استراحة القارىء ..
ثلاث قصص قصيرة
القصة الأولى
حتى لا تقول انك رسول الله ..؟
خرج أمير المؤمنين المهدى فى رحلة صيد مع حاشيته وحراسه .. وتتبعوا الصيد مسرعين .. بعد فترة وجد المهدى نفسه قد ضل الطريق .. عبثا حاول اللحاق بهم .. لكنه فشل .. وبعد عناء البحث الشديد .. والجهد الجهيد .. وجد المهدى انه اصابه التعب والارهاق الشديد وانه بحاجة الى الطعام والشراب .. فظل يبحث فى الصحراء .. حتى وجد خيمة متطرفه بها اعرابى يختبىء داخلها من قيظ الشمس .. فناداه .. واذن له الاعرابى بالدخول الى خيمته .. ورأى الاعرابى ما به من الاجهاد والتعب فأجلسه بعد أن قدم له شىء ليجلس عليه .. فلما جلس المهدى قال له : هل تعلم من أنا ..؟ فقال الاعرابى : لا . فقال : انا من خدام المهدى . فقدم له الاعرابى القليل من شراب النبيذ وطعام من خبز الشعير . فأكل المهدى ثم قال : هل تعلم من أنا ..؟ فقال الاعرابى : زعمت انك من خدام امير المؤمنين المهدى . فقال : لا بل أنا من من قواد امير المؤمنين . فقدم الاعرابى له كسره خبز من الشعير وقليل من شراب النبيذ . فاكل المهدى ثم قال : اتعلم من أنا ..؟ فقال الاعرابى : زعمت انك من قواد امير المؤمنين . فقال المهدى : بل انا من اقرب حاشية امير المؤمنين الى قلبه . فقام الاعرابى وقدم له مزيد من الطعام والشراب . ثم قال المهدى : اتعلم من أنا ..؟ فقال الاعرابى : زعمت انك من المقربين من امير المؤمنين . فقال : بل أنا أمير المؤمنين نفسه . فقام الاعرابى مسرعاً الى ما بالقدر من الشراب فسكبه على الارض . فتعجب المهدى من صنيعه وسأله : لما فعلت ذلك ..؟ فقال الاعرابى : والله لو أعطيتك منها أخشى ان تقول انك رسول الله . فضحك المهدى حتى استلقى على ظهره .. وتجاهله الاعرابى واخذ ينظر اليه مرتاباً .. وبعد قليل جاءت حاشية المهدى والتفت حوله .. فأخذ الاعرابى الخوف والهلع .. فطمأنه المهدى وامر باعطائهكسوة ثم اعطاه المال الكثير ..
((( شهاب الدين الابشهى – المستطرف فى كل فن مستظرف )))
القصة الثانية
مجرد سؤال : من ركل القطة ..؟!
قبل ان تجيب على هذا السؤال اسمع القصة كاملة ..
كان يعمل سكرتيراً لمدير سىء الاخلاق .. لايطبق مهارة واحدة من مهارات التعامل مع الناس .. كان هذا المدير يراكم الاعمال على نفسه .. ويحملها مالا تطيق .. صاح يوما بسكرتيرة .. فدخل ووقف بين يديه .. قال له : تفضل هذا ..؟ وصرخ فى وجه السكرتير قائلاً : لقد اتصلت بهاتف مكتبك ولم ترد .. قال السكرتير : كنت فى المكتب المجاور اسلم بعض الاعمال للموظفين .. أسف ياسيدى .. فقال المدير بضجر : كل مرة اسف .. كل مرة اسف .. خذ هذه الاوراق وناولها لرئيش قسم الصيانة وخذ توقيعه على هذه الورقة وعد الى ثانية بسرعة .. ومضى السكرتير متضجراً .. والقى الاوراق بشدة على مكتب رئيس قسم الصيانة قائلاً له : لاتؤخرها كعادتك .. فقال له الرجل : اليس من الافضل ان تضعها بالطريقة المناسبة ..؟ قال السكرتير غاضباً : بالطريقة المناسبة .. بالطريقة غير المناسبة المهم الا تؤخرها .. تشاتما .. حتى ارتفعت اصواتهما .. ومضى السكرتير الى مكتبة ..
وبعد ساعتين جاء احد الموظفين بالصيانة الى هذا المدير وقال له : سأذهب لاخذ اولادى من المدرسة واعود بسرعة .. صرخ مدير الصيانة فى وجهه : انت كل يوم تخرج ..! قال الموظف : هذا حالى منذ عشر سنوات .. انك اول مرة تعترض .. فصرخ المدير فى وجهه قائلاً : انت ما يصلح معك الا العين الحمراء .. ارجع الى مكتبك .. فرجع الموظف المسكين الى مكتبه متحيرا من هذا الاسلوب .. وتخذ يجرى اتصالات كثيرة حتى يجد من يوصل اولاده الى البيت .. حتى طال وقوف الاولاد الشمس ساعات .. واخيراً تولى احد المدرسين توصيلهم رأفة بهم ..
