اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
التاريخ
12/28/2007 11:40:41 PM
  الاحتيال بين علم النفس ونصوص القانون ـ شخصية المحتال و دور الضحية في جريمة الاحتيال      

بسم الله الرحمن الرحيم
{1} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ {2}كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ {3}
صدق الله العظيم
هل صادفك هذا الشخص يوماً ؟؟ هل جلس أمامك يرتدي بزته الفاخرة و ينفث في وجهك دخان غليونه أو سيجارته غالية الثمن وهو يستعرض قدراته السحرية في فتح الأبواب المغلقة وإيجاد الحلول لكل معضلة ولا يقف في وجهه أسود المناصب ولا نمور المراكز ؟ هل جلس أمامك معرضاً وجهه عنك وأنت تحدثه متظاهراً بسماعك ولكنه مشغول باستعراض بطاقاته البنكية كما يستعرض لاعب الورق أوراقه مع الفارق أن هذا الشخص يستعرضها متظاهراً باللامبالاة بها يريد أن يبعث لك برسالة خفية تقول : أنا غني أنا جيبي ممتلئ فلا تظن بعد قليل عندما أطالبك بمبلغ محترم مقابل خدمة سوف تطلبها مني ـ وأنا متأكد أنك سوف تطلبها ـ أنني بحاجة لنقودك بل هي للشخص الذي سيقوم بالخدمة وفتح الأبواب الموصدة بالأقفال وينتهي من استعراض بطاقاته ليبدأ حديثاً عن أمجاده حديثاً له بداية وليس له نهاية كم طأطأت له رؤوس وكم يلهث خلف رضاه نفوس وكم يعرف من شخصيات هامة تتمنى لقاءه وكم وكم وأين قضى عطلته في العام الماضي في منتجع فخم وكم هو متضايق لكثرة مراجعيه ومحبيه ولكن هذه هي ضريبة الغنى والنجاح والمجد ستقول لي ربما قابلت هذا الشخص وربما ليس بعد ولكنني قابلت آخر من نوع آخر شبيه بما تقول إلا أنه لا يرتدي بزة فاخرة بل ثياب يبدو عليها عدم الترتيب أقرب منه للصعلوك منه للشخص ذو المكانة يتقرب مني بطريقة منفرة لكثرة ما يقدم من الوعود والآمال أنا عرفته لكن غيري من البسطاء قد لا يعرفه فآمالهم هي كل عمرهم وغايته ويحلمون بتحقيقها ولذلك فالسراب الخداع سرعان ما يجذبهم ويبنون قصور الوهم على أقواله .
إذن اتفقنا أن هاتان الصورتان وجهان لعملة واحدة لشخص واحد هو الذي أريد الحديث عنه وعن شخصيته وأفعاله في مشاركتي هذه إنه النصاب أو المحتال وما يقوم به يسمى الاحتيال أفعال يحرمها الدين ويفندها علم النفس ويجرمها القانون فلنقم بجولتنا هذه بين علم النفس ونصوص القانون لهذه الشخصية العجيبة .
علم النفس و سيكولوجيا النصاب
لضرورة البحث نقدم شخصية النصاب من الناحية النفسية ولكن بإيجاز لنفرد الجانب الأكبر للناحية القانونية
كتبت الدكتورة منى عرب في هذا المجال :
ـ المحتال من وجهة نظر التحليل النفسي:
تذكر هيلين دويتش Helene Deutsch (2) في مقال لها بعنـوان " المحتال، إسهام في سيكولوجية الأنا لدى واحد من السيكوباثيين" أن العالم مليء بشخصيات "كأن" Aslf والمحتالين والمدعين… ومنذ أن أصبحت مهتمة بالمحتال وهو يتبعني أينما ذهبت، ا أجده بين أصدقائي ومعارفي، … إن المحتال المريض يحاول تقليل الفروق بين الأنا المثالي المتضخم بطريقة مرضية، والجزء الآخر من أناه المحتقر الأدنى والمحمل بالذنب بشكل خاص".
إنه يتصرف كما لو كان أناه المثالي متطابقاً معه ، ويتوقع من كل فرد آخر أن يعترف بذلك. فإذا كان الصوت الداخلي لأناه المحتقر من ناحية، واستجابات العالم الخارجي من ناحية أخرى، تذكره بعدم واقعية أناه المثالي، فإنه يتعلق بالموقف النرجسي، ويحاول بيأس من خلال الادعاء، وتحت ستار اسم شخص آخـر، أن يحافظ على أناه المثالي وأن يفرضه على العالم.
أما ليونيل فنكلشتين Lionel Finkelstein (3) فيرى أن المحتال شخص ينتحل اسماً أو هوية، بغرض خداع الآخرين. إنه نوع من الكذاب المريض الذي يأمل أن يكسب من خداعه.
وعلى العكس من المتباهي أو المدعي الذي يفشل في خداع الناس ويتركهم متأثرين بادعائه، ينجح المحتال لفترة على الأقل في إبهار ضحيته وحملها على تصديق خداعاته. إن لعب الدور لديه يختلف عن الأشكال الأكثر سواء من الادعاء. والأدوار عنده هي أشكال من البراعة أو اللعب. الذي يتضمن سلوكاً تكراريا قهرياً ينشأ عن صراعات داخلية مرضية غير محلولة.
إن المحتال (يحتال على الناس ليسلب أموالهم بعد أن يكسب ثقتهم)، أو مخادعاً غشاشاً، أو سيكوباثياً متورطاً في أفعال مضادة للمجتمع أو أفعال إجرامية، علاوة على ذلك، ينتحل عديد من الناس دور الاحتيال في أوقات معينة من حياتهم فقد يتبنى المسافرون إلى مدن بعيدة عن منازلهم أسماء وهمية ، تكون مليئة بالأزياء الغريبة، والأسماء الوهمية، والخداعات الأخرى. ولكن المحتالين الحقيقيين يحيون حياة تجعلهم لا يحضرون للتحليل إلا إذا وقعوا في مشاكل . فإذا أتوا بحثاً عن المساعدة سرعان ما يبدو أن شخصياتهم تجعلهم يستعصون على التحليل فضلاً عن العلاج. إن عدم الأمانة، والسطحية، وعدم تحمل الإحباط، والميل نحو الفعل، والميول المرضية الكامنة العميقة لديهم تميل إلى إحباط أي محاولات تبذل لمساعدتهم.
وترى فيليس جرين إكر (4) Phyllis أن المحتال ليس مجرد كذاب ولكنه نمط خاص جداً من الكذابين يفرض على الآخرين تلفيقات عن إنجازاته ومركزه الاجتماعي، وممتلكاته الدنيوية، وقد يفعل ذلك من خلال تحريف هويته الرسمية بتقديم نفسه باسم زائف مصطنع، أو فقرات أخرى من الهوية الشخصية وسواء كانت مستعارة منتحلة من شخص آخر واقعي، أو مصاغة وفقاً لمفهوم متخيل عن نفسه. ونرى لديه تزييفات مماثلة لإنجازاته، وانتحال على نطاق واسع أو عبر ادعاءات غير قابلة للتصديق. ويبدو أن الخداع يتضمن الأمل في حصول المحتال على شيء مادي أو أية فائدة ملموسة.
