أوراق من التاريخ
على موائد اللئام
سياسة بلا أخلاق
بقلم صالح عينر
كم من جريمة ترتكب باسم الصالح العام .. !!
وكم من قيم تمسح بها الارض بزعم المصلحة العامة .. !!
وكم من مبادىء تطئها الاقدام باسم ممارسة السياسة .. !!
نعم فان المبدأ الميكافللى المتبنى تطبيق نظرية " الغاية تبرر الوسيلة " قد قضى على كل القيم والمبادىء تحت زعم ان الهدف نبيل ؛ فاغتيل اناس كثيرون .. معنويا وبدنيا .. وقتل غيرهم .. وهذا القتل والاغتيال ليس من جرائه ازهاق الروح فحسب .. فهناك من يقتل او يغتال ذهنيا او فكريا ايضاً .. ويمكر بغيرهم ..
وظهر بمظر الملائكة عاهروا الفكر والسلوك .. ثم اثبت الواقع العملى مدى تدنيهم وخيانتهم تحت بند وزعم ممارسة السياسة ومقتضيات الظروف .. !!
ولا جرم ان السياسة اليوم تجمعها موائد اللئام بمفردات الكذب والخيانة والخداع والزيف والمصلحة الشخصية النفعية التى يلبثونها دائما ثوب المصلحة العامة ظاهريا بينما باطنها النفع والمصلحة الشخصية لانفسهم فقط ..!!
ولقد اثبتت الأيام ان ثوب الصالح العام ؛ والنفع الاسمى هو الثوب الذى يرتديه السواد الاعظم من السياسين على موائد اللئام ؛ بينما هذا الثوب فى ظاهره كذلك لكن باطنه من قبله المصلحة الشخصية فحسب ؛ ومن اجل هذا يقوم السياسى بفعل اى شىء ؛ وتطأ قدمه كل المبادىء ؛ ويضحى بكل القيم والمقدسات .. !!
ولو حتى خلع ملابسه طالما ان احدا لن يراه تحت فلسفة الوصول الى هدفه .. وتحقيق مآربه ..!!
واذا كانت السياسة فى اللغة تعنى اصلاح الشىء .. لكنها فى الواقع العملى الذى نحياه - عند السواد الأعظم من السياسين - ما هى الا فن الوصول الى المصلحة الشخصية النفعية للسياسى ايا كان الثمن الذى يدفعه .. من شرفه .. وقيمه .. ومبادئه .. وايا كانت الادوات التى يلعب بها السياسى ويحرقها من اجل الوصول الى هدفه ؛ فقد تكون هذه الادوات مبادىء او قيم او ربما الاصدقاء المقربون الذى يضحى بهم السياسى من اجل مصلحته الشخصية ..
وعندما قال الرئيس الراحل محمد انور السادات لاسياسة فى الدين .. ولادين فى الساسية .. كنت ولا زلت على نقيض ظاهر هذه المقولة .. ذلك ان الاسلام دين ودوله كاملة الاركان .. لكن على من يريد ان يتأمل فى الواقع يربطه بهذه المقوله قسوف يجد ان السياسة المطبقة على موائد اللئام بمفرداتها المقززة ليس لها مكان فى اى دين وليس لها علاقه بأدنى قيم ولاتربطها بأى مبادىء صلة ؛ كذلك لادين ولا عقيدة ولا ملة عند السياسى الا مصلحته الشخصية على حساب كل شىء مهما كان .. !!
اما السياسة الشريفه العفيفة التى كانت تسود قيادة اصحاب المبادىء والقيم فهى لغة اندثرت ومحيت مفرداتها واصبح الذين يتحدثون بها غرباء يشار اليهم على انهم بلهاء سذج متخلفون قد اتوا من كوكب اخر ..!!
ومن ثم اذا كان السادات قد قصد بالسياسية هذه المفردات السياسية التى تعنى تطبيق المبدأ الميكافللى : والتى تبرر الوسيلة على حساب كل المبادىء والقيم  بزعمنبل الغاية ..وترتكب بموجبها كل الجرائم من اجل المصلحة الشخصية او النفعية للشخص او الكيان ايا كان مسماه فهى فعلاً لادين لها ولاعقيدة .. !!
وهى بهذا المعنى لايجب ان تكون موجوده فى أى دين او مله .. فالسياسى دينه الخيانه .. وعقيدته نفع نفسه على حساب كل شىء بأى وسيله .. انها مفردات ثابته للسياسة .. وعلى من اراد ان يجلس على موائد اللئام ان يتعلم هذه المفردات التى تبيح فعل اى شىء مهما كان ومهما تدنى من اجل الوصول للغاية .. انها موائد اللئام ..!!
وعلى كل من يريد اليوم أن يتبوأ مكانة ما هذه الايام ان يتعلم مفرداتها ؛ انها لغة القوم ؛ يتعلمها ليس ليتخذ منها مبادىء ؛ ولكن التعلم من اجل ان الا يكون بالخب ؛ ولكن الخب لايتغلب عليه ..!
ان الموائد السياسية اليوم ايها السادة على المستوى العام او النقابى ما اراها الا موائد للئام ..! رؤية قد اكون مخطىء فيها ..!!
لكن هذا فى النهاية ما قرأته واقعيا وعمليا داخل العمل السياسى النقابة أو العام ..!
صالح عينر