احذورا ( الجزء الرابع )
الخاتمة
وبذلك نرى أن دعاة الجهالة هؤلاء ابعد ما يكونوا عن تقوى الله التى هى من أهم خصائص الدين الإسلامي والشريعة الإسلامية وهى الحق الواجب التطبيق والمشروع الإسلامى الصحيح والفريضة الأجدر والأهم بالمطالبة بتطبيقها .
وعلى الصادقين من المسلمين المنادين في كل الميادين تضمين مطالبهم تطبيق { تقوى الله } سلوكاً وتعليماً ًومنهجاً من حيث أنها أكبر وأجل شرع الله . وهى غاية مراده الله سبحانه من عباده وهى حقيقة الهوية الإسلامية الحقة حث عليها سبحانه وتعالى في كافة الرسالات وجعلها النتيجة المرجوة من جميع المعاملات والتشريعات والعبادات وبذلك تكون حقا ًوصدقا هي الأولى بإعلانها وإعلاءها والعمل على نشرها فبدون تقوى الله لايستقيم إسلام مسلم أو إيمانه أو أقواله أو عمله ولا يحق لأحد أياً كان أن يزايد على الإسلام أو أن يزايد على إسلام أصغر مسلم أو أن يفرض نفسه وصياً أو إماما على المسلمين ويتشدد عليهم في الدين وهو مجرد تماما من تقوى الله وحقيقته الواضحة الظاهرة الدالة عليه أنه خال من تقوى الله . ومشروعه الإسلامى زائف وباطل ومخادع . وأقواله وأفعاله وطموحاته وتطلعاته وأطماعه شاهدة وقاطعة على أنه أبعد ما يكون عن الإسلام وعن تقوى الله , إنما هو انتهازى يتطلع إلى السلطة ليس إلا . فليتق الله أولاً . وقد بات واضحاً تماماً أن الأمة الإسلامية بصفة عامة ومصر بصفة خاصة بصفتها قلب الإسلام النابض يتنازعها نوعان من الإسلام ..
الأول : الإسلام الربانى النقى السمح الذى جاءنا به سيدنا محمد . إسلام التقوى والتسامح ومكارم الاخلاق وجهاد النفس فى الإخلاص والتقرب لله تعالى فى السر والعلن والأقوال والأفعال . الإسلام الذى عرفناه وتعلمناه وآمنا به وتربينا عليه وعشنا حياتنا به وفى رحابه إسلام الروحانية والنورانية إسلام المودة والحب لله وفى الله . إسلام القيم والمبادئ الإنسانية السامية والمثل العليا الطيبة . إسلام الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة واحترام القانون والمواطنة واحتواء الغير والبر بأهل الكتاب كما وصانا المصطفى وحمايتهم والقسط إليهم والإنصاف بين جميع المواطنين دون تميز أو تفرقة بسبب الجنس أو الدين أو الانتماء الطائفى أو الحزبى . إسلام الشرف والإمانة والاستقامة والمروءة إسلام غايته { } ومنهاجه الإقتداء برسول الله وأصحابه الأجلاء وصالح المؤمنين ..
والثانى : تيار إسلام المنافع والأنانية والإنتهازية ( تيار الإسلام السياسى ) هؤلاء المتأسلمون ( اتباع المسيخ الدجال ) الذين أفسدوا على الناس عقائدهم وإسلامهم الفطرى أخذوا من الإسلام أسمه وظاهره دون آدابه وجوهره وأخذوا من العبادات شكلها ومظهرها دون روحها وغاياتها وأخذوا من القرآن ألفاظه دون معانيه وبيانه وروحانيته .. إسلام نفعى انتهازى سلطوى يختلف تماماً عن أصول الإسلام الحنيف الذى جاءنا به نبى الهدى والرحمة ..
هدف هذا الإسلام المبتدع الممسوخ . السلطة والسلطان ومناصب الدولة والحكم ومنهاجه الإنتهازية والغش والتسلط والتطرف والتشدد والتنطع والتآمر والكذب والنفاق واللعان والسباب والتقاتل والصراع على كراسى السلطة ومناصب الحكام . والأسوء من ذلك كله أن أتخذوا الدين الاسلامى ستاراً يبثون من خلاله سمومهم وأباطيلهم وضلالهم وجعلوا أيات الله ودينه وشرائعه وشعاراته وسيلة إلى هذه الأباطيل وتلك السموم لتحقيق أطماعهم الشخصية . وأهدافهم الدنيئة . أذلهم الله فى الدنيا والآخرة أمين .
وإلى هؤلاء الأصدقاء والأخوة أصحاب النوايا الحسنة الذين انخدعوا فى هذه الجماعات وتعاطفوا معها على أساس أنهم تيارات إسلامية صادقة فى أسلامها وتوجهها وقصدها . فإذا ما تبين لكم أيها الأصدقاء والأحباب وكنتم من أهل البصيرة . زيف ماترفع هذه التيارات من شعارات وتعارض تصرفاتها مع ما نهج عليه الإسلام من قيم ومبادئ وأخلاق فأنفضوا أيديكم من هؤلاء الضالين وأنقذوا أنفسكم من هذا الضلال . فإن الطريق إلى جهنم محفوف بالنوايا الحسنة ومن ثم فلا عذر لكم فقد تبين الحق من الباطل والله يهدى السبيل .
اما هؤلاء الذين طمس الله على قلوبهم وعميت بصائرهم فلن يهتدوا إذن أبداً ومصيرهم إلى غضب الله وبئس المصير .
وأسألك يا الله .. أصلح لى دينى الذى هو عصمة أمرئ وأصلح لى دنياى التى فيها معاشى وأصلح لى آخرتى التى إليها معادى واجعل الحياة زيادة لى فى كل خير واجعل الموت راحة لى من كل شر . اللهم . قنا وصرف عنا وعن الأمة الإسلامية شر فتنة المسيخ الدجال .
اللهم إنى أسألك من كل خير سألك منه نبيك وحبيبك سيدنا محمد وأعوذ بك من كل شر استعاذك منه نبيك وحبيبك سيدنا
يا الله . يا الله . يا الله . يا حى يا قيوم . يا من له مقاليد السماوات و الأرض يا ذا لاجلال والإكرام صل وسلم وبارك على سيدنا محمد عبدك ورسولك وصفيك وحبيبك النبى الأمى الطاهر الزكى عدد ما أحاط به علمك وخط به قلمك وأحصاه كتابك وعلى آله وصحبه مثل ذلك .
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
هذا الكتاب من تأليف الاستاذ حلمي زرق محمد الشربيني كما ذكرت سالفا قد يراه البعض علي صواب وقد يراه البعض علي خطأ في التحليل , فلست متخصص لا في الشؤن الدينية ولا القانونية – اى اني قارىء مثلكم لكن ربما نجد من اعضاء في المنتدى منه يمتلك مقومات النقد لما يتمتع به ثقافة عاليه في الدين , وبذلك يؤجر مرتين علي طرح المزيد من الفهم وهي الصدقة الجارية للعلم كما فعل المؤلف . واللهم اشهد باني بلغت الرساله ووفيت بعهدى في نشرة ولستم في حل في ان تنشروه مجمعا بطريقتكم حتي يشملنا جميعا الخير في حياتنا الدنيا والاخرة .
سامي عبد الجيد احمد فرج