علاوة على ذلك يتضمن الموقف الاحتيالي صفة المسرحية الاستعراضية مع الاعتماد الكلي على استجابة الضحايا للخداع. وفي بعض الأمثلة يبدو النصاب ناجحاً فقط لأن الآخرين ، مثلهم في ذلك كمثل الجاني لديهم ميل شديد لتصديق الاحتيال، وأن أي نجاح لمثل هذا الاحتيال يعتمد في الواقع على عوامل اجتماعية وفردية قوية وتقبل خاص للانخداع والاحتيال. إلى هذا الحد يكون هؤلاء الذين يفرض عليهم الاحتيال ليسوا مجرد ضحايا ولكنهم شركاء يتواطأون بوعي أو بدون قصد.
مما سبق تتضح لنا النقاط التالية:
1 ـ تتفق هيلين دويتش مع ليونيل فنكلشتين في أن السلوك الاحتيالي يمتد على متصل من السواء إلى اللاسواء حيث توجد بين الأسوياء أنواع من السلوك تعد من قبيل الاحتيال والادعاء، ولكنها تأخذ في حالة اللاسواء طابعاً مرضياً خاصاً يتميز بالصفاقة.
2 ـ يقترب تعريف فنكلشتين وجرين إكر من التعريف القانوني للنصاب حيث يؤكدان أن المحتال يأمل أن يكسب بعض الفائدة من خداعه ولكنهما يؤكدان أيضاً أن هذا ليس الدافع الأساسي للاحتيال.
3 ـ يذكر كل من فنكلشتين وجرين إكر سمات لشخصية المحتال مثل عدم الأمانة والسطحية، وعدم تحمل الإحباط، والميل نحو الفعل، وعدم النضج، والتخطيط الخاطئ، ونقص الحصافة، والاستعراضية والاعتماد على استجابة المشاهدين.
4ـ تؤكد جرين إكر على أهمية الضحية في إنجاح الاحتيال حيث يكون لديهم ميل للتصديق.
5ـ تقتصر دلالة التعريفات السابقة على نوع واحد من المحتالين وهو منتحل الشخصية الذي يقوم باستعارة اسم أو صفة أو هوية شخص آخر، سواء كان هذا الشخص واقعياً أم غير واقعي.
وبالرغم من كثرة البحوث والدراسات التحليلية المهتمة بالمحتال فإن تحليل الاحتيال على مستوى جماعي يدفعنا للعودة الى فرويد. حيث نجد أنه يفند الصفات الاحتيالية في الشخصية حيث يذكر فرويد الادعاءات الكاذبة والمتكررة في الطابع السايكوباتي –
تعريف المحتال: بناء على ما سبق يعرف القانون المحتال بأنه "كل من يتوصل إلى الاستيلاء على خيرات مملوكة للغير، سـواء كان ذلك بالاحتيال إو باستعمال طرق احتيالية من شأنها إيهام الناس بوجود مشروع كاذب، أو واقعة مزورة، أو خلق الأمل بحصول ربح وهمي، أو تسديد المبلغ الذي أخذ بطريق الاحتيال، أو إيهامهم بوجود سند دين غير صحيح، أو سند مخالصة مزور، وإما بالتصرف في مال ثابت أو منقول ليس ملكاً له ولا له حق التصرف فيه، وإما باتخاذ اسم كاذب أو صفة غير صحيحة".(5)
إلى هنا وانتهي من الجانب النفسي للمحتال بمعرفة وتوصيف أهل العلم والخبرة في هذا المجال
دور الضحية في إكمال عمل المحتال وإظهاره للنور :
للضحية دور كبير في مساعدة المحتال على احتياله فهي تميل لتصديقه وتعطي له هذا الإيحاء بالتصديق مما يدفعه للتمادي في غيه وفي نصب الشراك حولها واستجرار ما في جيوبها إذ تجلس تسمعه منبهرة بأكاذيبه وادعاءاته تمجده اجتماعياً وتستسلم له معطية إياه لعب دور المخلص والمنقذ لها من كل واقعها الأليم والمحتال ليس بالشخص الغبي بل قبل أن يقدم على فعلته يقوم بدراسة شخصية الضحية ويزيد من أساليبه حسب المطلوب فلكل ضحية طريقتها للإيقاع بها وغالباً ويلجأ لرمي شباكه على الناس البسطاء السذج اللذين يحلمون بالطرق السحرية السريعة لحل مشاكلهم يقضي عليهم بذلك الجهل وقلة الوعي الثقافي والديني و لكن ذلك لا يمنع من وقوع طبقة الموسرين مادياً وهم الأكثر تعرضاً للاحتيال في شباك هذا الشخص المريض لرغبتهم بزيادة ثروتهم وجلب المزيد من الأموال فيستيقظون فجأة على كابوس أن أموالهم قد سلبت منهم وأن الشخص الملاك المعول عليه لتحقيق الحلم قد تبخر من أمامهم أو جلس قبالتهم يضحك على غفلتهم وسذاجتهم وكثيراً ما تحميه نصوص القوانين بتحميل الضحية المسؤولية لثقتها به وهنا نوع آخر من الضحايا وهي الضحايا ذات المستوى الاجتماعي المتدني والمادي وضعها هذا لايتفق مع أحلامها الواسعة العريضة بالقفز مرة واحدة لأعلى درجات السلم الاجتماعي والمادي فبلمحة عاجلة من المحتال يستشف هذه الرغبة في نفوسهم ويبدأ بنسج الأكاذيب لهم و رسم الأحلام والحلول السحرية التي تجلعهم يحلقون في الهواء متوقعين تغيير واقعهم المر بين ليلة وضحاها وتبدأ رحلة الاحتيال فيستنزف ما في جيوبهم من مدخرات بسيطة الدرهم تلو الدرهم حتى ينبت جناحيه ويطير في المجهول تاركاً إياهم يندبون حظهم العاثر الذي أوقعهم في حباله .
وهناك نوع من المحتالين يوافقه نوع من الضحايا بأن فائدته فقط قد تكون معنوية يمارس عليهم تخيلاته المرضية فتارة هو ذو مؤهل علمي عال وتارة ذو منصب كبير وتارة رجل أعمال يجوب العالم وقد يكون البعد الجغرافي مساعداً له على تصديق أكاذيبه وربما في رحلاته هذه وغيابه كان يقضي أحكاماً بالسجن جراء احتياله ونصبه وإن كنا نقول لا يجني منهم مالاً فماذا يقصد إذن ؟ إنه يجني فائدة معنوية للأنا المتدنية لديه ويحاول خداع نفسه والرفع من قدراته النفسية .
الاحتيال في نصوص القانون
جرمت القوانين كافة فعل الاحتيال وعلى سبيل المثال سأناقشه من خلال قانون العقوبات السوري الذي أتى على توصيف الأفعال التي تعتبر احتيالاً ونص على العقوبة الجنحية لها
فقد ورد ذكر الاحتيال في المادة 641  وما تلاها لغاية المادة 646 من قانون العقوبات السوري وتنص المادة 641 على : 
1 ـ كل من حمل الغير على تسليمه مالاً منقولاً أو غير منقولاً و أسناداً تتضمن تعهداً أو إبراءاً فاستولى عليها احتيالاً:
إما باستعمال الدسائس .
أو بتلفيق أكذوبة أيدها شخص ثالث ولو عن حسن نية.
أو بظروف مهد له المجرم أو ظرف استفاد منه.
أو بتصرفه بأموال منقولة أو غير منقولة وهو يعلم أن ليس له صفة للتصرف بها.
