أحذورا ( الجزء الثالث ).. أعمال المَسيِخ الدجال تحويل الشئ الطيب الكريم من حالته التى وجد عليها وتميز بها إلى حالة سيئة كريهة وإلى أقبح صورة يتحول بها إلى مسخ مشوه يتأذى من منظره من يراه وهذا ما يحدث الآن ونراه بوضوح تام من تشويه لصورة الإسلام النقى العفيف إسلام الحب ومكارم الاخلاق و التقوى و التسامح . كما أن الدجال يحارب الحق وأهله ويناصر الباطل وحزبه بل هو عين الضلال والإفساد و الظلم والجهل و العدوان وإذا ما تولى سعى ليفسد فى الارض ويهلك الحرث والنسل وهو فى صراع شرس فى الاستحواذ على الدنيا وزخازفها ونعيمها وخيراتها والسعى الغشوم إلى امتلاك السلطة وزمامها . وهو فى سبيل ذلك لا يتورع عن ارتكاب أفظع الجرائم واستخدام أحط الأساليب وإثارة الفوضى والاضطراب والهرج والمرج والقتل والتدمير وإشعال نيران الفتن و العدواة والبغضاء والكراهية بين الناس وصولا إلى أغراضه الخبيثة الدنيئة وأهدافه القذرة وهو دائما فى عجز تام عن الإتيان بأى خير أو إصلاح . فإذا كان المسيخ الدجال بنص حديث رسول الله متواجداً ومتواصلاً ومستمراً منذ بدء خلق البشرية وحتى قيام الساعة . وأنه يظهر فى كل زمان وفى أى مكان . فهو إذن ليس انساناً واحداً بعينه . إنما هو روح الشر والضلال المتمثلة فى خداع الناس والدجل عليهم بمظاهر التدين الزائف وروح النفاق . فمن سيقضى على هذا الدجال إذن ؟ ومن يكسر شوكته باذن الله ؟ . إن ما يقضى على هذا الدجال بعون الله ورعايته إنما هى فقط قوة الحق والعدل وأنوار الرسالات السماوية والتدين السليم والقيم الروحانية والفطرة الإنسانية النقية والالتجاء إلى حصون الإيمان بالله وتطبيق شريعته المطهرة فكلما ظهر هذا الدجال تصدت له هذه القوى فقهرته فتراجع خاسئاً وهو حسير . هذه القوة لها رجالها فى كل العصور وهم ورثة الأنبياء وعلى قدم سيدنا عيسى بن مريم وهم فى الشجاعة والجسارة مثله فى تصديه واصراره وعزيمته ومكافحته ( لدجال زمانه) ومحاربته للفساد والضلال والظلم والجهل والباطل وأهله . هؤلاء الذين حولوا دين الله الحق السمح الجميل الذى جاء به سيدنا موسى إلى دين آخر مشوه ممسوخ زائف مزور منحرف عن الطريق القويم . وقد تجسدت كل قوى الشر والتضليل فى ( كهنة المعبد ) الذين تخفوا فى مظاهر التدين وتزعموا الدعاية الكاذبة والفاجرة للباطل والتحريف والضلال طمعاً فى متاع الدنيا ونعيمها والسلطة والجاه . وتزعموا حملة التشهير والتنكيل ضد أنبياء الله ورسوله الكريم عيسى بن مريم وإثارة جموع الشعب اليهودى والحاكم الرومانى عليه وضد مبادئه السامية وما ينادى به من استقامة على دين الله والأصلاح فكان العدوان عليه سافراً وعنيفاً وفاجراً . ومغلفاً بتدين ظاهرى وشكلى . وهو فى حقيقته للخداع والكذب و التمويه على ما يضمروه بمكنون قلوبهم القاسية ونفوسهم المريضة من فساد وعهر وانحراف وفخور وكان المسيح فى تصديه وعزمه فى ذلك قدوة ومثل أعلى لم يرهبه اعداء الله ولا جبروت كهنة المعبد أو طغيان وعدوان غوغاء ورعاع وهمج شعب بنى اسرائيل . الذين عميت بصائرهم عن روية الحق الساطع من أنوار معجزاته وآيات الله