نقابه المحامين تاريخ مصر الوطني ملاذ المناضلين من اجل الحريه قمم و هامات شامخه شاهدت معني الزماله وتوقير كلا للأخر وبالرجوع لقراءه التاريخ النقابي التي عاصرته نقابتنا الجلل .

بل لو اننا رجعنا لما كتبه فكري مكرم عبيد عن زملائه المحامين و اعتزازه بنقابته العريقه نجده يقول عن زملائه و عن شباب المحامين :

(( لم تكن المحاماة له مجرد مهنة‏..‏ بل كانت مهنة وهياما‏..‏ فلم أمتهن في حياتي عملا ــ طوال قرابة خمسة وستين عاما ــ فيما عدا بضع السنين التي جندت فيها نائبا لرئيس الوزراء ــ سوي المحاماة‏,‏ وحتي في مهمتي الحكومية لم أكن موظفا بالمعني المتعارف عليه‏‏ بل كنت محامياعن حكومة الحزب الذي شرفني بعضويته وأمانته العامة ــ هياما ملك علي جوارحي‏ أكثر من ستين عاما‏ خبرت طوالها حلو المهنة ومرها‏..‏ وحتي مرها هذا كان طيب الأريج وحلو المذاق ــ ولست تقدر أن تشعر بهذا الحلو المر إلا أن تكون قد ذقته ــ فليس يعرف الشوق إلا من يكابده ولا الصبابة إلا من يعانيها‏..‏ وأنا أستعيد في ذاكرتي هؤلاء الأمجاد الذين سبقونا إلي رحمة الله‏,‏ فأذكر إبراهيم الهلباوي في أخريات عمره بعد أن ألهبت ظهره مقالات الناقدين لمرافعته ضد المتهمين في قضية دنشواي‏..‏ وأذكر مرافعات الدفاع أمام عبد العزيز فهمي رئيس محكمة النقض في دعوي التأديب التي إتهم فيها خمسة من كبار المحامين بإمتهان المحكمة في قضية القنابل لأن كبيرهم ــ كما قال رئيس المحكمة ــ كان يترافع للجمهور وليس للمحكمة‏..‏
وأذكر قضية الاغتيالات الكبري التي ترافع عن المتهمين فيها ــ أحمد ماهر والنقراشي ــ المحاميان مصطفي النحاس ومكرم عبيد التي إنتهت ببراءتهما و إستقالة المستشار الإنجليزي ــ كيرشو ــ وشكواه إلي دار المندوب السامي بأن المستشارين المصريين علي بك سالم وكامل بك حنا إبراهيم قد تحيزا إلي المتهمين الوطنيين‏!‏
وأذكر أول من عرفت ــ شخصيا من المحامين ــ وكانا المرحومين زهير صبري ورافع محمد رافع‏‏ عندما حضرا التحقيق معي وزميلي إبراهيم نور الدين وجمال النجار أمام نيابة الوايلي بتهمة الإضراب وإتلاف الترام وأعمدة النور أيام حكم إسماعيل صدقي ــ وقد رأيت الأستاذين في التحقيق ولم أكن أعرف موقعهما‏,‏ هل هما محاميان أم أنهما كانا من أعضاء النيابة‏..‏
وأعود بذاكرتي فأري بعين الخيال مصطفي مرعي‏ ومصطفي البرادعي ويوسف الجندي وصبري أبو علم وعبد الفتاح الطويل وحسن سرور الذين عاصرتهم وتتلمذت عليهم‏‏ عن قرب وعن بعد‏..‏ وأري الأساتذة من المحامين الشرعيين ــ علي هاني ــ وحسن عبد القادر ــ ومحرم فهيم وعبده البرتقالي‏ ‏وعبد الكريم رءوف‏.‏
وأستعيد بذاكرتي غرفة المحامين بمحكمة مصر بباب الخلق‏..‏ والمحامين الثلاثة الذين كانوا لايفترقون‏..‏ إبراهيم رياض ــ التركي ــ وحسن ذو الفقار ــ المصري ــ وإدوار قصيري ــ اللبناني ــ ومزاحهم الجميل ومداعباتهم التي لاتنتهي‏..‏ وأستعيد ذكري مرقس فهمي ــ المحامي الفذ ــ الذي كان ينفح عم محمد السيد ملمع الأحذية جنيها كاملا لمسح حذائه ــ وكنا نري ذلك وننبهر غير مصدقين‏..‏ لأننا كنا ندفع قرشا أو قرشين عند الإسراف‏..‏
وأري غرفة المحامين وقد ضمت من كانوا منذ لحظات قريبة خصوما في الدعوي يصيحون ويختلفون ــ فإذا بهم يحتضنون ويقبلون بعضهم البعض‏..‏ وأري المحامين من كل الأحزاب ــ وفديين ــ أو سعديين ــ أو أحرارا دستوريين ــ وقد خلعوا عند باب الغرفة رداء الحزبية ودخلوها إخوانا وأحباء مستبشرين‏..‏