أو باستعماله اسماً مستعاراً أو صفة كاذبة.
عوقب بالحبس من ثلاثة أشهر إلى سنتين وبالغرامة من مائة إلى خمسمائة ليرة.
2 ـ يطبق العقاب نفسه في محاولة ارتكاب هذا الجرم .
المادة 642
تضاعف العقوبة إذا ارتكب الجرم في إحدى الحالات الآتية:
أ ـ بحجة تأمين وظيفة أو عمل في إدارة عمومية.
ب ـ بفعل شخص يلتمس من العامة مالاً لإصدار أسهم أو سندات أو غيرها من الوثائق لشركة أو لمشروع ما.
الملاحظة الأولى وقبل مناقشة نص المواد والتعريف القانوني نلفت النظر إلى أن القانون السوري عاقب حتى على الشروع في هذه الجريمة والشروع في الجنحة يجب أن ينص عليه قانوناً كما ذكرت المادة 201 من القانون :
1 ـ لا يعاقب على الشروع في الجنحة وعلى الجنحة الناقصة إلا في الحالات التي ينص عليها القانون صراحة.
2 ـ العقوبة المفروضة للجنحة التامة يمكن تخفيضها حتى النصف في الجنحة المشروع فيها، وحتى الثلث في الجنحة الناقصة.
 ولا يكون عفواً كالجناية كما ورد في المادة 199 منه :
المادة 199
1 ـ كل محاولة لارتكاب جناية بدأت بأفعال ترمي مباشرة إلى اقترافها تعتبر كالجناية نفسها إذا لم يحل دون إتمامها سوى ظروف خارجة عن إرادة الفاعل.
أما المواد البقية فقد أتت على أفعال محددة بعقوبة محددة  وهي ما جرى مجرى الاحتيال والملاحظ بها أن هذه النصوص تهدف لإرساء قواعد الثقة العامة بالتعامل لكن الملاحظ بها أيضاً ضعف العقوبة لا سيما في مجتمع تطورات أساليب الاحتيال به وتفاقم الضرر الناجم عن هذا الاحتيال نورد بقية هذه النصوص :
المادة 643
كل من استغل احتياجات أو عدم خبرة أو أهواء قاصر دون الثامنة عشرة من عمره أو مجذوب أو معتوه فحمله على اجراء عمل قانوني من شأنه الاضرار بمصالحه أو مصالح الغير عوقب بالحبس من شهرين إلى سنتين وبغرامة توازي قيمة الضرر ولا تنقص عن مائة ليرة.
المادة 644
كل من حمل الغير على تسليمه بضاعة مع حق الخيار أو لوعدة وهو ينوي عدم دفع ثمنها أو كان يعرف أنه لا يمكنه الدفع عوقب بالحبس حتى ستة أشهر وبغرامة حتى مائة ليرة إذا لم يردها أو لم يدفع ثمنها بعد انذاره.
المادة 645
كل من وفر لنفسه منامة أو طعاماً أو شراباً في محل عام وهو ينوي عدم الدفع أو يعلم أنه لا يمكنه أن يدفع، عوقب بالحبس التكديري وبالغرامة من خمسة وعشرون إلى مائة ليرة.
المادة 646
يقضى بالعقوبة نفسها على كل من اتخذ بالغش واسطة نقل برية أو بحرية أو جوية دون أن يدفع أجرة الطريق.
تعريف الاحتيال قانوناً : هو الاستيلاء على مال مملوك للغير بخداعه وحمله على تسليم ذلك المال .
الركن المادي للاحتيال :
فالاحتيال يقع على حق الملكية سواء منقولة أو غير منقولة ويتميز بأسلوب الخداع لحمل المحتال عليه على تسليم المال بإرادته للمحتال ظناً منه أن ذلك في مصلحته أو مصلحة شخص يهمه ومن ثمة المرحلة الأخيرة والغاية هي نية المحتال بعدم إرجاع المال منذ وقت تسلمه فهنا لدينا رابطة سبيية بين أفعال ونتائج نجمت عنها:
1 ـ فعل الخداع والاحتيال
2 ـ وقوع المجني عليه في الغلط وتسليمه المال للغير الذي يقوم بالاحتيال
3 ـ النتيجة : حصول المحتال على المال وعدم إرجاعه للمخدوع وإلحاق الضرر به
وقد حدد القانون السوري حالات الاحتيال في المادة 641 على سبيل الحصر وبيان الأموال المعتدى عليها
فالاحتيال من الناحية القانونية يتصف بصفتين
1 ـ هو جريمة أموال :
 ومن ثم فلا يسمى احتيالاً في القانون ما لم يقع على مال فالإيقاع بفتاة وخداعها للوصول لأغراض معينة كالنيل منها أو حملها على قبول الزواج لا يدخل في باب الاحتيال من جهة القانون إلا إذا كان الزواج مزيفاً ولغاية الحصول على مالها فقط بينما لو نيته جادة بالزواج مع رغبته باستغلال أموالها كزوج فلا يدخل في باب الاحتيال
2 ـ الاحتيال يقوم على تغيير الحقيقة :
أن جوهر الخداع هو تشويه للحقائق في ذهن المجني عليه بما يحمله على القبول بتصرف ضار به أو بغيره ويقارب الاحتيال هنا جريمة التزوير من جهة تغيير الحقيقة لكنه يختلف عنها أنه وسيلة للاعتداء على الملكية بينما التزوير ليس شرطاً لذلك والاحتيال قد يكون خطي كما في التزوير  وقد يكون الخداع شفهياً
كما أن الاحتيال يفترض في مرتكبيه قدراً من الذكاء و البراعة في التلفيق واستغلال نقاط الضعف لدى الآخرين البسطاء للدخول منها .
ويتشرط أن يكون المال مملوكاً للغير فبالطبع لا يتصور الاحتيال بمال مملوك للمحتال ولكن في حالة الملكية على الشيوع أي للمحتال شيء من الملكية فهذا لا ينفي وقوع الاحتيال تجاه باقي الشركاء فالشريك على الشيوع مالك لكل ذرة بالمال المشاع
ولكن لا يعتبر من قبيل الاحتيال استرداد مال مملوك للمحتال ولو بوسيلة احتيال كالمؤجر والمودع وغيرهم ممن يستردون حقهم بالاحتيال ممن يوجد لديه هذا الحق
إلا أن ذلك لا يطابق استرداد مال من ذمة المدين بالاحتيال بحجة أن الدائن يسترد حقه و لا يحق للدائن المحتال الاحتجاج بأنه يسترد ما يقابل حقه فملكية المدين هنا تعتبر ملكية للغير
فهل اختلف الوضع بين الحالة الأولى حالة المؤجر والمعير والراهن وبين حالة النقود ؟.؟
في الحالة الأولى المال مملوك للمحتال بينما في النقود له حق مالي بذمة المدين غير محدد بأجزاء بعينها مملوكة له .
إذن لا بد من الإيتان بعمل إيجابي لوقوع الاحتيال وعلى هذا أتى اجتهاد محكمة النقض السورية :
يشترط في جريمة الاحتيال المنصوص عليها في المادة 641 /ق ع أن يأتي الفاعل عملاً إيجابياً بأن ينتحل اسماً مستعاراً أو صفة كاذبة ليحمل الغير على تسليمه المال إما إذا ترك الغير يعتقد ـ خطأ ـ في صفة ليست له وتمكن من الحصول على المال فلا يعد فعله احتيالاً ويبقى الخلاف بينه وبين المجني عليه عند قبض المال وعدم إنجاز ما وعد به أو تلكأ في إنجازه مدني الصفة لا عنصر جزائي فيه
