اسم المستخدم: كلمة المرور: نسيت كلمة المرور



 

     
 
 
أحمد زكي
التاريخ
6/4/2002 8:26:00 PM
  أساليب اليهود في تحقيق أهدافهم      

(محاضرة مهمة للكاتب: ابراهيم، يتعين على كل عربي ومسلم قراءتها لفهم عدونا)

،،،،،،،،،،،،،،

أساليب اليهود في تحقيق أهدافهم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:

فلا يخفى على أحد مقدار الأهمية المعطاة لليهود في عصرنا الحاضر لأسباب عدة. فمن أهم هذه الأسباب:

§ احتلال اليهود لفلسطين.
§ حصولهم على التأييد العالمي شبه المطلق لقضيتهم التي نؤمن بكونها غير عادلة ولا تستند على أصل شرعي أو قانوني أو تاريخي.
§ إحجام غالبية الناس عن مجابهة اليهود حتى وإن كان الحق في جانب هؤلاء الناس، وذلك خوفا على أنفسهم أو مناصبهم أو مكانتهم العلمية.
§ التقدم العلمي والتقني والعسكري لدى الدولة العبرية مقارنة بالدول العربية والإسلامية.
§ عملية السلام وما يبنى على ذلك من التطبيع.

من الملاحظ دائما أن وسائل الإعلام العالمية تهتم بأخبار اليهود بشكل واضح ومبالغ فيه أحيانا. كما أن العديد من رؤساء الدول الكبرى والساسة البارزين فيها يقحمون الموضوع اليهودي مهما صغر حجمه وحقر شأنه في أي نقاش يدور بينهم وبين مسئولين من دول أخرى متهمة بعدم الرضوخ لليهود في كل صغيرة وكبيرة. فنجد أن الرئيس الأمريكي يفتتح كنيسا يهوديا في العاصمة الصينية إبان زيارته لها في عام 1998 رغما عن عدم وجود يهود صينيين. ونجد أن مجرد اتهام اليهود للسكرتير السابق للأمم المتحدة كورت فالدهايم -والذي كان وقت الاتهام المذكور رئيسا لجمهورية النمسا- بمشاركته للنازية في اضطهاد اليهود، قد نتج عنه حرمانه من الحصول على تأشيرات دخول للعديد من الدول على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، رغما عن أن اليهود لم يستطيعوا تقديم أي دليل إثبات لهذه التهمة. وكذلك نجد أن موضوع هجرة اليهود المقيمين في دول عدة، مثل اليمن وسوريا وروسيا وكوبا وغيرها، موضوع رئيس على جدول أعمال أية مفاوضات تكون الولايات المتحدة شريكة فيها.

ومن المؤلم أن نلاحظ أيضا أن قيمة الإنسان اليهودي غالية في نظر اليهود والعالم أجمع، في حين أن قيمة المسلم والعربي رخيصة في نظر دول العالم أجمع، بما فيها دولهم. فنجد أن ملك الأردن السابق، الملك حسين، قد عزى بنفسه أهالي المجندات الإسرائيليات اللواتي قتلن على يد الجندي الأردني في الناقورة، في حين أنه لم تطرف عين لضحايا مذبحة قانا. رحم الله المتنبي الذي قال:

لا افتخار إلا لمن لا يضام مدرك أو محــارب لا ينام
ذل من يغبط الذليل بعيش رب عيش أخف منه الحمام
من يهن يسهل الهوان عليه مـــا لجرح بميت إيلام

السؤال المطروح إذا: ما الذي جعل اليهود (المكروهين من شعوب الأرض قاطبة، الموصومين بالبخل والشره والقذارة والحقد من قبل الشرق والغرب، المطرودين من كل مكان حلوا به عدا دولة الإسلام) يحوزون قصب السبق في السيطرة على العالم ويخضع لهم القاصي والداني ويخشاهم الإنسان العادي قبل السياسي؟ جواب هذا السؤال ليس هينا، ولكن لعل المادة الملخصة فيما يلي تعطي مقدمة لمن أراد الاستزادة.

أولا: إحصاءات عامة

يبلغ عدد اليهود في العالم، حسب إحصائيات الأمم المتحدة للعام 1998، 14,111,000 نسمة (أي ما نسبته 0.2 % فقط من سكان العالم و تصل نسبة المسلمين إلى 19%)، موزعين على 138 دولة (مرجع رقم 6 لعام 1999). وتوزيعهم على قارات العالم كما يلي:

§ 230,000 في أفريقيا
§ 4,139,000 في آسيا
§ 2,530,000 في أوروبا
§ 1,121,000 في أمريكا اللاتينية
§ 5,996,000 في أمريكا الشمالية
§ 95,000 في أوقيانوسيا (التي تشمل أستراليا ونيوزيلندا والجزر المحيطة بها)

ويصنف اليهود بعدة طرق منها عرقي ومنها مذهبي، ولعل أهم التصانيف هي العرقية لأنها توضح أصول اليهود والمناطق الجغرافية التي جاءوا منها. وأهم مجموعة سكانية يهودية هي التي تسمى بالأشكناز (وهم اليهود الأوربيون) ويبلغ تعدادهم قرابة 11,000,000 (مرجع رقم 6 لعام 1996) والباقون موزعون على يهود السفارديم (وهم يهود الشرق الأوسط) ويهود الفلاشا في الحبشة وغيرهم.