عاد هذا الموظف الى بيته غاضبا .. فأقبل ولده الصغير معه لعبة .. وقال : بابا .. بابا .. هذه اعطانيها المدرسى لاننى .. فصاح الاب يصرخ به : اذهب الى امك .. واحكى لها .. ومضى الطقل فزعا باكيا الى امه .. فاعترضت قطة الجميلة طريقة مقبلة عليه تتمسح به كالعادة .. فركلها برجلة بشدة فضربت بالجدار ..
((( لا تحزن : دكتور : محمد بن عبد الرحمن العريفى )))
القصة الثالثة :
الوتر افضل من الشفع
( الضيف الاكول والدجاج )
جاء رجل من الاعراب يعرف عنه انه اكول وماكر؛ الى قبيلة من الاعراب يريد ان ينزل على احد من الناس ؛ فتهرب منه رجال بمزاعم شتى ؛ لكنه قصد بيت رجل من الاعراب كريم ؛ وكان الرجل الذى استضافه يعيش مع زوجته العجوز وله اثنان من الابناء ؛ واثنتان من البنات ؛ فلما جاء وقت الغذاء فى اليوم الاول شوت المراة دجاجة واحدة لهم جميعاً ؛ فطلب الرجل المضيف من باب الادب من الضيف ان يقوم بالقسمة بينهم لهذه الدجاجة ؛ فقال الضسف : انا لااحسن القسمة / الا اذا رضيام بقسمتى ووعدتمونى الا تعترضوا عليها ايا كان شأنها ؛ ففعلوا ؛ففقطع الضيف رأس الدجاجو واعطاها للرجل المضيف وقال : الرأس للرأس . وقطع الجناحان وقال : الجناحان للابنان . وقطع الساقين وقال : والساقان للابنتين . ثم قطع جزء من مؤخرة الدجاجة ( الزلمكة ) وقال : والعجز للعجوز . ثم قال اما زور الدجاجة فهى مع باقى الدجاجة للزائر .
وفى اليوم التالى اراد صاحب البيت لن يخرج منا الحرج مع هذاا الضيف الشرهة الاكول ؛ فـمر زوجته ان اشوى لهم خمس دجاجات هى كل ما عندهم من الدجاج حتى ينعم الجميع ؛ وجاء وثت الغذاء ؛ فطلب الرجل المضيف من الضيف ان يقوم بقسمة الدجاجات الخمسة ؛ فقال الضيف : ربما تكونوا قد غضبتم امس من قسمتى ..! فلن اقسم اليوم . فقالوا ما غضبنا وقسم اليوم . فضم الضيف الخمس دجاجاتاليه وقال :
اتريدون ان اقسمهما وترا ام شفعا . قالوا بل وتراً . فقال الضيف للرجل : انت وزوجنك ودتجتجة ثلاثة ورمى لهما بدجاجة ؛ ثم قا ل : وبناتك ودجاجة ثلاثة ورمى لهما بدجاجة ؛ ثم قال : وابناك ودجاجة ثلاثة رمى اليهما بدجاجة ؛ ثم قال : وانا ودجاجتان ثلاثة واخذ لنفسه دجاجتان . فاعترض ابناء الرجل وبناته ؛ فقال الرجل : اذن قسمها شفعا ؛ فطلي الضيف ان بعطوه مواثيق على عدم نقض الرضا بعد القسمة اذ ليس من كرم الضيافة اجهاد الضيف فى مثل هذه الامور : ففعلوا : فعاد الرجل ليضم اليه الخمس داجات مرةا اخرى حاى يقوم بقسمتها شفعا كما طلبوا .
فقال الضيف للرجل : العجوز وابنتاها ودجاجة اربعة ؛ ورمى اليهن بدجاجة ؛ ثم قال للرجل : وانت وابناك ودجاجة اربعة ؛ ثم رمى اليهم بدجاجة ؛ ثم قال : وامنا وثلاثة دجاجات تربعة ؛ وضم اليه الثلاثة دجاجات . ثم رفع يده الى السماء يشكر ربه قائلا : اللهم لك الحمد انت فهمتنيها . فقال القوم : لقد كان الوتر افضل . فقال الضيف : قضى الامر ؛ فقد وعدتم بعدم الاعتراض وهذا جزاء من لم يرضة بقضاء الله اولاً .
فقال الرجل المضيف :
منزلنا رحب لمن زاره نحن سواء فيع والطارق
وكل ما فيه خلاله له الا الذى حرمه الخالق
وقالت المرأة العجوز زوجة المضيف :
يفنى الحربص بجمع المال مدته وللحوادث ما يبقى وما يدع
كدودة القز ما تبنيه يهلكها وغيرها بالذى تبنيه بنتفع .
فقال الضيف موبخاً لهم :
كن زاهدا فيما حــوته بد الورى تبقى الى كل الانام حبيب
وانظر الى الخطاف حرم زادهم واضحى مقيما فى البيوت ربيبا .