( نقض سوري ـ جنحة 3107 قرار 1983 تاريخ 20 /10 / 1981 )
بينما نرى في اجتهاد أحدث تضييق أكثر على المحتال إذ لم يشترط استعمال الدسائس بل تكفي نية الاستيلاء على الأموال للغير
( ـ إن عناصر جريمة الاحتيال بالتصرف بأموال الغير تتم حينما يتصرف الفاعل بهذه الأموال وكأنها له مع علمه بأنه لا يملكها وليس له حق التصرف بها دونما حاجة في ذلك لاستعمال الدسائس وأنواع الغش والتدليس
ـ إن مجرد التصرف وعلم الفاعل يكفيان وحدهما لقيام جرم الاحتيال )
( نقض سوري جنحة 4604 قرار 903 تاريخ 9 /5 / 1982 )
من هنا نرى التأكيد على أن الجريمة جريمة أموال فلو تم الاحتيال فقط بقصد التفاخر والتباهي بمركز أو صفة دون أن يحدث ذلك استيلاءاً على المال لا يشكل جرم الاحتيال :
( إن الأساليب الاحتيالية التي نصت عليها المادة 641 ع . ع  يجب أن تهدف من استعمالها الاستيلاء على مال الغير فإذا فقدت النية الجرمية وهي إرادة الاستيلاء على المال فإن الفعل لا يشكل جرماً معاقباً عليه )
( نقض سوري ـ جنحة 257 قرار 1588 تاريخ 28 /8 / 1982 )
الركن المعنوي لجريمة الاحتيال :
الاحتيال جريمة مقصودة والقصد العام فيه هو علم وإرادة علم بتوافر أركان الاحتيال واتجاه الإرادة إلى إتيان فعل الخداع وتسلم المال من الضحية وعليه ويتطلب ذلك أنه يعلم أن المال الذي يسعى للاستيلاء عليه ليس له حق فيه
ولا يكفي القصد العام في جريمة الاحتيال بل لا بد من توافر القصد الخاص والذي يقوم بنية المحتال الاستيلاء على المال الذي يتسلمه أي ( نية التملك ) ويكشف عن هذه النية العزم على عدم رد الشيء ومجر اتجاه النية إلى التملك يوفر القصد الخاص حتى ولو لم يقصد الإضرار بالمجني عليه أو اعتباره أن هذا لا يضره أو لم يقصد الإثراء وليس للدافع اعتبار في التجريم سواء أكان غير شريف أم شريف وقد يتساءل البعض كيف يكون شريفاً وهو جرم واستغلال للضحية ؟ ومثاله أن يقصد المحتال الاستيلاء على مال الضحية لإنشاء مشروع خيري كون المجني عليه بخيل ولا ينفق أمواله بوجوه الخير ولكن هذا لا يشفع له من انعدام القصد ومن ثم قيام جريمة الاحتيال
الفرق بين الاحتيال وجريمة إساءة الأمانة :
1 ـ الاعتداء في الاحتيال يقع على الأموال المنقولة وغير المنقولة بينما في إساءة الإئتمان يقتصر على الأموال المنقولة
2 ـ قوام الركن المادي في جرم الاحتيال هو فعل الخداع الذي ينجم عنه تسليم المجني عليه المال للفاعل المحتال ويكون هناك صلة سببية بين هذا الفعل والنتيجة التسليم بينما الركن المادي في جرم إساءة الائتمان هو فعل الكتم أو الاختلاس أو التبديد الذي ينال مالاً تسلمه مسيء الأمانة تسلمه ناقلاً للحيازة ولكنها حيازة ناقصة يسعى المسيء لجعلها كاملة لها  بعد أن يقوم المؤتمن بتسليم ماله للشخص الآخر على نية إعادته ويلزم الشخص الآخر نفسه بذلك بموجب عقد فهنا الإرادة سليمة غير أن ذات الفعل في الاحتيال هو تسليم المال إلا أنه ناجم عن إرادة معيبة واقعة تحت الغلط والتدليس والخداع 
ويختلف الاحتيال عن السرقة وإن كان كلاهما يتجه للاعتداء على مال المجني عليه بأنه لا دور لإرادة المجني عليه مطلقاً في السرقة حيث يتم الفعل عنوة سواء أماه باستخدام وسائل التهديد والعنف أو خلسة عنه لكن إرادته غير موجودة مطلقاً لأخذ ماله .
مساهمة الضحايا في انتشار المحتالين :
قد يكون للضحايا دور في عدم وقوع المجرم المحتال في قبضة العدالة ومن هذه الحالات أن تكون الضحية ذات مركز اجتماعي أو علمي مرموق ورغم ذلك وقعت ضحية احتيال لشخص عادي ذو مركز اجتماعي متدن لكنه بوسائل معينة استطاع سلب الضحية الكثير من الأموال وأشهر هذه الحالات حالات السحر والشعوذة حيث كثيراً ما يقع أسير شعوذتهم شخصيات هامة في المجتمع ليكتشف بعد ذلك أن هذا المحتال الذي تقمص دور الشخص المحترم وادعى المكانة الاجتماعية والقدرة على الوصول لأصحاب المناصب والمراكز وأدعى حمل المؤهلات العلمية ليس إلا مجرد صعلوك آفاق استطاع التأثير على ضحاياه ذو المكانة الاجتماعية وسلب أموالهم مما يحدو بهؤلاء للخجل من فضح جهلهم والتقدم بالادعاء ضد هذا الآفاق المحتال وكتمان ما حدث معهم لا سيما إذا ارتبط الأمر بطلب أمور اجتماعية كتزويج فتياتهم أو تبوأ منصب معين فيفضلوا أن يلوذوا بالصمت ويستمر المحتال في مكان آخر باحتياله للإيقاع بضحايا جدد .
دور القوانين بحماية المحتال :  
إن ضعف العقوبات المخصصة للاحتيال وبساطتها إلى حد ما يساهم في انتشار هذه الجريمة خاصة مع انتشار قاعدة معروفة لدى المجرمين أن القانون لا يحمي المغفلين ويركنون إلى هذا القاعدة مبررين لفعلتهم سذاجة الضحايا ويعتبرون أن هذا سبب احتيالهم ويأت ضعف التجريم القانوني ليساهم بعدم ردعهم من الفعل رغم أن فعل الخداع بحد ذاته يجب أن يكون دافعاً لتشديد العقوبة لدلالته على إصرار الفاعل على الاستمرار بجريمته حتى تحقيق الغاية المنشودة دون أن يردعه رادع .
هذا غيض من فيض مما يقال في الاحتيال تحليلاً وقانوناً والحديث ذو شجون كثيرة في عصر كثرت فيه أساليب الاحتيال وقل الوازع الديني وشاخت القوانين المعاقبة له بحيث لم تعد تتناسب مع خطورته في المجتمع . آمل إغناء البحث بمناقشات الزملاء الأفاضل ولكم خالص التحية .
-==============
المراجع :
1 - سيكولوجيا النصاب  د . منى عرب http://www.shrooq2.com/vb/showthread.php?t=10127
2 ـ شرح قانون العقوبات السوري ـ الجزء الثاني 
3 ـ اجتهادات محكمة النقض السورية


  محمد محمد    عدد المشاركات   >>  185              التاريخ   >>  29/12/2007



الأستاذة الفاضلة مجد هانم عابدين

تحية واحتراماً

الموضوع جيد، وأسلوب التناول مبتكر، والربط بين الشق القانوني والبعد النفسي للموضوع، أمر في غاية الأهمية والدقة...

وريثما أتمكن من العودة للموضوع بالتعليق، أود أن أشير إلى أن قانون العقوبات المصري قد عالج جريمة الانتحال في المادة 316 مكرراً (ثالثا) بالنص على :

"يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تجاوز سبع سنوات:

أولا :- على السرقات التي ترتكب فى إحدى وسائل النقل البرية أو المائية أو الجوية.

ثانيا :- على السرقات التي تحصل فى مكان مسكون أو معد للسكني أو أحد ملحقاته إذا تم دخول المكان بواسطة التسور أو الكسر أو استعمال مفاتيح مصطنعه أو انتحال صفة كاذبة أو إدعاء القيام أو التكليف بخدمة عامة أو غير ذلك من الوسائل غير المشروعة".
ومعلوم بالضرورة جريمة الانتحال لا تنفك عن جريمة الاحتيال بحال...
وكذلك نصت المادة 336 من ذات القانون على :
 "(1) يعاقب بالحبس كل من توصل إلى الاستيلاء على نقود أو عروض أو سندات دين أو سندات مخالصة أو أي متاع منقول وكان ذلك بالاحتيال لسلب كل ثروة الغير أو بعضها إما باستعمال طرق احتيالية من شنها إيهام الناس بوجود مشروع كاذب أو واقعة مزورة أو إحداث الأمل بحصول ربح وهمي أو تسديد المبلغ الذي أخذ بطريق الاحتيال أو إيهامهم بوجود سند دين غير صحيح أو سند مخالصة مزور وإما بالتصرف فى مال ثابت أو منقول ليس ملكاً له ولا له حق التصرف فيه وإما باتخاذ اسم كاذب أو صفة غير صحيحة ، أما من شرع فى النصب ولم يتممه فيعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز سنة.
        ويجوز جعل الجاني فى حالة العود تحت ملاحظة البوليس مدة سنة على الأقل وسنتين على الأكثر".
*****
ولنا عودة بالتعليق وتناول التطبيقات القضائية للموضوع المطروح بالنقاش...
 
وتقبلي تحياتي
محمد عبد المنعم


  الخليفي    عدد المشاركات   >>  6              التاريخ   >>  30/12/2007



شكرآ استاذتنا الفاضلة مجهود يشكر علية

فيصل الخليفي المحامي


غدآ يومآ أخر..باذن اللة


  mosman51    عدد المشاركات   >>  123              التاريخ   >>  30/12/2007



شكرا جزيلا للأخت الفاضلة الأستاذة الشيماء مجد عابدين للبحث المتميز الذي جعلني أقرأه من بدايته لنهايته رغم أنني لست من القانونيين؛ ولكني بالطبع ممن يستخدموا القانون ويجري عليهم كمعظم الناس؛ كما قد يكون وقوعنا تحت طائلة بعض المحتالين دافعا للقراءة الهادفة لمحاولة فهم علاقة المحتال بالقانون وفق عوامله النفسية مثلا..

إنني أود النظر للموضوع من زوايا أخرى أولها علاقة المحتال بالدين مثلا - فالمحتال كذاب؛ والكذب جريمة عظمى لم يرد لها حد شرعي معروف كون هذا الكذب قد يخرج صاحبه من دينه دون أن يشعر لينضم لطائفة المنافقين الذين لا نعرفهم بأسمائهم مثلما نعرفهم بعلاماتهم التي أخبرنا بها الله ورسوله؛ ففي القرآن نقرأ بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: "يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون؛ في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون" - أما رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ عندما سئل: هل المسلم يسرق؟ فقال نعم؛ وهل المسلم يزني؟ فقال نعم؛ وهل المسلم يقتل؟ فقال نعم؛ وهل المسلم يكذب؟ فقال لا - أو كما قال - بمعنى أنه عندما يكذب المسلم فإنه قد يكون خرج فعلا من جعبة الإسلام؛ بينما السارق تقطع يده ويظل مسلما؛ والزاني يتم رجمه ويظل مسلما؛ والقاتل يتم قتله قصاصا ويظل مسلما طالما اعترف بجرمه ونال جزاءه؛ وحتى أن أحدهم عندما شكى من كثرة ذنوبه فطلب منه فقط عدم الكذب؛ وبالفعل كان ذلك طريقه لأن ترك الذنوب كلها؛ فالكذاب مريض مرض خطير جدا جدا ويكون عقابه في الآخرة أكثر كثيرا مما يلقاه في الدنيا حيث تتضارب القوانين مع التفاسير والفساد مع الشكوك ويبقى الحكم لله وهو أحكم الحاكمين؛

لا أريد أن أطيل الحديث؛ فقط أود إضافة وجهات نظر بشأن ضعف القوانين وغلبة الفساد لحماية المحتالين عموما سواء كانوا من أهل الحظوة والسلطة أو ممن اشتراهم بماله الحرام؛ فهناك اتفاقات دولية وقعت عليها معظم دولنا لمكافحة الفساد؛ ويبدو أن القلة من المحامين العرب تخصصوا في تلك الاتفاقات وقدروا على تطبيقها لمنع الفساد سواء على مستوى الاحتيال على الأفراد أو حتى احتيال على الأمة كلها بتزوير رأيها سواء في الانتخابات وفرض بعض الأتباع المنحرفين بدلا من إظهار خيارات الشعب من الأطهار والأخيار والمحبوبين من الناس - فضلا عن الاحتيال على الأمة وبيع مقدراتها وأملاكها وحتى مستقبلها السياسي مقابل مكاسب شخصية لأفراد بعيدا عن رأي الشعب وحسن استفتائه؛ والكل يرى ويعلم ولا يقدر أحد على الكلام خوفا من التلفيق والأحكام العسكرية وغيرها من الأنظمة المحتالة على العدالة وهي أساس الحكم كما يردد شرفاء الحكام والمحتالين على شعوبهم؛ وبالطبع فهو احتيال على العامة وكذب مكشوف على الأمة يتم تسجيله رسميا وتوثيقه بالصحف وأدوات الإعلام؛ ولكننا لا نجد من القانونيين من ينقله من وسائل الإعلام التي ترصد إلى محاكم دولية تأخذ بهؤلاء الكذابين المحتالين بعيدا عن مواطن استمرار استغلال الشعوب؛ وهذا من أهم وسائل الإصلاح المطلوبة لتحقيق العدالة الحقيقية؛ ولذلك نوصي إخواننا القانونيين بضرورة اتجاه بعضهم لهذا المجال الفريد لاستيعابه ومحاولة تطبيقه؛ أو على الأقل تقليد أهل كرة القدم والاستعانة بالخبراء الأجانب سواء لمساعدتنا فيما نحتاجه من قضايا أو لتدريب محاميينا لخوض تلك المعارك القانونية التي تعتبر كفرض عين على المحامين ولحين وجود طائفة متخصصة منهم لتحيل الأمر ليصبح فرض كفاية يتولاه هؤلاء المتخصصين شريطة كفايتهم وكفاءتهم للقيام بما هو مطلوب منهم وهو كثير ولحين تحرير البلاد والعباد من أهل الفساد والانحراف والاحتيال على الشعوب لسلب ثرواتهم وتبديد أصولهم وتشتيت أولادهم وأحفادهم لتحقيق نزوة حاكم وسلطة ظالمة لنفسها ولشعوبها ونسأل الله العافية

أقول قولي هذا وأستغفر الله تعالى لي ولكم ونسأل الله تعالى أن يصلحنا ويصلح شعوبنا وبلادنا - اللهم آمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

 

  