وتذكر الموسوعة البريطانية أن أصل الأشكناز من ألمانيا وبولندا وأصل السفارديم من إسبانيا والبرتغال. والثابت تاريخيا أن الأشكناز هم من الخزر الذين تهودوا ولا يتصل نسبهم بإبراهيم الخليل عليه السلام (أنظر المراجع رقم 1 و 4)، ويحاول اليهود جاهدين التعمية على هذه الحقيقة بشتى الطرق، لأن معنى هذا أن معظم يهود اليوم ليسوا من نسل إبراهيم عليه السلام ولذلك لا تنطبق عليهم وعد التوراة بأن الأرض المقدسة هي لنسل إبراهيم عليه السلام. والنص الذي يعتمد عليه اليهود في ذلك هو: (وأقيم عهدي بيني وبينك وبين نسلك من بعدك في أجيالهم عهدا أبديا لأكون إلها لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك، كل أرض كنعان ملكا أبديا وأكون إلهك) سفر التكوين، الإصحاح السابع عشر (تكوين 17:7-8). ونظرا لأن إسماعيل إبراهيم عليه السلام هو الإبن الأكبر فإنه، وطبقا لشريعة اليهود، هو الوارث لأرض كنعان ولا يهم في شريعتهم ما إذا كان الإبن الأكبر ابن حرة أو ابن أمة (مرجع رقم 8).

ثانيا: معلومات عن الدولة العبرية

يبلغ عدد السكان في الدولة العبرية 5,749,760 نسمة (مرجع رقم 5 لعام 1999) من بينهم 4,605,558 يهودي (مرجع رقم 5 لعام 1996). وينقسم اليهود إلى قسمين: اليهود الذين هاجروا إلى فلسطين واليهود الذين ولدوا فيها. ويبلغ عدد اليهود الذين هاجروا إلى فلسطين 2,340,152 نسمة منهم 1,845,673 هاجروا من أمريكا وأوروبا و839,465 هاجروا من أفريقيا و724,470 هاجروا من آسيا (مرجع رقم 5 لعام 1996).

ويعيش في الضفة الغربية 166,000 يهودي في 216 مستوطنة، وفي مرتفعات الجولان 19,000 يهودي في 42 مستوطنة، وفي قطاع غزة 6,000 يهودي في 24 مستوطنة، وفي القدس الشرقية 176,000 يهودي في 29 مستوطنة (مرجع رقم 5 لعام 1998).

ويبلغ عدد المسلمين (ومعظمهم من السنة) من سكان فلسطين المحتلة (غير الضفة الغربية وقطاع غزة) 839,465 نسمة، و يبلغ عدد المسيحيين العرب 120,745 نسمة (مرجع رقم 5 لعام 1996).

ثالثا: تأسيس الدولة العبرية

نستطيع تسجيل مراحل تأسيس الدولة العبرية من خلال المعالم التاريخية الرئيسة التالية (مرجع رقم 6 لعام 1999):
§ نظم اليهودي المجري ثيودور هرتزل (1860-1904) المؤتمر الصهيوني العالمي الشهير في بال بسويسرا عام 1897 والذي نتج عنه تأسيس المنظمة الصهيونية العالمية وترسيخ فكرة الوطن القومي اليهودي في فلسطين، وأنشأ أيضا الصندوق الوطني اليهودي عام 1901 لشراء الأراضي في فلسطين.
§ وعد بلفور عام 1917 بإنشاء مسكن وطني يهودي في فلسطين على أن لا يلحق ضررا بالحقوق العربية.
§ توقيع اتفاق تعاون بين الأمير فيصل (ملك العراق لاحقا) وبين اليهودي الروسي حاييم وايزمن (1874-1952) (والذي أصبح أول رئيس للدولة العبرية بعد إعلانها) في فرساي بفرنسا عام 1919.
§ إعطاء بريطانيا السيطرة على فلسطين من خلال الانتداب الذي وافقت عليه الدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى وذلك في عام 1920.
§ في الاجتماع الثلاثي في يالطة بين ستالين وروزفلت وتشرتشل عقب هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، تحول الوعد من مشروع مسكن وطني يهودي بناء على طلب ستالين إلى مشروع إقامة دولة يهودية يتعهد الإتحاد السوفييتي بحمايتها (مرجع رقم 9).
§ تصويت اللجنة السياسية في الأمم المتحدة لصالح قرار تقسيم فلسطين بين اليهود والعرب بواقع خمسة وعشرين صوتا مع قرار التقسيم وأربعة وعشرين صوتا ضد قرار التقسيم. ونظرا لأن التصويت النهائي من قبل الجمعية العمومية للأمم المتحدة يجب أن يتجاوز ثلثي عدد الأصوات لإقرار مشروع التقسيم، فقد مارست الولايات المتحدة، بإشراف مباشر من الرئيس ترومان، ضغوطا سياسية واقتصادية هائلة للحصول على ثلاثة وثلاثين صوتا مؤيدا لمشروع التقسيم في حين أن القرار عارضته ثلاثة عشر دولة وامتنعت عشر دول عن التصويت وتغيبت دولة واحدة. ونتج عن الضغوط الأمريكية أن ثماني دول غيرت موقفها من التقسيم، فبعد أن صوتت ضده في اللجنة السياسية عادت وصوتت معه في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، ومن هذه الدول الفلبين وليبيريا وهاييتي وهندوراس (مرجع رقم 9).
§ تقسيم فلسطين وإعلان الدولة اليهودية واعتراف معظم دول العالم الصناعي بها.
§ حرب عام 1948.
§ حصول الدولة العبرية على 100,000,000 دولار من الولايات المتحدة الأمريكية في 14/5/1948 عن طريق الرئيس الأمريكي هاري ترومان، إضافة إلى عدد وعتاد عسكرية لترجيح كفة اليهود العسكرية.

وقد سبق كل هذا وعاصره هجرة اليهود إلى فلسطين وإنشاء الجامعة العبرية في القدس وإنشاء المستوطنات وغيرها من البنى التحتية المهمة لوجود اليهود في فلسطين وذلك بتمويل مباشر من أغنياء اليهود في أوروبا مثل روتشيلد ومونتيفيوري (مرجع رقم 6 لعام 1999).

