الفرق بين ما هو حق .. وما هو باطل

نحن اليوم أشد حاجة الى معرفة ما هو الحق . لأن الخطر الذي يهدد المجتمع الاسلامي ليس ناشئا عن الصراع بين الحق والباطل .وليس بين الاصيل والدخيل .ذلك لان الاسلام دين الله الحق لايهزم أبدا في معركة شريفة ولايهاب الصراع مع الباطل أيّا كان لقوله تعالى ( فأما الزبد فيذهب جفاء ، واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض ) الرعد17

والصراع بين الحق والباطل هو مصدر التفاؤل والاطمئنان . ولكن مصدر الخطر وعلاماته هي أن يزول هذا الصراع وأن يفقد الناس الاحساس بين ما هو حق وما هو باطل .

ان فقدان هذا الاحساس هو النذير بالخطر . لأنه يعني فقدان الاحساس بالذات . فالجماعات البشرية انما تدرك ذاتها من طرقين معا هما :

1 ) طريق وحدتها التي تكون المفاهيم والتقاليد المشتركة .

2 ) طريق مخالفتها للآخرين

لذلك كان الخطر الذي يتهدد هذه الوحدة يأتيها من طريقين هما :

1 ) الشّعوبية التي تفتتها

2 ) العالمية التي تميعها فزوال الاحساس بالمغايرة والمفارقة هو هدم لاحد الركنين اللذين تقوم عليهما الشخصية هذا ما لايزيد أن يكون نريد أن يظل هذا التميز بين ما هو حق وما هو باطل طارئ مستجلب – شرقيا كان أو غربيا – حيال الأجيال الصاعدة والتالية ، وهي أمانة تلقاها جيلنا عمن قبل ولابد أن يحملها الى من يجيئ بعده .

لذا يجب ان نفرق بين الحق والباطل ، مع التشدد في الاستمسك بالحق ، والانتصار له . وعدم التمسك بالباطل كتقليد لما عليه الغرب دون بصر ولا نظر وهذا التعصب أمر مذموم ،ذمه  الاسلام لأنه لاسند له الا الانتصار للباطل دون عقل أو هداية وهو استجابة لدعوة الشيطان  .

واصحاب الباطل دئما يضللون ويتلاعبون بالالفاظ و يهمزون ويلمزون أصحاب الحق ويتهمونهم بالتعصب والتزمت لا لشيئ الا لتمسكهم بالحق والانتصر له .

ويستخدم أصحاب الباطل نظرية التسامح في نقاشهم حتى أصبح التسامح عندهم يعني التنازل عن الحق وذلك لا لشيئ الا أنهم يخشون أن يتهموا بالتعصب والتخلف وهم بذلك مخدوعون ومما يؤسف له أن كثير من المخدوعين في غفلة والعياذ بالله عن الحق ،

واخيرا اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه .