قال عيسى بن محمد الطوماري سمعت أبا عمرو محمد بن يوسف القاضي يقول اعتل أبي علة شهوراً فانتبه ذات ليلة فدعا بي وبأخوتي وقال لنا رأيت في النوم كأن قائلاً يقول كل لا واشرب لا فإنك تبرأ فلم ندر تفسيره. وكان بباب الشام رجل يعرف بأبي علي الخياط حسن المعرفة بعبارة الرؤية فجئنا به فقص عليه المنام فقال ما أعرف تفسيره ولكني أقرأ كل ليلة نصف القرآن فأخلوني الليلة حتى أقرأ رسمي وأتفكر فلما كان من الغد جاءنا فقال مررت على هذه الآية لا شرقية ولا غربية فنظرت إلى لا وهي تردد فيها اسقوه زيتاً وأطعموه زيتاً، ففعلنا وكانت سبب عافيته.

 

 

 

شكا أصحاب هشام إلى أسلم بن الأحنف احتباس أرزاقهم فدخل على هشام فقال يا أمير المؤمنين لو أن منادياً نادى يا مفلس ما بقي أحد من أصحابك إلا التفت فضحك وأمر بصلة أرزاقهم.

 

 

قدم وفد من العراق على سليمان بن عبد الملك فقام رجل منهم فقال يا أمير المؤمنين ما أتيناك رغبة ولا رهبة قال فلم جئتم قال نحن وفد الشكر، أما الرغبة فقد وصلت إلينا في رحالنا وأما الرهبة فقد أمناها بعدلك ولقد حببت إلينا الحياة وهونت علينا الموت فأما تحبيبك إلينا الحياة فلما انتشر من عدلك وأما تهوينك علينا الموت فلما نثق منك فيمن تخلف من أعقابنا عليك، فوصله وأحسن جائزته وجوائز أصحابه.

 

 

أحمد فراج - اسكندرية