البلطجة بالبلطجة
 
لم تكن عملية البلطجة المستندة الي عمل عسكرى سلوك فردى – ولكنه سلوك دول – وقد راينا ذلك علي مدار النصف الاخير من القرن الماضي – وهناك عمليات بلطجة كتب لها النجاح واخرى باءت بالفشل.
ومن اشهرها ما قامت به القوات الخاصه الاسرائيليه بمهاجمة مطار عنتيبي  وقامت بتخليص الرهائن ,  واكثرها سقوطا وفشلا ذريعا العملية التي قام بها اللواء نبيل شكرى قائد القوات الخاصه المصرية علي مطار لارنكا عقب مقتل  وزير الثقافه المصرى علي ايدى فلسطنين بقبرص. ثم الفشل الاكبر لما سمي بعملية عاصفة الصحراء والتي اصابت القوات الامريكيه في مقتل واساءت  اليها عقب فشلها في تحرير الرهائن المحتجزين بالسفاره الامريكية بطهران .
تلك كانت بلطجة  دول ذات قدرة عسكرية .  وغطاء دولي . سواء كان هناك  نوعا من التواصل بين تلك الدول ادى الي نجاح العمليات _ ام تواطيء من دول اخرى ادى الي فشل تلك العمليات .
وربما نرى حالات البلطجة التي تمارس من قبل بعض الحكومات علي مواطنيها _ او بين المواطنين انفسهم -  فهي ثقافة غريبة بعض الشيء  ظهرت علي السطح في القرن الواحد والعشرين ,  وربما كانت موجودة منذ زمن  الاف السنين – وكانت تتركز في وجود قطاع للطرق علي طريق القوافل – او اغارة بعض القبائل علي بعضها البعض  في البحث عن مصادر للكلاء والماء.
لكن ان يصبح محاربة البلطجة خارج الحدود ببلطجة  بمبادرة فردية   هنا مكن الخطر.
ربما في حاله انفعاليه سوف تستمر لفترة زمنية محدودة  العملية التي قام بها صاحب سفينة الصيد المختطفة علي حسين  وتحرير  العاملين معه  من ايدى القر اصنه الصومالين . مصدر فخر واعتزاز للكرامه المصرية التي قام بها مواطن عادى , في حالة غياب وزارة الخارجيه تماما . وكأن المواطن المصرى اصبح سلعه يتم التفاوض من اجلها بين الجميع , لمن يتمكن من تحقيق اكبر قدر من الاستفادة الماليه .
لكن يبقي سؤال يطرح نفسه وبقوة بعد هدوء عاصفة الفرحه . هل كان هذا التصرف صحيحا مائه بالمائه ؟؟؟؟؟ ام ان هناك بعض الاخطار سوف تعقب   عملية التحرير تلك؟
هل  القراصنه الصوماليين سوف يستوعبون الدرس جيدا بعدم المساس باى مركب او سفينة مصرية ؟؟؟؟  ام سوف  يكون لهم موقف مغاير ومعاكس لما نرجوة ؟  فيصبح الاسطول المصرى في هذه المنطقة معرض لعمليات التخريب واعمال  القرصنه. ؟  هل سوف ينجوا اى اسير مصرى يقع في يد القراصنه الصوماليين  من القتل ؟
 لم نسمع بان لاسرائيل اى سفنية تم القرصنه عليها؟  وهذا مثير للشك – فهل يتحرك القراصنه الصوماليين بتعليمات من الموساد , وما يتحصلون عليه من معدات وزوارق حديثه ومعدات ردارية للتشويش هي المقابل ؟ 
ان الجريمة المنظمة والتي تعمل تحت ستار شركات متعددة الجنسيات لن تصمت علي ماقام به بعض الافراد المصريين ؟  بل ربما ايضا نسمع عن قيام النظام المصرى باحالة صاحب المركب الي المحاكمه العسكرية  حتي تتقي المستجدات التي قد تحدث للاسطول المصرى التجارى . اصبحت الحرب التي سوف تدور في القرن الافريقي الان هي معركة اثبات وجود واستعراض للقوة , وسوف يكون هناك خسائر في الارواح والمعدات . فعلي الراى العام المصرى ان يكون جاهزا نفسيا لتقبل اى حدث مستقبلي .
صعب جدا في بعض الاحيان ان  تواجه البلطجة بالبلطجة ,  لانه في النهاية لكلا حساباته , فمن المؤكد هناك من يحصبها صح وهناك من تخطيء حساباته فتكون العاقبه وخيمة علي المدى البعيد.
 
 

سامي عبد الجيد احمد فرج