رابعا: ما هو سبب تفوق اليهود؟

إجابة هذا السؤال ليست يسيرة، كما ذكرت آنفا. ولكني سوف ألخص ما أعتقده مهما لهذا الموضوع في النقاط التالية ثم أشرحه وأعطي الأمثلة عليها:

- وضوح الهدف وعدم الاختلاف عليه مهما كانت الدوافع والنزعات الشخصية، وجعل الفكرة قبل الرجال.
- فهم طبيعة المجتمع الذي يعيش فيه اليهود.
- الإصرار والمطالبة دون كلل أو ملل.
- حسن التعامل مع الإعلام.
- التضامن.
- تسجيل كل واقعة تسيء لليهود للاستفادة منها مستقبلا، ولا يتم هذا بالضرورة من قبل هيئات رسمية.
- اللجوء إلى القضاء.
- توجيه النابهين من اليهود إلى التخصصات التي تعود على اليهود بفائدة.
- الفن والموسيقى والجنس والمال.
- الغش والخداع والتهويل والإبهام وتعمية الحقيقة.
- التصفية السياسية والجسدية.
- تمكين اليهود من مناصب حساسة في بلاد المسلمين وغير المسلمين.
- الخيانة.

وسوف نشرح كل نقطة بطرح أمثلة عليها:

أ- وضوح الهدف وعدم الاختلاف عليه مهما كانت الدوافع والنزعات الشخصية، وجعل الفكرة قبل الرجال.

الهدف هو إنشاء الدولة اليهودية. وأصبح الهدف بعد إنشائها هو المحافظة عليها وتوسيعها. ومن الملاحظ أن اليهود متفقون على هذا الهدف ولا يحيدون عنه أنملة، ولا يدعون فرصة لخلافاتهم الشخصية أو العرقية أو المذهبية للوقوف حجر عثرة أمام تحقيق هذا الهدف.

المثال الأول: اختلف حاييم وايزمن مع ثيودور هرتزل في طريقة وسرعة العمل على إنشاء الدولة العبرية، لكنهما اتفقا على الهدف المشترك (مرجع رقم 6 لعام 1999). كما هاجم شباب اليهود حاييم وايزمن واتهموه بالبطء والتخاذل في مساعيه لإنشاء الدولة، لكنهم لم يتهموه في إخلاصه للهدف (مرجع رقم 6 لعام 1999).

المثال الثاني: تؤمن طائفة من اليهود الأورثوذوكس (مرجع رقم 1) بعدم شرعية قيام دولة يهودية في فلسطين قبل عودة المسيح (ويقصد به مسيحهم هنا). ورغما عن ذلك فإن عددا كبيرا من أفراد هذه الطائفة تقيم في فلسطين المحتلة ولا تسعى بأي شكل من الأشكال إلى إنهاء وجود الدولة اليهودية.

المثال الثالث: كان ألبرت أينشتاين (عالم الفيزياء الشهير الحاصل على جائزة نوبل وصاحب النظرية النسبية) أحد أهم الداعمين لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين (مرجع رقم 7)، لكنه لم يرض عن ممارسات الدولة العبرية بعد إنشائها واعتذر عن قبول أي من كراسي الفيزياء في جامعاتها المختلفة. ولكنه لم يطالب أبدا بإنهاء الدولة العبرية، بل حتى وضع حدود لها.

المثال الرابع: يعتبر نعوم تشومسكي (أستاذ اللغات المعروف في معهد ماساتشوستس للتقنية في بوسطن) واسرائيل شاهاك أستاذ الكيمياء السابق في الجامعة العبرية بالقدس من أهم اليهود المعارضين للدولة العبرية، خاصة فيما يتعلق بسياستها مع الفلسطينيين. لكن مسألة وجود الدولة اليهودية بالنسبة لهما غير قابلة للنقاش.

نخلص إذا إلى النتيجة أن اليهود متفقون على هدف سام بالنسبة لهم، والذي كان إنشاء وطن قومي لهم في فلسطين ثم أصبح المحافظة عليه وتوسيعه، ولا يختلفون عليه أبدا. وينحصر الخلاف بينهم في مسائل شكلية، وأحيانا مهمة، ولكنها لا تمس الهدف الأصلي.

ب- فهم طبيعة المجتمع الذي يعيش فيه اليهود.

لولا هذا لما استطاع اليهود البقاء. فإذا كان المجتمع فاسدا أصبحوا رؤوس الفساد (ومثال ذلك عملهم كوكلاء لأصحاب الأرض الأغنياء في أوروبا على اضطهاد الفلاحين في القرون الثلاثة الماضية ومساعدتهم للأنظمة العنصرية والمجرمة في أفريقيا وأمريكا اللاتينية (مرجع رقم 10)، وإن اعتمد تحقيق النصر على الإعلام فهم متميزون فيه، وإذا كان القضاء نزيها ومستقلا (إلى حد ما) فإنهم يلجئون للقضاء، وإن لم ينفعهم القضاء لجئوا لتغيير الدستور. وتفصيل هذه النقطة في الفقرات التالية.

ت - الإصرار والمطالبة دون كلل أو ملل.

نلاحظ أنه إذا كان لليهود مطلب، حتى ولو كان غير عادل، فإنهم لا يتوقفون أبدا عن المطالبة به.

المثال الأول: افتضح أمر الجاسوس اللأمريكي اليهودي جوناثان بولارد، الذي كان يعمل في البحرية الأمريكية، وحوكم وأدين وسجن بتهمة التجسس لمصلحة الدولة العبرية. وقد شاركته زوجته في نقل الأسرار، التي يعتبرها الخبراء العسكريون الأمريكيون من أخطر ما سرب عبر جاسوس، وعلى هذا فقد حوكمت ولكنها تلقت حكما أخف.

