اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
المناخلى
التاريخ
10/8/2008 8:43:23 PM
  هل هل سنكون حطب النار فى الأزمة المالية       

هل الأزمة المالية العالمية حقيقية أم مفتعلة ؟
هذا السؤال حاولت الإجابة عنه فى الموضوعات التى عرضتها من قبل بأسماء اصحابها و منوهاً عن المواقع التى نشرتها و لكن الأمر الذى ابهرنى حقاً هو أن تعليقات على الأحداث تتناول الموضوع من جانب نظرية المؤامرة فليس معتاداً أن يكتب مفكر ( برغم مواقفه الغير مرغوب فيها فى انتخابات مجلس الشعب المصرى 2005 و فوزه الغير مقنع للناس بالعضوية ) و للعلم و مع الأسف أن مصطفى الفقى من القلائل فى مصر متعددى الثقافة و الاطلاع الحقيقى و مشارك فى صنع بعض الأحداث ، بغض النظر عن هذه السقطه إلا أننى لم أزل أحترم بعض كتاباته فى غير مجال السياية المحلية و منها هذا المقال لأنه يتناول بأسباب مقنعة نظرية المؤامرة فى هذه الأزمة
و باقى المقالات تحاول أن تشرح اسباب حدوث الأزمة نظرياً إلا أنها فى النهاية قد تأتى من غير المتعمقين فى دراسة الاقتصاد الأمريكى أو غير متعمقين فى مجاهل هذا الاقتصاد بالغ الضخامة
يبقى السؤال إذن هل لهذه الأزمة تداعيات تؤثر على دولة مثل مصر اقتصادياً ؟
الشاهد أن الاقتصاد العربى بالجملة هو اقتصاد قائم على الريع فى الأصل إلا أن نسبة مساهمة الانتاج الحقيقى فى الاقتصادات العربية غير قليلة أيضاً و إن كانت أقل من حجم الاقتصاد الريعى ( القائم على الريع الناتج عن ملكية أصول رأسمالية أو خامات تدر ريعا من استغلال الأصل الرأسمالى ) و من مثل ذلك البترول فى الخليج و السياحة و قناة السويس  فى مصر ،  وبرغم مساهمة الانتاج بنصيب إلا أنه موجه فى الأصل إلى الداخل حيث أن دولة تمتلك سوقاً فى حجم السوق المصرى تستهلك بضائع و منتجات - ناتجة عن عدد السكان الكبير نسبيا ( حوالى 80 مليون نسمه )  بدون اعتبار للميل الحدى لاستهلاك الذى يقل نتيجة ازدياد نسبة الفقر فى مصر عن دول الجوار التى تقل لديهم ظهور نسبة الفقر لديهم - هذا السوق يستهلك بطبيعته و بذاته كميات ضخمة من الخدمات و المنتجات و البضائع بما يمثل أملاً لأصحاب رؤوس الأموال و حلبة كبيرة للمنافسة الشرسة على الطلب
و برغم أن هناك ارتباطاً بين بعض الاستثمارات و بين الأسواق الدولية إلا أننا فى النهاية أمام اقتصاد ريعى أو موجه إلى الداخل يجب إذن ان يكون التحليل الاقتصادى للسوق المصرى و دعائمه الاقتصادية حذراً فى الربط بين الأومة العالمية و بين تأثيرها على السوق المصرى الذى أعتقد أنه سيشهد - على غير المتوقع - انتعاشا اقتصادياً ملحوظاً نتيجة هروب الاستثمارات الدولية إلى الاستثمار فى مناطق أكثر اماناً من وجهة النظر الاستثمارية لأنها أكثر ميلاً للانغلاق و استقطاب الانتاج المحلى للسوق الداخلى و منها على غير المتوقع مصر

إلا أن ذلك لا يمنع من القول بمحدودية تأثير ذلك على  المواطنين الذين سيمثلون فى هذه الحالة حطب النار التى تدفع الاستثمار الاجنبى إلى السوق المصرى ، فالمستثمر يبحث عن أيدى عاملة رخيصة و أسواق بلا رقابة و كمية لا بأس بها من التسامح ( و لا أقول الفساد) بما يمكن المستثمر من التهرب من سداد بعض الالتزامات أو التحايل على بعض القيود و ذلك حيث أنه هناك دوماً مجالاً للتحايل ، كما أن معدلات الربحية فى السوق المصرية عالية و أحياناً مبالغ فيها نظراً لغياب الرقابة  و وجود احتكارات تسمح بنفاذ  محتكرين جدد و لكن فى حدود ضيقة و وفق قواعد صارمة على الوافدين الجدد أن يلعبوا فى اطارها حتى يتمكنوا من تحقيق المكاسب الرجوة و إلا أفلسوا ( انظر حالة مجموعة متاجر سينسبرى ) و المقارنة بينها و بين متاجر كارفور

القول عندى إذن أن الركود العالمى قد يكون محدود الأثر على المسثمر على أرض مصر و لكنه بالغ التأثير على الشعب الذى قد يحس بشكل مباشر بتأثير الأزمة عليه ؟

أضف إلى كل ما سبق أن تأثر السوق المصرى بالتغيرات العالمية سيظل فى المستويات الآمنة نظراً للقيود الوافية على عمليات  الاقراض للأفراد  و التى لم تبدأ إلا بشكل متأخر - منذ أقل من خمس سنوات - و ذلك برغم الفضائح المالية العديدة فيما يخص قروض البنوك لكبار العملاء إلا أنن فى السياق الأهم و الأخطر نظراً لارتباطه المباشر بالمجتمع من جهة و توجه جهات الإقراض إلى الأفراد من ناحية أخرى و رصد كميات ضخمة من الأموال لهذا الغرض و على استحياء ، إلا أن ذلك كله لم يحقق ما يمكن أن يسمى بالخسائر المالية بالغة التأثير

  يبقى العامل الأهم و الأخطر و الذى يتخوف منه الجميع و هو أن تكون الأزمة فى الواقع مفتعلة و أن يكون الهدف الحقيقى الخفى هو توسيع العمليات العسكرية الأمريكية فى العالم حتى تتمكن من السيطرة على خيرات الشعوب الفقيرة و الضعيفة و منها و المرشحة بقوة مجموعة دول الخليج و وسط افريقيا و مناطق واسعة من دول الاتحاد السوفييتى القديم ، و مما يؤكد مثل هذه النظرية أن كل الأزمات الاقتصادية الكبيرة الحجم واسعة المدى انتهت بلا استثناء بحروب ضخمة و غالباً ما كانت الولايات المتحدة طرفاً مباشراً فيها و كانت تنتهى  دائما بطرف واحد فقط يجنى أكبر نسبة من الأرباح و هى الولايات المتحدة و تترك الفتات الباقى لبعض مشاركوها فى الحرب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

فى حال أن حققت الولايات المتحدة هذا الغرض الخبيث ستنقلب كل الموازين و تتحول النظرية السابق عرضها إلى مجرد هراء لأن الواقع نفسه سيكون أقرب إلى العبثية و الأكثر عرضة لعصف الأحداث و ربما قد تتحول الأمور كلها إلى ملهاه بدون مؤلف و لا مخرج و يمكن أن تتولى الأمور إلى وجهة لا يعلم مداها إلا الله و حده

أسامه المناخلى
المحامى


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 4124 / عدد الاعضاء 62