الباهرة التى جرت على يديه لم يرهبه أو يثنه هذا الإرهاب وذلك الجبروت وذاك الطغيان رغم ضعف قوته وقلة حيلته وهوانه على الناس لم يثنه ذلك كله عن التصدى لهذا ( الدجال) المتمثل فى كهان المعبد الداعى بالباطل والضلال والمسخ لهدم دين الله . وقد حاربهم وكان كفاحه وجهاده لهم بكلمه الحق وبالكلمة فقط التى نزلت عليهم نزول الصاعقة الحارقة زلزلت مضاجعهم وأفزعتهم وألقت الرعب فى قلوبهم وكانت أقسى عليهم من السيوف والسهام وأقوى من كل أسلحة الأرض أو أى سلاح . وكان قدوة ومثلا أعلى . فأين أنتم يا جنود خير الآنام ؟ وقد أعاد التاريخ نفسه وبكل دقة . وها هم ( كهنة المعبد الجدد ) يخرجون علينا كل يوم بكل غث وخبيث وكريه . وقد شوهوا ديننا الحنيف . ديننا الذى يدعو الى الحب والسماحة والمؤاخاة وهم يدعون الى القسوة والعنف والمعاداة . فمن يتصدى ( لكنهة المعبد هؤلاء ) إلا رجال على قدم سيدنا المسيح عيسى بن مريم تحت لواء الدين الخاتم و الحبيب الأعظم فمن منكم يا أحباب رسول الله ويا أمة الإسلام . قدوته هذا النبى الكريم عيسى بن مريم فى شجاعته وجسارته وغيرته على الحق ليتصدى ( لكهنة المعبد و دجالي هذا الزمان ) الذين شوهوا دين الله وتجاسروا بالكذب والتطاول على سُنَّةِ وحُرمَّةِ رسول الله فأين أنتم يا جنود رسول الله وحماة شريعته الغراء ؟ أين أنتم يا أهل الكلمة المسموعة والمقرءوة ويا أصحاب المنابر ؟ من هذا النبى العظيم !! إن هؤلاء الرجال الذين هم حقاً جنود محمد وعلى قدم المسيح بن مريم فى شجاعته وجسارته وقوة كلمته وحجته ودفاعه عن الحق والعدل ودين الله إن بمثل هؤلاء الرجال سوف تدك حصون وقِلاع الضلال والباطل وتدمر ( معابد كهنة ) الشر والبهتان ويقتل بيدها مسيخ هذا الزمان وتنتهى دولته . والله ناصر عباده هذا ما سُطِرَ بيد القدرة الإلهية فى اللوح المحفوظ والله أكبر ولله العزة ولرسوله والمؤمنين . فافهم أخى المسلم كشف الله عن قلوبنا الغفلة فقد قال الصادق المصدوق :{أنا أولى الناس بعيسى بن مريم} واسأل الله عز وجل أن يلهمنا الحكمة والصواب وأن يهدينا السبيل إنه سبحانه سميع مجيب الدعاء . وقد قال المصطفى : { أشر الناس المسيخ الدجال } . وفى روية أخرى قال : { أكذب الناس المسيخ الدجال } وقال أيضا : { ما من نبى أو رسول قبلى من آدم حتى أنا إلا واستعاذ بربه من المَسِيخ الدجال } . فأشهدك ياألله وأشهد ملائكتك ورسلك وجميع خلقك بأنا براء من هذا الدجال فديننا الإسلام أكبر وأعظم وأطهر من هذا الهراء وهذا الزيف والدجل ونبينا محمد بن عبد الله أشرف وأجل وأسمى من أن ينتسب إليه هؤلاء أو تنسب له مثل هذه الأباطيل والخزعبلات . وربنا العزيز الأكرم لا يتقرب إليه أبداً بمثل هذه الروح العدوانية وهذا الشر وهذه الأفعال الشيطانية .. إن الله طيب إنما يتقرب إليه سبحانه وتعالى بالعمل الصالح والقول الطيب بالروح الإسلامية الحقة المتمثلة فى الحب والقيم والمبادىء والأخلاق وحسن القصد والتوجه إلى الله وهى الأعمال والأحوال التى عليها سوف تنهض وترتفع الأمة الإسلامية وبها لا بغيرها سيعم وينتشر نور الحق والعدل