ومنذ ذلك الحين ولم تفتر محاولات اليهود، سواء كانوا ساسة أو رجال دين أو غيرهم، لإطلاق سراح الجاسوس اليهودي المذكور وذلك بمطالبة رئيس الولايات المتحدة بإصدار عفو عنه. وهذه نقطة مهمة لأنه إن تلقى عفوا رئاسيا فإن سجله الإجرامي سيمحى وسيصبح في إمكانه الهجرة إلى فلسطين المحتلة. وإن أطلق سراحه نتيجة لحسن سلوك أو بإعادة محاكمته والاكتفاء بمدة محكوميته الحالية فإنه لن يسمح له بمغادرة الولايات المتحدة، ولذلك فإن الجاسوس المذكور يرفض باستمرار عرض قضيته على محكمة التمييز.

المثال الثاني: إنشاء دولة فلسطين بعد خمسين عاما من عقد المؤتمر الصهيوني العالمي في بازل بسويسرا عام 1897. لم تفتر عزائم اليهود عن العمل لتحقيق هدفهم إطلاقا، وقد عملوا على ذلك على جميع الأصعدة العالمية والمحلية في فلسطين.

المثال الثالث: جهد اليهود الذي لا يكل ولا يمل في متابعة وتصيد كل من كانت له صلة بألمانيا النازية (وأحيانا يقرر اليهود أن لأحدهم صلة دون أن يكون لهم دليل على ذلك، ويكتفي الرأي العالمي بالمصادقة على وجهة النظر اليهودية دون تمحيص). وليس أشهر من تعقب اليهود لإيخمان في الأرجنتين وخطفه ثم محاكمته وإعدامه.

المثال الرابع: قام كل من روجيه جارودي والأب بيير الفرنسيان بنشر إعلان، عبر صفحة كاملة، في جريدة Le Monde الفرنسية لإدانة الاجتياح اليهودي للبنان عام 1982. واضطروا لهذه الطريقة لأن كل الجرائد رفضت نشر مقالاتهم التي تدين الاجتياح المذكور، رغما عن أن الأول هو أشهر مثقف فرنسي معاصر والثاني هو أهم رجل دين فرنسي معاصر. ورفع اليهود عليهما دعوة في المحاكم الفرنسية واتهموهم بالتشهير والإساءة. ولكن المحكمة لم تنصر اليهود. ثم نشر جارودي كتابا عن قضية إسرائيل عام 1983 وآخر عن فلسطين عام 1986. فسعى اليهود عبر الجهاز التشريعي الفرنسي لتعديل الدستور وجعل التهجم على اليهود أو التشكيك في أمور متعلقة بهم، وخاصة فيما يتعلق بالإبادة الجماعية التي تعرض لها بعضهم على يد ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية، أمرا غير شرعي ومخالفا لنص الدستور. وبالفعل نجحوا في ذلك فصدر في 13/7/1990 قانون جيسو-فابيو الذي جعل من التشكيك في صحة المعلومات التاريخية اليهودية، التي يقرها اليهود، جريمة يعاقب عليها القانون. وبناء على هذا القانون حوكم جارودي وصدر الحكم عليه بالغرامة لإصداره كتاب الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية (مرجع رقم 2).

المثال الخامس: مطالبة الزعماء اليهود ومنهم ايهود باراك وشمعون بيريز (وغيرهم كثير من الساسة ورجال الدين ونجوم المجتمع) كتابيا وهاتفيا للرئيس كلينتون بالعفو عن مارك ريتش. ومارك ريتش يهودي أمريكي من أصل بلجيكي، وقد حوكم في نيويورك قبل سبع عشرة سنة بتهم الفساد والرشوة وتهريب أموال بطريقة غير قانونية والتهرب من دفع الضرائب. وأدانته المحكمة وحكم عليه بغرامة مقدارها خمسين مليون دولار، ولكنه هرب إلى سويسرا ثم حصل على الجنسية الاسرائيلية. ومن خدماته للدولة اليهودية تقديمه مساعدات لتهريب يهود الفلاشا وتبرعه بمائة مليون دولار للدولة اليهودية وبملايين الدولارات للسياسيين اليهود. وقد استجاب كلينتون أخيرا للمطالبات اليهودية وعفا عن مارك ريتش قبل ساعتين فقط من نهاية فترة حكمه (مجلة المجلة، العدد 1022، 25-31/3/2001).

ث- حسن التعامل مع الإعلام.

الإعلام في العالم عامة، وفي العالم الغربي خاصة، أهم من الحقيقة. وقد وعى ذلك اليهود جيدا، فلذلك تجدهم قد شحذوا أقلامهم للرد فورا على أي انتقاد يوجه لهم. ويهاجمون دون هوادة المصادر الإعلامية التي تجرؤ على مخالفة المنهج المقبول بالنسبة لهم، حتى ترضخ.

المثال الأول: عندما تتحدث وسائل الإعلام العالمية الآن عن مقتل محمد الدرة فإنها تقتصر على أنه قتل أثناء تبادل لإطلاق النار بين اليهود والفلسطينيين، وسبب ذلك أن اليهود قاموا بإجراء دراسة مفصلة عن الموضوع خلصت إلى نتيجة (معروفة مسبقا) وهي أن محمد الدرة لم يقتل برصاص يهودي. النتيجة كانت أن الإعلام العالمي، رغما عن أنه لم يتبن الموقف اليهودي، أصبح محايدا في الحديث عن قصة مصرع محمد الدرة. ومن أهم أسباب ذلك أن اليهود دأبوا على تكرار أن القيادة الفلسطينية تدفع بالأطفال إلى الصف الأمامي كدروع بشرية، فصدقهم العالم. وكان أن صرحت ملكة السويد أن المجرم الحقيقي في قتل الدرة وغيره من الأطفال الفلسطينيين هم الفلسطينيون أنفسهم.