مدحت عثمان mosman51@hotmail.com 


  mosman51    عدد المشاركات   >>  123              التاريخ   >>  30/12/2007



أعتذر أنني كنت أود الاستشهاد بحديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب؛ وإذا وعد أخلف؛ وإذا إئتمن خان؛ وفي رواية: وإذا خاصم فجر - طبعا كلها آيات كذب على نفسه وعلى الله وعلى الناس؛ وهو من أهم علامات المحتال أيضا؛ حيث يكذب على نفسه ويصدق ذلك؛ ويعتقد أن الله تعالى لن يحاسبه لأنه كذب على الله أيضا قبل أن يكذب على الناس؛ فهو فعلا مرض حقيقي خطير؛ وقد يكون لدى أهل العلاج النفساني حلول أعتقد أنها ليست سهلة أبدا؛ وإلا لكان النبي صلى الله عليه وسلم قد قام بتطبيقها ليهتدي كل المنافقين حوله؛ وهذا لم يحدث؛ لذلك فعلاجه الوحيد في نظري هو من الله تعالى وحده؛ فإنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء؛ فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر؛ أعتذر مرة أخرى أنني خلال الكتابة لم أكتب الحديث واستشهدت بحديث آخر؛ أرجو المعذرة كذلك عن الإطالة الغير مقصودة وشكرا جزيلا للأخت الفاضلة التي فتحت لنا بابا للكتابة؛ وشكرا للإدارة الموقرة لما ترسله من مواضيع نافعة تأخذنا عنوة لنتجاوب معها غصبا عنا؛ فجزاكم الله خيرا ورزقنا وإياكم وللجميع علما نافعا وعملا صالحا ودعاء مستجابا وشفاء من كل داء 

مدحت عثمان mosman51@hotmail.com 


  مستخدم محذوف    عدد المشاركات   >>  15              التاريخ   >>  31/12/2007



الاحتيال يقوم على تغيير الحقيقة

هل يعد ما يقوم به بعض المحامين من التحايل سواء بالصدق او الكذب لاستحلال اموال الموكلين  ينطبق عليه هذا الامر او بمعنى ادق يدخل تحت طائلة التأثيم الجنائى  ، وفى نفس الوقت ما يقوم به بعض من الموكلين بعملية احتيال على المحامى ولا يسددون له اتعابه فهل له الحق اللجوء الى القانون الجنائى نعلم حقه فى التوجه الى النقابة وما نحو ذلك ولكن حديثى ينصب على التأثيم الجنائى.



  محمد ابواليزيد    عدد المشاركات   >>  623              التاريخ   >>  31/12/2007



بين حين وآخر تتحفنا رائعتنا مجد عابدين بإحدى روائعها ، ومسائل النصب والاحتيال والغش التدليس التي تطرقت لهم السيدة في موضوعها أصبحت من الأمور التي تتكرر مشاهدها كثيرا في حياتنا اليومية ، ولم تعد ممارسة هذه الأمور قاصرة على الأفراد بل شاركتها في ممارستها مجموعات اقتصادية عملاقة لا تدخر وسعا في الإيقاع بضحاياها عن طريق أبواقها الدعائية المدروسة والمنظمة.

وعن جرائم النصب والاحتيال التي يساهم الضحية بشكل أو بآخر وقوعها تحضرني رواية سمعت بها منذ عامين دارت أحداثها حول صاحب محطة لوقود السيارات دفعه فضوله أن ينظر في وجه قادم للمحطة يستقل سيارة فارهة يبدو من ملامحه أنه من رعايا إحدى دول إفريقيا السوداء تبادلا الابتسامات اقترب صاحب المحطة من الرجل دار بينهما حديث ودي انتهى إلى أن هذا الإفريقي جاء خصيصا إلى مصر لشراء نوع نادر من القرود وأبدى الرجل أنه على استعداد للدفع حتى خمسمائة ألف جنيه ثمنا لقرد واحد ينتمي لهذه الفصيلة النادرة.

سال لعاب صاحب المحطة ، سيما وأن ظهير محطته منطقة شعبية يعيش فيها عشرات من مروضي القرود ، استدعى صاحب المحطة الرجل إلى مكتبه ليتناولا مشروبا ساخنا واستكمال الحديث ، انتهى الأمر على أن ترك الإفريقي مئة ألف جنيه عربونا للقرد وزوده بأرقام هواتفه النقالة في مصر وخارجها وانصرف الرجل.

مر أسبوع واحد وإذا بسيارة نصف نقل مخصصة للصيد تدخل المحطة للتزود بالوقود ، تحمل السيارة في صندوقها قفصا حديديا فخما وبداخل القفص قردا ، افتعل صاحب السيارة شجارا مع عامل المحطة ، خرج صاحب المحطة ليرى ما يحدث ، شد انتباهه السيارة والقرد الذي تحمله ، نعم ، نفس المواصفات المطلوبة ، شعر القرد كثيف ، ألوان الشعر متعددة وغريبة ، القرد ضخم الحجم ، إنه هو القرد المطلوب

وعلى فورة أنهى الرجل المشاجرة ، ودعا الشاب الوسيم الذي تبدو عليه علامات الثراء إلى مكتبه وسأله عن هذا القرد ونوعه وفصيلته وما إلى ذلك ،  أجاب الشاب عن أسئلة الرجل دون أن يبدي أي قدر من الاهتمام  ، عرض صاحب المحطة على الشاب أن يشتري هذا القرد ، رد عليه الشاب بسخرية ، وهل تعلم كم ثمن هذا القرد؟ قال له كم؟ رد الشاب قائلا ثلاثمائة ألف جنيه!! حسب المسكين حسبته واستخلص انه سيربح في هذه الصفقة مائتي ألف جنيه.

لم يضيع الرجل وقتا استأذن لبرهة من الشاب وخرج يهاتف الرجل الإفريقي ليزف إليه البشارة ، فرح الإفريقي بالخبر وطلب من صاحب المحطة أن يشتريه ، وفي الغد سيمر عليه لينقده باقي والمبلغ ويأخذ القرد المعجزة.

في خلال اقل من ساعة كان صاحب المحطة قد دبر كامل ثمن القرد للشاب الذي سلمه القرد وولى الأدبار

وأتى الصباح ، دون أن يأتي الإفريقي لصاحب المحطة ، اتصل صاحب المحطة بالرجل لاستعجاله ، فأجابته فتاة عذبة الصوت ، أن هذا الهاتف قد يكون مغلقا ورجته أن يعاود الاتصال في وقت لاحق

ويطول الحديث في مثل هذه الأمور ، وربما رويت في مداخلة لاحقة بإذن الله حالة نصب كان العبد لله ضحيتها.

وتقبلوا تحياتي

محمد أبواليزيد - الاسكندرية

 

 

 

 


"خيبتنا في نخبتنا"


  hmohandes    عدد المشاركات   >>  181              التاريخ   >>  1/1/2008



شكراً للأستاذة الفاضلة مجد عابدين على هذا الطرح الجديد لظاهرة المحتال من الزاوية القانونية وكذلك الزاوية النفسية الشخصية والإجتماعية

 

وهو موضوع شيق  بلا جدال ، وقد اثار الكثير من اهتمامى بالقراءة فيه فى السابق والحاضر وخصوصاً الشق المتعلق بسيكولوجية النصاب ، حيث يذهل العلم إلى ان النصاب ما هو إلا مريض سيكوباتى ، وسأحاول أن اضيف بعضاً مما تناولته الكتابات فى هذا المجال عن شخصية النصاب فى المجال العام وبالأخص ممارسات بعض المشتغلين بالسياسة وغيرها من جوانب العمل العام التى لا تخرج عن ممارسة النصب بالمعنى الإجتماعى النفسى ، وليس بالضرورة المعنى القانونى

 