والإسلام على ربوع الأرض كما بشر الله نبيه وخليله سيدنا إبراهيم وكما جاء في القرآن الحكيم وورد في أحاديث سيد المرسلين وخاتم النبين . وليكن بعث هذه الروح الإسلامية الحقة مشروع الأمة القومي الاستراتيجي لكل فرد يدعى أنه وطني حقيقي ويريد النهضة والعزة لهذه البلاد وهى { الفريضة الغائبة } والعلاج يا أولى الألباب . وقد آن لنا أن نفيق لأن الداء عضال والأمر جد خطير والله المستعان وأحذركم يا أبنائي ويا أحفادي وياأحبابي من خوارج العصر فهم أشد ضلالا وعصيانا من خوارج صدرالإسلام خرجوا على إجماع الأمة وعلى تعاليم الله وانفصلوا تماماعن منهاج رسول الله ونهج الأئمة والصالحين واخترعوا لهم دينا . ليس هو الإسلام بكل يقين استذلهم الشيطان فصور لهم أنهم هم فقط على الحق وأن غيرهم كافرون بينما هم في الحقيقة في الضلال المبين ممكور بهم وهم لا يشعرون وهم أبعد ما يكونون عن صحيح الدين وإن ما يدعون إليه من تعصب أعمى وحمق وجهل وتشدد ليس من الإسلام وإن كل ما يصدر عنهم ومنهم إنما هو جهل فى جهل وشر مستطير وهم أعداء الإسلام الطاهر السمح العفيف النقى الصحيح وهم أعداء إسلام الأمانة والشهامة والمروءُة والنخوة وإغاثة الملهوف والوفاء بالعهد والعفو عند المقدرة و الرفق بجميع الخلق , وهم أعداء الله الرحيم الودود السلام الرءُوف . وهم أعداء آل البيت الطاهرين الأبرار . وهم أعداء الأولياء الصالحين , وهم أعداء رسول الله الذى وصفه ربه بأنه : { بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَءُوف رَّحِيم ( التوبة 128) القائل: { أقربكم منى منزلة يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا وأقربكم من الله منزلة يوم القيام أنفعكم لعباده} والقائل أيضا : { المسلم من سلم الناس من لسانه ويده والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم } والقائل : { أنا جدُ كل تقى.} .. والقائل : { من لا يرحم الناس لا يرحمه الله . ولاتنزع الرحمه إلا من كل شقي } وفى ذلك فلا قول بعد قول رسول الله فدعك ياأخي المسلم من أي قائل أو أى قول يخالف قول رسول الله . فيا أيها الشباب المسلم المخلص لله لا تنقادوا وراء من انعدم عندهم الضمير والأخلاق والبصيرة ولا تغتروا بمظاهر الدين الزائف وطول اللحية ومعسول كلام أحلام اليقظة ومرضى التطلع للزعامة والجاه والسلطان . وإياكم والسمع والطاعة فيما يغضب الله ويخالف رسوله الكريم . { فلا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق } { وَاتَّقُوا اللَّهَ} فإن ما يحدث فى مصر الآن من عصابات الإفك والضلال وتيارات الإسلام السياسى . و جماعات التطرف والتشدد اللا دينى هؤلاء المتأسلمين وهم جميعا على شاكلة واحدة عصابات إجرامية إرهابية ولا يمكن أن تكون إسلامية لآن الإسلام يدعو إلى الحكمة والموعظة الحسنة والبر والتقوى ولا يمكن أبدا أن يكون هو الإرهاب والإجرام والإكراه . فمن مبادئ الإسلام الجليلة لا أكراه فى الدين . والإسلام أعز وأعلى وأكرم من أن يتخذ وسيلة للتسلق إلى المناصب والتأمر ضد مصالح البلاد والعباد والمراهنة على أمن وسلامة الوطن والمواطنين