المثال الثاني: سرعة التجاوب مع ما ينشر أو يذاع أو يبث. عرضت محطة WGN التي تصدر عن مدينة شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية فيلما عن الانتفاضة في فلسطين المحتلة من وجهة نظر فلسطينية في أواخر عام 1989 وشوهد هذا الفيلم في جميع أنحاء أمريكا. وقد حاول اليهود بشتى الطرق منع الفلم من العرض، ولكن اضطرت المحطة لعرضه تحت طائلة المقاضاة من منتجة الفيلم. ولم يعرض الفيلم إلا بعد موافقة المحطة على بث نقاش مباشر عن الفيلم قبل العرض وبعده من قبل الطرفين اليهودي والفلسطيني، مع أن الإعلام الأمريكي يعرض وجهة النظر اليهودية كل يوم دون استشارة الرأي الفلسطيني.

اتصلت ليلتها مشاهدة أمريكية، تعمل في منظمة تنصيرية في الضفة الغربية، لشكر المحطة على عرض الفيلم. وكانت مفاجأتها الشديدة أنها كانت هي الوحيدة التي اتصلت حتى تلك الساعة للشكر في حين أنه زاد عدد الذين اتصلوا محتجين على عرض الفيلم عن ألفين.

المثال الثالث: كانت هناك أنشطة كثيرة في الجامعة التي درست فيها للمنظمات الطلابية. كان أحسنها تنظيما وأجملها عرضا وأدومها هو ما يقدمه اليهود، رغما عن تفاهة المادة العلمية المقدمة.

المثال الرابع: من الخطأ أن نعتقد أن اليهود يملكون وسائل الإعلام العالمية. فهم لا يملكون CNN ولا Reuters ولا Associated Press ولا NBC، على سبيل المثال. ولكن المتابعة الدائمة وعدم السكوت عن المقالة المكتوبة أو المسموعة أو المرئية والاحتجاج عليها بكل الطرق، بالإضافة لتأثير المال ومشاركة اليهود في عمل وسائل الإعلام هذه (كغيرهم)، هو الذي جعل وسائل الإعلام هذه تحجم عن الإساءة لهم.

ج- التضامن.

التضامن مفهوم سهل يعرفه الجميع وينادي به جميع القادة، ولكن من يطبقه حقا قليل. وأهم خصائص التضامن، في نظري، هي العمل على إنجاح الفكرة قبل الشخص، حتى ولو كان ذلك على حساب النجاح الشخصي.

المثال الأول: يذكر الدكتور غازي القصيبي في كتابه "حياة في الإدارة" أن اليهود في الولايات المتحدة كانوا يسعون لنجاح أي كتاب ينشره أحدهم ويعتبرونهم ذا أهمية لقضيتهم. وطريقتهم في ذلك كما يلي: إذا نشر أحد اليهود كتابا، أيا كان محتواه طالما أنه مهم للهدف الرئيس، فإن اليهود -كل في مدينته أو قريته- يتوجهون إلى المكتبات الموجودة في البلد أو القرية ويطلبون الحصول على نسخة من هذا الكتاب، الذي لن يكلف أيا منهم سوى بضعة دولارات. وغالبا لن يكون هذا الكتاب موجودا مما يؤدي إلى أن يطلبه صاحب المكتبة من الناشر. وفجأة تصل إلى ناشر الكتاب طلبات من آلاف المكتبات في جميع أنحاء الولايات المتحدة لهذا الكتاب بالذات، فيعمد الناشر إلى طبع آلاف النسخ. ثم يؤدي هذا الطلب المتزايد إلى اهتمام الجرائد ووسائل الإعلام به مما يجعله أحد أكثر الكتب طلبا ويقرؤه الجميع. ومن الضروري أن نشير إلى أن غالبية القراء في المجتمع الأمريكي يتأثرون بما تعلنه الجرائد، خاصة New York Times، من شهرة الكتاب، وفي أكثر الأحيان يقصرون قراءتهم على هذه الكتب.

المثال الثاني: إذا احتاجت إحدى القضايا السياسية التي تهم اليهود في أمريكا، مثلا، أن تدعم شعبيا فإن منظمة American Israel Public Affairs Committee (AIPAC)، أو غيرها من المنظمات اليهودية، تقوم بتنسيق الجهد الشعبي لذلك. ويتركز الجهد على إيصال رسالة موحدة من جميع اليهود تقريبا وممن يساندهم إلى أعضاء الكونجرس أو الرئيس الأمريكي بغرض إقناعهم بمطلب ما أو لصرف نظرهم عن قضية معينة. وهذا التنسيق هدفه التأكد من أنه لا يمر أمر صغير أو كبير إلا وقد وصل صوت اليهود الجماعي لمن يهمه الأمر، رغما عن أن الكثير -إن لم يكن معظم- اليهود يقومون بهذا الأمر طواعية.

المثال الثالث: يساعد اليهود بعضهم البعض في السيطرة على الأماكن المهمة مثل أقسام العلوم السياسية في الجامعات، أو في الإنتاج التلفزيوني والسينمائي. ولا يعني هذا أنهم يجلبون أقرانهم ويفضلونهم على من هم أكثر تفوقا من أديان أخرى، ولكنهم يسهلون لأبناء ملتهم، إذا أثبتوا جدارتهم، الالتحاق بالأماكن ذات التأثير على المجتمع والرأي العام.

المثال الرابع: لا تسلم الدولة اليهودية أي يهودي لجأ إليها حتى ولو كان مطلوبا لجريمة قتل في الولايات المتحدة الأمريكية.

ح- تسجيل كل واقعة تسيء لليهود للاستفادة منها مستقبلا، ولا يتم هذا بالضرورة من قبل هيئات رسمية.