((( شهاب الدين الابشهى – المستطرف فى كل فن مستظرف )))
حكايات من نوادر البخلاء..!
- ذكر شهاب الابشهى فى كتابة " المستطرف فى كل فن مستظرف " ا ن اهل قرية " مروا " كانوا شديدوا البخل ؛ وكانت من عادتهم فى السفر ان يشترى كل منهم قطعة لحم ؛ ثم يخيطها بخيط ؛ وتوضع جميع القطع فى الماء حتى تنضج ؛ وعند نضج اللحم ؛ يسحب كل منهم الخيط الذى بيده ليأكل قطعته ؛ اما المرق فانهم كانوا يتقاسموه .
- واراد رجل من اليهود بخيل ان يختبر تعاليمه ودروسه فى الحرص على المال الذى طالما درسها لاولاده ؛ فاحضر اللحم وأكله وحده ؛ واولاده ينظرون اليه باشتهاء ؛ فلما انتهى من اللحم بقيت عظمة فى يد اليهودى البخيل ؛ فقال لاولاده الثلاثة ؛ لن اعطيها لكم حتى ارى حكمتكم فى التعامل مع هذه العظمة ؛ فقال للابن الاكبر : لو اعطيتك اياها فماذا انت فاعل بها ..؟ فقال : ياابتى سوف اشمشمها ثم امصمصها ولا ادع فيها شيئا للنمل . فقال له : لست بصاحبها . ثم قال للابن الاوسط : وانت ماذا تفعل فيها لو اعطيتك اياها ؟ فقال : يا ابتى سوف الوكها والحسها واعضعضها حتى لايدرى من يراها بعد ذلك هل اكلت منذ عام ام عامين . فقال له الاب : لست انت بصاحبها . ثم قال للابن الاصغر : وانت لو اعطيتها اياك فماذا سوف تفعل بها ..؟ قال : ياابتى امصمصها مصا ؛ ثم اطحنها بالرحى فادقها دقا ثم اسفها سفا ؛ فقال له الاب لقد تعلمت الحكمة : خذها فهى لك واياك ان يطمع فيك اخوتك بسببها .
- وكان محمد بن يحى امير شديد البخل .. فقال الناس لرجل قريبة يرتدى ملابس ممزقة ؛ لماذا لايكسوك الامير محمد وانت قريبة ..؟ فقال لهم الرجل : والله لو كان عنده بيت مملوء بالابر وجاءه يعقوب ومعه الانبياء جميعا شفعاء ؛ والملائكة كلهم ضمناء يستعير ابره ليخيط قميص ابنه يوسف الذى قد من دبر ما اعطاه شيئا .. فكيف يعطينى انا ..؟
- وكان محمد بن الجهم شديد البخل حتى قال وددتت لو ان لى عشرة من الخطباء وعشرة من الفقهاء وعشرة من الشعراء وعشرة من الادباء تواطئوا على ذمى بالبخل واستسهلوا شتمى حتى ينتشر ذلك قى الافاق حتى لايطمع فى احد ولايمتد امل فى ؛ وقال له اصحابه نخشى ان نجلس عندك فوق شهوتك فاجهل لنا علامة ودليل على رغبتك فى انهاء لقاءنا ؛ فقال لهم : ان علامة ذلك ان اقول : هات الغداء ياغلام .. فعليكم اذن ان ترحلوا من فوركم ..
الكذوب
جلس مجموعة من الاعراب يتسامرون حديث جد على ضوء القمر فى احدى ليالى الصيف فى البادية ؛ وقد عرف عن اثنان منهما الكذب ؛ فما يزال الناس بهما يستنطقونهما حتى تحدث الاول منهم ؛ فقال : استيقظت يزما بعد شروق الشمس ؛ لكننى وجدن ان قطعة من تلارض لم تنتبه الى شرو الشمس ولا يزال الظلام يكتنفها ؛ فلازلت اصيح بها وانبهها حتى انتبهت الى طلوع الشمس .
وقال الثانى : اما انا فلقد رميت ظبيا بسهم ؛ فهرب الظبى جهو اليمين فايعه السهم ؛ فانعطق الظبى جهة اليسار فلحق به السهم ؛ ثم حرى الظبة ليهرب مسرعا فصعد ربزة ؛ فصعد السهم من خلفه ؛ قم ان الظبى قكر واراد ان يمكر بأن ينحدر اسفل الوادى مسرعا بسرعة عظيمة الا ان السهم انحدر خافه حتى اصابه .
فقال احد الحاضرين :
لى حيلة فيمن ينم وليس فى الكذاب حيلة
من كتن بخلق ما يقول فحيلتى فيه قليلة
وقال ثان :
حسب الكذوب من البلية يعض ما يحكى عليه
فمتى سمعت بكذبة من غيره نسبت اليه
وقال ثالث :
لايكذب المرء الا من مهانة او فعله السوء تو من قلة ادب
لبعض جيفة كلب خير رائحة من كذبة المرء فى جد ولعب .