والعمل فى ذلك مع أعداء الإسلام و الوطن . إما ما يحدث من هؤلاء يا أمة الإسلام إنما هو الخيانة العظمى . وهو فى المقام الأول شأن دينى يمس سلامة أصول صحيح الدين وعقيدتة الغراء واستبدالها بعقيدة ومذهب فاسد منحرف عميل لأعداء أمة الإسلام متعطش للسلطة وفى سبيلها يرتكب أى حماقات من قتل وتخريب وأفساد ولا يبرر لهؤلاء أى دعاوى أو أوهام أو خيالات بزعامة واستاذية العالم والخلافة الكبرى ووهم المشروع الإسلامى الذى به يهرتلون . ولقد وصفهم من هو أعرف بهم فضيلة الشيخ الجليل / محمد الغزالى عليه رحمة الله بقوله : { إلا أنهم فى سعور إلى السلطة وتعارك وحشى على الإمارة وأرتداء للدين على جسد أجرب ومتأجرة بفقه الفروع لا تنطلى على الله . لآن معاقد الدين وقواعد الأخلاق لديهم واهية } . وهم من اجل المحافظة على مناصبهم قد استبحوا الكذب والغش والخيانة والتزوير والقتل باسم الإسلام . قتل النفس البشرية التى حرم الله قتلها إلا بالحق والتدمير للأمن والأمان الاجتماعى والعدل والثقافة والإعلام والقيم والأخلاق . وكل ما هو جميل والعمل بما يخالف تعاليم الإسلام وروحه وعظمته والتأمر مع أعداء الإسلام والوطن فى ذلك . وعلى كل غيور حقا على دينه وينتمى حقيقة بقلبه ووجدانه وضميره لهذا الدين الحنيف ويُامن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا . أن يناهض ويقاوم بكل ما يملك من قوة ما يحدث من تلك العصابات وهذه الجماعات فإنهم يقينا فى الضلال المبين وعلى طريق المسيخ الدجال والخوارج سائرون لهدم دين الله وتدمير عقائد الإسلام وأفساد البلاد والعباد وتجريد دين الله الإسلام المحمدى من قيمه ومبادئه وروحانيته واستبداله بدينهم المنحرف الممسوخ دينا بلا قيم أو مبادئ أو أخلاق أو روحانية . دين الجمود والجحود والعصبية و الطائفية الوهابى الفاسد المسمى زورا بالإسلام . والإسلام منه برئ و يبرء منه كذلك الله ورسوله وصالح المومنين . وهم من أجل ذلك يحاولون احتلال صروح ومنابر الاسلام الشامخ كالأزهر والأوقاف ودار الأفتاء ومناهج التعليم ومنابر المساجد والقنوات الفضائية والتى احتلوا بعضها فعلا والعياذ بالله فيا أهل الإسلام انقذوا الإسلام . و احذروا هذا بلاغ لقوم يتفكرون ........ ويا أيها الأخوة في الإسلام والدعاة الأفاضل إن كنتم حقا تبغون رحمة الله وتطمعون فيها حقا وصدقا فعليكم بتقوى الله فإنه سبحانه القائل : وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (الحجرات 10) اللهم يامن فتح الباب للطالبين وأطلق للسؤال ألسنة القاصدين ومد يده للراغبين وقال في كتابه المبين : وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ( غافر 60) اجعلنا اللهم من المتقين ومن حزبك المفلحين وقنا شر فتنة المسيخ الدجال وآمنا من الفزع الأكبر يوم الدين واغفرلنا ولوالدينا ولمشايخنا وأصحاب الحقوق علينا ولجميع والمسلمين آمين.. وصل اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين . ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين آمين . منقول من صدقة جارية ( سامي عبد الجيد احمد فرج )