المثال الأول: رشح بات بيوكانن نفسه في الانتخابات المبدئية للحزب الجمهوري الأمريكي لانتخاب الرئيس الأمريكي عام 1996 وكان عمره وقتها فوق الستين (فيما أذكر). ونظرا لأن وجهات نظره لا تؤيد اليهود تأييدا كاملا، فقد واجهه اليهود بصورة له ومقال نشرا له عندما كان مجندا في البحرية له من العمر عشرون عاما تقريبا. وكانت تصريحات بيوكانن في ذلك المقال غير مهذبة تجاه اليهود مما أساء لحظوظه في الانتخابات التي خسرها آخر الأمر. الأمر المهم أن هذه المعلومة عثر عليها عند الحاجة لها، وفي مصدر غير مهم (لم تكن منشورة في جريدة رئيسة). وهذا يدل على أن اليهود بشكل عام يسجلون بدقة المعلومات التي قد تهم هدفهم في المستقبل، بشكل فردي وجماعي. كما يذكر المراقبين اتهامهم لهيلاري كلينتون بإساءتها إلى أحد اليهود عندما كان زوجها حاكما لولاية أركنسا.

المثال الثاني: يسعى اليهود الآن لتوثيق ممتلكاتهم السابقة وأنشطتهم الاقتصادية السابقة في البلدان العربية التي هاجروا إليها بكل دقة (وربما مبالغة). والهدف من هذا مطالبة الدول العربية التي هاجر منها اليهود، مثل اليمن والعراق والمغرب، بتعويض اليهود المهاجرين عن فقد ممتلكاتهم وأنشطتهم الاقتصادية إبان هجرتهم إلى فلسطين عندما يتم توقيع اتفاقيات سلام مع الدولة العبرية. ومن الضروري معرفة أن هجرة اليهود من الدول العربية والإسلامية بدأت، بشكل جدي، مع بداية هذا القرن (مرجع رقم 6 لعام 1999) مما يعني استرجاع معلومات قارب عمرها المائة عام.

المثال الثالث: بعدما تقاضى اليهود مبالغ طائلة، تزيد على آلاف المليارات، من الحكومة الألمانية وغيرها كتعويضات عن المذابح (المبالغ فيها جدا) التي ارتكبت بحقهم في الحرب العالمية الثانية، بدؤوا الآن يطالبون ألمانيا والنمسا وسويسرا وغيرها من الدول، باستخدام القضاء الأمريكي، بإرجاع الأموال اليهودية التي تركها اليهود المشردين والمقتولين. كما أنهم يطالبون، عن طريق القضاء الأمريكي أيضا، بتعويضات عن الأعمال التي كانوا يقومون بها في معسكرات الاعتقال. والملاحظ هنا أن المطالبة، بما يفترض أن يكون إرثا ماليا لليهود خلفه المقتولون منهم في البنوك أو بأجور العمالة في معسكرات الاعتقال، لم تبدأ إلا بعد مضي سنين طويلة من التعويضات التي دفعت لليهود دون الاعتماد على أساس قانوني لها.

خ- اللجوء إلى القضاء.

يلجأ اليهود للقضاء عندما يمكنهم القضاء من الحصول على ما يريدون، كما أنهم يلجئون إليه أحيانا رغم معرفتهم المسبقة بإمكانية هزيمتهم. فهم في الحالة الأولى وصلوا لما يريدون بطريقة شرعية قانونية (حسب التشريع في البلد الذي تقام فيه الدعوة، وغالبا ما تكون الولايات المتحدة)، وفي الحالة الثانية إما مهدوا لغرض آخر أو أعيوا خصومهم حتى يفضلوا عدم التعرض لهم مرة أخرى.

المثال الأول: ذكرنا هذا المثال في حالة المفكر الفرنسي روجيه جارودي وكيف أن اليهود قاضوه مرتين، ففشلوا في الأولى ثم نجحوا في الثانية بعد تعديل الدستور الفرنسي.

المثال الثاني: ذكرنا هذا المثال في حالة التعويضات التي يطالب بها اليهود، عن طريق القضاء الأمريكي، سويسرا لرد الأرصدة المالية -مع فوائدها طبعا- إلى أسر اليهود الذين قتلوا في الحرب العالمية الثانية وكانت لهم أرصدة في البنوك السويسرية.

د- توجيه النابهين من اليهود إلى التخصصات التي تعود على اليهود بفائدة.

لعل هذه النقطة من الأمور المهمة جدا لليهود. فنجد أن أحد أسباب دعم بريطانيا لجهود حاييم وايزمن (الرئيس الأول للدولة العبرية) في إنشاء وطن قومي هو اختراعه لمادة كيميائية ساعدت البريطانيين في حربهم ضد الألمان في الحرب العالمية الثانية (مرجع 6 لعام 1999).

المثال الأول: بعدما نشر ألبرت أينشتاين نظريتي النسبية الخاصة والعامة، أصبح واضحا للعيان أن العصر النووي أصبح وشيك الولادة. وأهم تخصص للعمل على تطوير العلوم النووية، التي نتج عنها القنبلة النووية، هو الفيزياء النظرية. فنجد أن الجيل الذي تلا جيل أينشتاين من الفيزيائيين النظريين كثر فيه اليهود بشكل ملفت للنظر. فمنهم على سبيل المثال أندريه زاخاروف الروسي وإنريكو فرمي الإيطالي وريتشارد فاينمان الأمريكي، وكل هؤلاء الفيزيائيون اليهود أسهموا مباشرة في تطوير الأسلحة النووية (الأول يسمى أب القنبلة الهيدروجينية الروسي ويرجع الفضل للثاني والثالث بشكل مباشر في تطوير القنبلة النووية الأمريكية).

المثال الثاني: إذا نظرنا إلى الجامعات الأمريكية الرئيسة نجد أن الغالبية العظمى من أعضاء هيئة التدريس في أقسام العلوم السياسية هم من اليهود (حسب ملاحظتي الشخصية خلال فترة وجودي في أمريكا). وهذا الأمر يحتاج للوقوف عنده لأن المختصين في العلوم السياسية هم من يوجه الساسة والرأي العام، عن طريق الإعلام، وعن طريق التدريس في الأمور السياسية. فرأي الخبير مسموع فما بالك إن كان هذا الخبير أستاذا جامعيا.