هشام المهندس

 لا تنه عن خُلُقٍ وتأتى مثله* عار عليك إذا فعلت عظيم


  الشيماء    عدد المشاركات   >>  170              التاريخ   >>  5/1/2008



بداية أشكر الإدارة الكريمة لاختيار الموضوع متميز وأشكر كافة الزملاء المتداخلين
الأستاذ الواعد محمد عبد المنعم
قاربت المادة 316 من قانون العقوبات المصري التي تحدثت عن الانتحال لتسهيل جريمة السرقة نظيرتها المادة 622 من قانون العقوبات السوري التي أوردت موضوع الانتحال كأداة أو وسيلة من وسائل السرقة وجعلت منه سبباً مشدداً  ينقل الجريمة من الحالة الجنحية إلى الحالة الجنائية و نصها هو :
 المادة 622
تستوجب عقوبة الاشغال الشاقة المؤبدة أو المؤقتة من خمس عشرة سنة إلى عشرين سنة السرقة التي تقع مستجمعة الأحوال الآتية:
آ ـ ليلاً.
ب ـ بفعل شخصين أو أكثر.
ج ـ بالدخول إلى مكان لسكنى الناس أو ملحقاته بواسطة الخلع أو استعمال مفاتيح مصنعة أو ادوات مخصوصة أو بانتحال صفة موظف أو باتداء زيه أو شاراته أو بالتذرع بأمر من السلطة.
د ـ أن يكون السارقون مقنعين أو أن يكون أحدهم حاملاً سلاحاً ظاهراً أو مخبأ.
هـ ـ ان يهدد السارقون أو أحدهم بالسلاح أو يتوسل بأحد ضروب العنف على الأشخاص، اما لتهيئة الجناية أو تسهيلها واما لتأمين هرب الفاعلين أو الاستيلاء على المسروق.
ولكن في كل هذه الأحوال لا يخرج الموضوع عن كونه سرقة وهي ما عرفها قانون العقوبات السوري بأنها أخذ مال الغير دون رضاه بينما في الاحتيال فالمجني عليه يدفع ماله برضاه ولكنه رضا معيب غير صحيح بسبب الاحتيال والتدليس عليه بطرق احتيالية إذا لو علم الحقيقة لما دفع قرشاً واحداً
أما بخصوص المادة 336 التي تحدثتم عنها من قانون العقوبات المصري فقد جاءت أوضح من نظيرتها المادة 641 في قانون العقوبات السوري حيث توسعت في شرح وتفنيد أساليب الاحتيال وهذا ما يحصل على أرض الواقع حيث ذكرت :
إيهام الناس بوجود مشروع كاذب أو واقعة مزورة أو إحداث الأمل بحصول ربح وهمي أو............ وإما باتخاذ اسم كاذب أو صفة غير صحيحة وهذه هي أغلب وسائل النصب توزيع الأمل والوهم واستغلال رغبة الإنسان بالربح وتحسين مستواه المادي تلك الثغرة الكبرى التي يلج منها المحتالون وسؤالي لكم هنا :
هل ورد ذكر هذه الأساليب على سبيل الحصر كما في القانون السوري أم على سبيل المثال ؟؟
ننتظر عودتكم كما وعدتم بالعود والمزيد من الإضافات القيمة لك كل التحية
الزميل الفاضل فيصل الخليفي
أشكر مروركم الكريم وتقييمكم للمشاركة
الأستاذ الفاضل مدحت عثمان
بداية لا بد من الترحيب بعودتكم بين إخوتكم ورفاق الدرب أعضاء المنتدى ولإطلالتكم كل الفرح والإضافات القيمة في المشاركات
دائماً بحديثكم ومداخلاتكم ما يرد للدين رداً جميلاً وأقتطف من مداخلتكم فقرة على درجة كبيرة من الأهمية وهي :
فقط أود إضافة وجهات نظر بشأن ضعف القوانين وغلبة الفساد لحماية المحتالين عموما سواء كانوا من أهل الحظوة والسلطة أو ممن اشتراهم بماله الحرام؛ فهناك اتفاقات دولية وقعت عليها معظم دولنا لمكافحة الفساد؛
أشاطركم الرأي بضعف القوانين الناظمة لجريمة الاحتيال وضعفها الشديد لمواجهة هؤلاء الخارجين على القوانين الانسانية والدينية والأخلاقية قبل قانون العقوبات المستغلين لطيبة الآخرين وصدقهم هؤلاء المحتالين المحميين بالقاعدة المعروفة القانون لا يحمي المغفلين ولو وجدت القوانين مغلظة العقوبة لهم لقلت جرائم الاحتيال .
الأستاذة الأخت محامية تحت التمرين
وإنشاء الله نراك أستاذة نقض
سؤالك جميل وملفت للنظر وما ذكرتيه بخصوص العلاقة بين المحامي والموكل وتجاوز من أحدهما على الآخر بطرق احتيالية سواء من المحامي لاستجرار المزيد من الأموال من جيب الموكل أو من قبل الموكل للتهرب من الحق ودفع أتعاب المحامي بعد أن أوصله لحقوقه فهو حقيقة يقع تحت توصيف الاحتيال ولكن فقط  من الناحية الأخلاقية أما كما سألت من الناحية القانونية فلا يمكن توصيفه كذلك لاعتبار أن هناك علاقة بين المحامي والموكل البعض يعتبرها عقدية وينجم عنها مسؤولية عقدية والبعض لا يعتبرها كذلك ولكن في حال خطأ المحامي فالمسؤولية مدنية تقصيرية وبخصوص تقصير الموكل بدفع الأتعاب فأيضاً يعتبر الخلاف ناجم عن عقد الوكالة ويعود للجهة المختصة به وهي في سوريا مجلس فرع النقابة التابع لها المحامي وفي حال لجوء المحامي للطرق التي ذكرتيها وثبوت خطأ المحامي فيخضع هنا للمحاكمة المسلكية من نقابته للإساءة للمهنة وقد تصل العقوبات لدرجة الشطب النهائي ولكن في كل الأحوال المحامي ملزم ببذل عناية وليس بتحقيق غاية فالحكم بيد القضاء وعليه هو بذل كل ما بوسعه لقضية موكلة ويبقى الضمير هو الرقيب الأول بين الطرفين المحامي والموكل
عمدتنا الأستاذ محمد أبو اليزيد
أضحك الله سنك لهذه القصة الطريفة ولكن المرة أيضاً وبدون شك أنها واقعية ففي الحياة يحدث أكثر منها بكثير واحتيال على مستويات أكبر وأكثر وعياً علمياً واجتماعياً من صاحب محطة وقود ومع الاحترام الكامل لكل الفئات ولكن أقصد أن اللعبة بين المحتالين والضحايا هي لعبة العسكر والحرامية كلما ازداد وعي الضحايا كلما تفتقت أذهان المحتالين عن طرق أكثر حبكة ودقة للإيقاع بهم تصل لحد التزوير الجنائي وذلك لضرورة التمكن من الإيقاع بالضحية وكم عرف تاريخ المحاكم من محتالين على المستوى الدولي تعدد ضحاياهم من مختلف الجنسيات والمستويات  
 و صاحب المحطة والذي أصبح صاحب أشهر القرود ليحمد ربه أن المحتال لم يجبه على الهاتف / يتربى بعزك يا باشا  / فيقع المسكين أرضاً بلا حراك من الصدمة
محتال .. محتال ............. وسع طريق
العزيز علينا جميعا محامي المهندسين و مهندس المحامين الأستاذ الفاضل هشام المهندس
مع اهتمامي الكبير بعلم النفس لما له دور هام في الحياة في كل المجالات فأنني أنتظر وباقي الزملاء عودتكم لما وعدتم من إضافة للحديث عن النصاب والمحتال من هذه الزاوية
للجميع خالص التحية

المحامية مجد عابدين

فأنا هنا جرح الهوى ...وهناك في وطني جراح

وعليك عيني يا دمشق .... فمنك ينهمر الصباح


  محمد ابواليزيد    عدد المشاركات   >>  623              التاريخ   >>  9/1/2008



 وقد اثار الكثير من اهتمامى بالقراءة فيه فى السابق والحاضر وخصوصاً الشق المتعلق بسيكولوجية النصاب ، حيث يذهل العلم إلى ان النصاب ما هو إلا مريض سيكوباتى ، وسأحاول أن اضيف بعضاً مما تناولته الكتابات فى هذا المجال عن شخصية النصاب فى المجال العام وبالأخص ممارسات بعض المشتغلين بالسياسة وغيرها من جوانب العمل العام التى لا تخرج عن ممارسة النصب بالمعنى الإجتماعى النفسى ، وليس بالضرورة المعنى القانونى

 

 

الاقتباس من مداخلة الأستاذ / هشام المهندس وفي انتظار إضافته التي نعول عليها كثيرا .

