطي الرجل حق الطلاق بوصفه رجل إلا أن الأمر إذا ما وصل إلى مطالبة الزوجة بحقها في الاختلاع ازداد تعنت الزوج وزادت قسوته و رجولته رغم شعوره بما تبادله زوجته به من مشاعر فتكون الزوجة بين خيارين أحلاهما مر إما بالعيش مع زوجها بلامشاعر وأحاسيس أو اللجوء الى القضاء لإقامة دعوة تطلب فيها الخلع فتبدا المعاناة مع الزوج إما بالتهرب من حضور الجلسات بتغيير مكان إقامته والرحيل الى مكان مجهول يصعب تبليغه بموعد جلسة القضاء للحضور الأمر الذي يجعلها كالمعلقة لمدة سنوات وعليها ان تنفق على نفسها وابنائها لحين ظهور الزوج و تبداء المعانه الأخر بظهور الزوج وتعنته والمبالغة في قيمة الفدية للموافقة على الاختلاع وفي كل الحالات تعيش الزوجة محرومة من حقوقها سواء الحقوق المالية أو المعنوية وأخيرا اعلم أخي الزوج وتأمل وعِ قول المولى عز وجل ( فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) سورة سورة البقره 229 وقوله تعالى( فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف ) سورة الطلاق اية 2 وأروقة المحاكم الشرعية تعج بمثل هذه القضايا والله من وراء القصد .
المحامي/ زكي جمال راوه