المثال الثالث: لا يخفى على المراقب للسياسة في أمريكا أن المحامين يتحكمون في ذلك البلد بشكل كبير. فالرئيس الأمريكي الحالي محام وكذلك نائبه وكذلك زوجته وكثير من وزرائه، بالإضافة إلى معظم أعضاء الجهاز التشريعي في الكونجرس. ونظرا لأن القضاء في أمريكا هو السبيل، غالبا، لحل المنازعات وعلاج الأمور التي يتنازعها وجهتا نظر، فإننا نجد أن عدد اليهود في سلك المحاماة الأمريكي كبير جدا مقارنة بنسبة عددهم إلى باقي الشعب الأمريكي.

ذ- الفن والموسيقى والجنس والمال.

حيث لا ينفع القضاء ولا الإعلام ولا التوجيه العقلي، يلجأ اليهود إلى الغرائز. فهم فعلوا ذلك مع شمشون عندما سلطوا عليه دليلة، وفعلوا ذلك مع الملك الفارسي أحشويروش عندما سلطوا عليه أستير (أو هداسا كما تسمى بالعبرية)، وفعلوا ذلك آخر ما فعلوه في الرئيس الأمريكي الحالي كما لا يخفى على الجميع.

المثال الأول: عندما ننظر إلى المؤلفين الموسيقيين العالميين نجد أن فيليكس مندلسون هو اليهودي الوحيد الذي يصنف بين أهمهم. ولكن عندما ننظر إلى العازفين لأهم الآلات الموسيقية في هذا القرن، نجد أن أهم العازفين للبيانو وللكمان (وهما أهم آلتين في الموسيقى الغربية) يهود. ونعلم سر ذلك عندما نعرف أن للموسيقى دور هام جدا في حياة الغرب المسيحي لأنها جزء من ديانته أولا ومن موروثه الشعبي ثانيا.

المثال الثاني: ببساطة: أهم الممثلين والمخرجين والمنتجين للأفلام والتلفزيون يهود. والواقع أيضا أن اليهود قد خدموا هذا المجال فخدمهم، فتجد أن معظم الأفلام التي يمثل بها الممثلون اليهود الكبار أو يخرجها المخرجون اليهود الكبار أو ينتجها المنتجون اليهود الكبار، أفلام متقنة الصنع سهلة التقبل عند المشاهد. وفي الوقت نفسه نجد أن صناعة الأفلام والمسرح في بلادنا، على ما هي عليه من ابتذال وإسفاف، صناعة رديئة بعيدة عن الجودة. ومن المؤلم أيضا أن نقارن بين جودة أفلام الكرتون التي توجه للصغار والتي تنتجها شركة Disney أو شركة MGM مثلا، وبين أفلام الكرتون الإسلامية التي يمل منها الصغار بعد مشاهدة عشر دقائق فقط. وهنا نقطة مهمة يجب الاعتراف بها وهي أن اليهود قوم يحاولون قصارى جهدهم في إتقان عملهم، ولا يبخلوا عليه بالكثير أو القليل، سواء كان هذا العمل سيئا المضمون أو جيده.

المثال الثالث: لعل قصة الرئيس بيل كلينتون مع اليهودية المتدربة في القصر الأبيض مونيكا لوينسكي تدل على مدى اعتماد اليهود على الجنس في تحقيق أغراضهم. ونجد أنه من الضروري أن نذكر أن هذه المرأة اليهودية قد احتفظت بأحد فساتينها الذي لوثه السائل المنوي للرئيس الأمريكي في كيس بثلاجة لعدة سنوات تحسبا للوقت الذي سوف تستخدمه، هي أو من جندها، للضغط على الرئيس في حال الحاجة لذلك. (أعتذر عن النزول إلى هذا المستوى في الحديث لكني رأيت أنه مهم لإكمال الصورة، القذرة مع الأسف، لطريقة اليهود في التخطيط والتنفيذ لاستغلال الجنس في أغراضهم السياسية).

المثال الرابع: استخدم الجاسوس اليهودي الشهير إلياهو بن شاؤل كوهين، الذي تغلغل في أعماق نظام الحكم السوري تحت اسم كامل أمين ثابت حتى عرضت عليه الوزارة، التصوير السينمائي لتسجيل حفلات العربدة والجنس لعدد من المسئولين السوريين وذلك لاستخدامها كورقة ضغط عليهم في حالة الحاجة لذلك (أنظر كتاب "الجاسوسية الإسرائيلية وحرب الأيام الستة" لمؤلفه زهدي الجاسر -رحمه الله- والذي نشره تحت اسم مستعار).

المثال الخامس: أعطت الحكومة اليهودية القس جيري فالويل (وهو أحد أهم الدعاة الدينيين الأمريكيين لتوسع الدولة اليهودية إلى حدودها الكبرى ولهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل مكانه، لأن ذلك شرط لعودة المسيح كما يزعم، ويزيد عدد من يؤمن بهذه السخافة التي تحمل نتائج مريعة عن ستين مليونا من المسيحيين، معظمهم مؤيدون للحزب الجمهوري المحافظ) طائرة نفاثة وتحملت جميع نفقاته في سبيل إقناع الأمريكيين بأن الله سوف يتخلى عن الولايات المتحدة الأمريكية إذا تخلت عن دعمها للدولة اليهودية (مرجع رقم 3).


ر- الغش والخداع والتهويل والإبهام وتعمية الحقيقة.

اقترن اسم اليهود بالكذب والخداع والافتراء منذ القدم. وهم لم يتورعوا عن الكذب على الله عز وجل حتى يتورعوا عن الكذب عن غيره، كما أخبرنا بذلك القرآن الكريم (إن الله فقير ونحن أغنياء) آل عمران، 181. وقد ورد في التوراة (التي تسمى عند المسيحيين بالعهد القديم) أن يعقوب (عليه السلام) صارع الله فصرعه (تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا). ويستخدم اليهود كل الأساليب الملتوية لتحقيق مآربهم متمثلين في ذلك مبدأ ميكيافيلي (المنشور في كتابه "الأمير"): الغاية تبرر الوسيلة.