وأذكر بالفخار أنني ــ علي صغر سني وقدري ــ زاملت أمثال علي ايوب ووهيب دوس وأحمد علي علوبة فأخذت عنهم ــ جاهدا ــ سلامة المنطق وتطبعت بخلق المحامين وأدب الحوار‏..‏ ثم تمر السنوات وأزامل من يقربونني في العمر من أكابر المحامين من أمثال محمد عبد الله وعلي منصور وحمادة الناحل ورجائي عطية عبده ــ وأحمد حسن شنن ومحمد عصفور ونعمان جمعة وسعد فخري عبد النور وسعيد الفار وزكي هاشم وعلي الشلقاني وفهمي ناشد وابن الأخ العزيز ياسين تاج الدين ياسين ومحمود عبد الحميد سليمان وإسطفان باسيلي وشوقي السيد وفتحي رجب وطاهر المصري وماهر محمد علي وعبد العزيز جبر وعبد العزيز محمد ومحمد حامد محمود وعثمان ظاظا وعادل عيد ومحب حسن حبيب ــ وحسن العشماوي‏‏ وطاهر الخشاب ومحمد المغربي‏‏ ومحمد الشامي‏‏ ومحمد الجنايني‏‏ وعدلي عبد الباقي وكمال بدر‏‏ وحمودة زيوار وأحمد شوقي الخطيب ومنصف نجيب سليمان وشاكر عبد الملاك ثم سامح عاشور إبن الأخ المتعجل‏!‏ وحسام عمر ومحمد غراب‏.‏ وأذكر بكل حب وفخار ــ زميلي وجاري في مقعد الدراسة علي عبد المجيد صالح بدير ــ الذي كان يبشر بأن يكون أحسن المحامين الجنائيين لو إمتد به العمر‏.‏
وأذكر شوكت التوني ــ المحامي الممتاز ــ الذي سئل هل تود أن تكون وزيرا فقال لا أنا أفضل أن أكون وزيرا سابقا
وأذكر دعوي كبيرة كان المحامون الموكلون فيها‏‏ سابا حبشي وعبد الفتاح الشلقاني وزكي عريبي‏..‏ وتعليق المرحوم توفيق رفقي المستشار الظريف‏..‏ دول حسن ومرقس وكوهين‏..‏
وبعد سنين ــ تخرج في كلية الحقوق محامون ثلاثة ــ عبد الله علي حسن وصلاح السيد وعبد العال عرجون ــ وهم من أهل الصعيد داكني اللون ــ وكان اسمهم في الكلية الكتيبة السوداء التي قامت علي أكتافها الحركة الوطنية التي قتلت الشيوعية التي كادت تطل بوجهها القبيح ومن جيلهم كان‏‏ حلمي الشريف‏,‏ الذي صار بعد ذلك عضوا بمجلس الشوري ــ وكان من أبرز وأنجح المحامين الجنائيين ـ فلم يكن يخلو رول محاكم الجنايات في أسيوط وسوهاج وقنا ــ من ثلاثة أو أربعة جنايات لحلمي الشريف فلما سأله أحد رؤساء دائرة جنايات الذين لم تكن سمعتهم فوق مستوي الشبهات عن اسمه قال أنا اسمي حلمي الشريف ــ وأنا شريف بالاسم والمعني
كان المحامون ملتزمين بالخلق والتقاليد المهنية لاقصي درجات الالتزام‏ ‏كان من شخصيات المحامين التي لاتنسي‏,‏ المرحوم محمود بسيوني ــ نقيب المحامين ــ ثم وزير الأوقاف وكان من بينهم ايضا محمود شحاتة عاصم وعبد الحميد عبد الحق)) ‏.
تلك كلمات فكري مكرم عبيد نفسه عن نقابته و عن زملائه .
واذ تحدثت من نبذه عن رمز من شموخ المحامين وان تحدثت فلن يكف المقام فهي تحتاج لعده كتب .
اين انت اليوم يا نقابه المحامين ؟
بعد مارثون طويل من الحراسات التي كان قد فرضت عليها .
وبفضل الصراع بين المحامين و الاشاعات و عدم التدقيق في المواقف و عدم التواصل الجيد و الحسابات الشخصيه في مواقف لا يجوز فيها غير الترفع عما هو شخصي سقطت نقابه المحامين
فمن ينقذها ؟ .
شهاده حق ينطق بها الشرفاء المخلصين من حزب المحامين بعيدا عن التحزب والعصبيات والطوائف والجماعات .
ليتكاتف المحامون و ليتوحدوا ولتكن الدعوه الي جبهه انقاذ تضم كعهدها دوما كل المحامين المناضلين بمختلف مشاربهم ولتكن الكلمه العليا لحزب المحامين فكلنا ابناء الوطن وتحت رايه صرح واحد هو نقابه المحامين .
و كلنا شركاء في بناء هذا الصرح الشامخ والوقوف بجانب الصالح العام وان اختلفنا في الرؤي فالنتحاور بلغه اداب الاختلاف وحسن الكلمه التي يتسم بها المحامي لغويا وادبيا وان من يخرج عن اداب التحاور في الحديث والنقد فهو ليس منا فأحترام كل منا للأخر يلزم الكافه علي احترامنا فتوقيرنا لأنفسنا يجبر النا س علي توقير المحامي واحترام مهنته المقدسه ولنتخذ من تاريخ اسلفنا العظماء قدوه لنا .