كان الاستاذ صبري مبدى ، المحامي الكبير والسياسي اللامع والناصري حتى النخاع، يشغل موقع الامين العام لنقابة المحامين في اوائل دخولنا الى جدول المشتغلين بها منتصف الثمانينات ، وكان بمثابة الاستاذ لنا والأخ الكبير، ومن ممازحاته مع شباب المحامين الناصريين انه لم يكن يقول لواحد منا إلا : اهلا يا باشمهندس ،  رغم انه كان يحرص على ان يقول لغيرنا من شباب المحامين: اهلا يا استاذ ، كان حريصا يرحمه الله على ان يلفت اهتمامنا الى اهمية ان نتعلم المهنة على اصولها ونتمكن منها ونجتهد في تحصيل علمها وفنها ، وكان يتابعنا جميعا ، ويحرص على ان يقرب المجتهدين منا ، وعمل كل الجهد لكي يساعد الكثيرين من شباب المحامين، وله في ذلك افضال لا تنكر على الجميع ... 

تذكرت كل ذلك بمناسبة القصة التي انوي حكايتها لكم اليوم... 

كنا ضمن الوفد المصري المسافر لحضور المؤتمر الشباب العالمي في موسكو عاصمة الاتحاد السوفيتي منتصف الثمانينات انا وصديقي العزيز جمال فهمي الذي كان قد خرج لتوه من الخدمة العسكرية والتحق بنقابة المحامين، وكعادتنا في تأخير كل شيء الى ساعته الاخيرة ، اكتشفنا ان علينا ان نحصل على شهادة من التجنيد تثبت اداء الخدمة العسكرية او الاعفاء منها  ، حتى نتمكن من السفر ، وكان الوقت قد فاتني لكي استخرج شهادة الاعفاء من التجنيد باعتباري وحيد والدي المتوقي، وفات جمال لكي يحصل على شهادة اداء الخدمة العسكرية من منطقة التجنيد التابع لها، وكانت علاقتي بالأستاذ صبري مبدى مميزة ، فقلت لجمال : تاهت ولاقيناها ، نروح لعمك صبري، ونطلب منه ان يعطينا شهادة التجنيد الملحقة بملفك في النقابة، وهو الامين العام و، الامر لن يصعب عليه، وقد كان ، فذهبنا اليه معا، وتكلمت انا طالبا هذا الامر  البسيط في رأينا ، واستمع الينا الاستاذ بكل اهتمام، ثم فوجئنا بالرفض التام، فاقترحت عليه ان نضع البطاقة الشخصية لجمال بدلا من الشهادة ، حتى يضمن ان يرجعها الى مكانها في الملف بعد رجوعه من السفر، فقال الاستاذ يرحمه الله : والله لو وضعتم جمال نفسه مكانها فلن تأخذوها... 

وكان ذلك اول درس عملي لنا من الاستاذ الكبير صبري مبدى يرحمه الله

   الكاتب محمد حماد ...
..
واضيف ان الاستاذ صبري احد فلتات المحاماه على مر تاريخها وانه اثرى المحاماه واعطاها يضاف الى ذلك انه كان قائدا لتورة الطلاب ومظاهراتهم ضد الانجليز بالاسماعيليه وانه فى عهد الثوره  كان احد الاعضاء البارزين فى اللجنه المركزيه للاتحاد الاشتراكى الخلاصه انه كان مدرسة سياسيت ونقابيه وثقلفيه وكان يتسم بالتواضع الجم والادب الفطرى وخلفته من بعده ابنته الاستاذه لمياء مبدى المحاميه الشهيره وعضو المكتب الدائم للمحامين العرب والذى كان رحمه الله احد اقطابه     .