 

وفي مناسبة النصب والغش والاحتيال تحضرني قصة كثيرا ما ترددت في الأوساط الأزهرية تفيد أنه ليس بالضرورة أن تكون استفادة النصاب والمدلس مادية فحسب ، بل يمكن أن تتجاوزها إلى اشباع رغبة أو سد نقص في نفس مريضة.

وتتلخص القصة في هذا الطالب القروي الذي وفد من القرية إلى مدينة طنطا للدراسة في معهدها الأزهري ،  ولشعوره بنقص شديد تجاه زملائه المترفين ، أخذ يروي لهم عن علم والده وفقهه وكيف أن جل أصدقاء أبوه من العلماء المرموقين.

ولكثرة ما سمع الأصدقاء من صديقهم طلبوا منه أن يجتمعوا بالسيد والده حتى يستزيدوا من علمه الفائض.

 

ولما حشر الطالب في الزاوية ذهب لقريته واستأجر لوالده الأمي القروي البسيط جبة وعمامة واصطحبه إلى دار مناسبات القرية ليلتقي بالجمع الغفير من أصدقاء نجله

 

اعتلى الابن المنصة وأخذ يقدم والده لزملائه وانتهى إلى أنه نظرا لعلم أبوه الواسع وبلاغته العظيمة ونظرا لضيق وقته الثمين فإن أي إجابة على سؤال سيلخصها في كلمتين لا ثالث لهما.

 

انهمرت الأسئلة الفقهية على الأب الذي انتحل صفة الفقيه ، وتولى المسكين إجابة كل سؤال بكلمتين كما أوصاه أبنه المدلس ولم يبدل الرجل في الكلمتين   (هناك قولان) .

 

وكما نعلم فجل القضايا والمسائل الفقهية كثيرا ما تحتمل أكثر من قول ، وهناك قولان التي يجيب بها الرجل على كل سؤال تعد اجابة صحيحة.

 بعد دقائق انقض فجأة من بين الحضور طالب ضرير قصير القامة شب على أطراف أصابع قدميه طالبا السؤال ، وكان سؤال هذا الضرير لا يحتمل غير قول واحد حيث سأل الرجل:

 

"يا مولانا .. أف الله شك؟؟"  فأجابه الرجل بنفس الإجابة المعدة سلفا (هناك قولان)!!


"خيبتنا في نخبتنا"


  hmohandes    عدد المشاركات   >>  181              التاريخ   >>  10/1/2008



الزملاء الأعزاء

 

القضية الشائقة التى تعرضها الأستاذة الفاضلة الشيماء ، هى قضية النصب والإحتيال بمفهومها الواسع الذى يمتد إلى المضمون الأخلاقى والإجتماعى ولا ينحصر فى نطاق القالب القانونى لجريمة النصب المعاقب عليها قانوناً.

 

ومن منا لم يتعرض يوماً – بل كل يوم – لنوعيات لا حصر لها من النصابين المحتالين الذين يظهرون غير ما يبطنون احتيالاً لكسب ثقة غير مستحقة؟

 

النصاب المحتال قد يكون مهنياً مهندسا او طبيبا او محامياً يدعى علماً وخبرة على غير الحقيقة لكسب ثقة فى غير محلها ، وهناك الطامعون للمكاسب الشخصية من خلال التصدى للعمل العام وادعاء الرغبة فى خدمة الجمهور ، ونجد تلك الامثلة فى أولئك المتقاتلين على المناصب فى الاندية والإتحادات الرياضية ومقاعد البرلمان ومجالس النقابات المهنية.

 

يستحيل ان نتواجد فى مجتمع على وجه الكرة الأرضية دون ان يكون معنا نصاباً بهذا المفهوم الواسع.

 

وعن شخصية النصاب ، فقد قرأت كتاباً شيقاً بعنونا سيكولوجية النصاب للدكتور رزق ابراهيم ليلة ، سأنتقى منه - بتصرف – فيما يلى بعض الفقرات من رؤوس المواضيع التى استوقفتنى

 

النصب والإحتيال فئة من فئات السيكوباتية ، فالنصاب مجرم سيكوباتى يحتال كلما سنحت له الفرصة .....

 

العصاب النفسى:  يعتبر اضطراب فى الحالة الإنفعالية

 

 الذهان: اضطراب فى  الحياة العقلية 

 

أما الإضطراب لدى النصاب فيكون فى سلوكه وتصرفاته .. يرجع إلى ضعف وعيوب فى نمو الشخصية .. هى اضطرابات نفسية تتميز باتجاهات خاطئة تظهر فى شكل انحرافات  أو سلوك غير متوافق ( سلوك اجرامى)

 

الشخص السيكوباتى هو مريض اجتماعياً

 

السيكوباتيون افراد يتبنون مفهوماً سيئاً عن القيم .. عدوانيون لا خلق لهم

 

المحتال هو كذاب مريض يأمل أن يكسب بعض الفائدة من خداعه ..

 

 " ينجح المحتال لفترة على الأقل فى إبهار نظارته وحملهم على تصديق خداعه"

 

" المحتال نمط خاص من الكذابين يفرض على الآخرين تلفيقاته عن انجازاته ومركزه الإجتماعى"

 

من خصائص شخصية المحتال:

 

فنان بارع فى الفصاحة -الجرأة والوقاحة - له قدرة فائقة على تمثيل الأدوار الإحتيالية - الإستعراضية والمباهاة - إنعدام الضمير وعدم الإحساس بالندم - تناقض الجوهر مع المظهر – مخاتل - شديد الطموح

 

التصوير النفسى للمحتال العالمى

 

استعداد إجرامى خاص  -  يتميز بعقلية إجرامية ماكرة ، فالكذب المتقن يحتاج إلى رجل ذى دهاء - قادر على الإقناع ويجيد تمثيل وتقمص الشخصيات  - تبرز لديه غريزة الزهو والحاجة إلى إثبات الذات

 

دراسات السيكوباتية

 

السمة الرئيسية هى الإنحراف الاخلاقى .. إفتقار إلى نسيج أخلاقى يقاس بمدى تجاهل المجرم السيكوباتى وانتهاكه للقوانين وافتقار ملحوظ للضمير الإجتماعى

 

الحس الخلقى: قاسى القلب – لا مبال – طائش – بلا ضمير او إحساس بالذنب – بلا مبادىء  ولا إحساس خلقى

 

كفانا وكفاكم الله شر المحتالين

 

مع خالص الود

 


هشام المهندس

 لا تنه عن خُلُقٍ وتأتى مثله* عار عليك إذا فعلت عظيم


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 5095 / عدد الاعضاء 62