المثال الأول: يعمد اليهود إلى تغيير دينهم ببساطة لخدمة أغراضهم الشخصية، كما فعلوا حينما حاولوا صرف المؤمنين في المدينة عن الإسلام بقبوله ثم الارتداد عنه سريع، قال تعالى: (وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون) آل عمران، 72. ونجد الأمثلة الحية على ذلك من الإدارة الأمريكية السابقة حيث أن وزير الدفاع ويليام كوهين من أسرة يهودية ويدعي النصرانية، كما أن وزيرة الخارجية مادلين ألبرايت من أسرة يهودية (ابن عمها يعيش في مستوطنة في الضفة الغربية) ولكنها تدعي النصرانية. كما يشاع أن البابا جون بول الثاني (رأس الديانة الكاثوليكية الحالي) ينحدر من أسرة يهودية، والثابت أنه ماسوني وقد قام بإلغاء قانون بابوي يحرم بناء عليه الكاثوليكي ويطرد من الكنيسة إذا انتمى إلى جمعية ماسونية. ومن المعروف أنه لم يمر على تاريخ البابوية أكثر حرصا على مصلحة اليهود من البابا الحالي.

المثال الثاني: يحاول اليهود جهدهم خداع غيرهم. ومن الأمثلة الحية على محاولات الخداع اليهودية اتفاقيات السلام التي تهدف في آخر الأمر إلى تطبيع العلاقات بين الدولة اليهودية والدول العربية والإسلامية. وأعتقد يقينا أن الهدف الأول من هذه الاتفاقيات هو فتح الأسواق العربية والإسلامية أمام البضائع اليهودية، والثاني توجيه السياسة والتعليم في الدول العربية والإسلامية بحيث يخف العداء لليهود تدريجيا بين العرب والمسلمين حتى ينسوه أو تنساه الأجيال المقبلة. وموضوع هذه النقطة حيوي جدا وتجب مناقشته بتعمق ولكن لا يتسع المجال هنا للاستفاضة ولذلك سوف أقتصر على ضرب الأمثلة:
§ يظهر لكل ذي بصيرة الهدف الاقتصادي من وراء التطبيع المنشود، ومن أفضل المصادر التي تعالج هذا الموضوع شريط بعنوان التطبيع للشيخ سلمان العودة. وسوف تكفل منظمة التجارة العالمية للشركات اليهودية حرية الدخول إلى الأسواق العربية والإسلامية متى ما أصبحت هذه الدول أعضاء في هذه المنظمة ووقعت اتفاقيات سلام مع الدولة العبرية.
§ اختفت من وسائل الإعلام العربية والإسلامية (عدا إيران) استخدام مصطلح العدو الإسرائيلي عند التعبير عن الدولة اليهودية.
§ ألغي التجنيد الإجباري في الأردن (الصيغة الرسمية أنه جمد) إبان توقيع اتفاقية السلام مع الدولة اليهودية.
§ طالبت السلطات اليهودية السلطة الفلسطينية بمنع خطباء الجمعة في الضفة الغربية وقطاع غزة من استخدام الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تسيء لليهود، فلبت السلطة الفلسطينية الطلب فورا (نشر الخبر في جريدة الشرق الأوسط). وبعد هل لنا أن نعجب لهواننا على الناس؟
§ صدرت التوجيهات في دولة الإمارات العربية المتحدة بإزالة صور البطولة والشجاعة الإسلامية وقيم الجهاد والشهادة تدريجيا من مقررات اللغة العربية لمدارس البنين والبنات (حسب الإفادة الشخصية لأحد موجهي اللغة العربية في الإمارات).
§ يقول فهمي هويدي : (... فإن الاسرائيليين لم يكفوا عن مطالبة الدول العربية بوقف بث وتداول الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تناولت الاسرائيليين، وفضحت موقفهم من الإسلام والمسلمين منذ العهد النبوي، ووفي حدود علمي فإن عددا غير قليل من الدول العربية استجاب لهذه الدعوة، وروعيت الرغبة الاسرائيلية في مناهج التعليم، كما روعيت في خطب الجمعة، خصوصا تلك التي تبث عبر وسائل الإعلام وينقلها التلفزيون ...). ثم ضرب المثل بمناهج التربية الاسلامية في دولة خليجية حيث عمم خطاب رسمي على المدارس بحذف وتعليق النصوص القرآنية والأحاديث النبوية والمباحث المتعلقة بأهل الكتاب عامة واليهود خاصة (مجلة المجلة، العدد 1060، 4-10/6/2000).

المثال الثالث: عمل اليهود بدأب حتى أصبحت تجد مادة منظمة التحرير الفلسطينية تحت مادة الإرهاب في مكتبات الغرب. وهذا عكس للحقيقة، ولكن الآذان لا تسمع إلا الصوت الجهوري.

المثال الرابع: يهول اليهود من مصائبهم كثيرا، وقصدهم في ذلك استجلاب شفقة المجتمعات التي يعيشون فيها. وأصدق مثال على ذلك هو ما يدعيه اليهود فيما يتعلق بعدد من قتلوا على يد النازية أثناء الحرب العالمية الثانية. وأية محاولة، مهما كانت علمية ومبنية على أسس تاريخية متينة، لمراجعة هذا الرقم (يدعي اليهود مقتل ستة ملايين يهودي على يد النازيين إبان الحرب العالمية الثانية) أو للتشكيك في استخدام غرف الغاز في إعدام اليهود تجابه بعنف هائل (معنوي ومادي). وقد تطرقنا لما حدث لروجيه جارودي سابقا عندما أثبت بالدليل القطعي في كتابه (الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية) مبالغة اليهود في عدد القتلى واستحالة استخدام غرف الغاز في إعدام هذا الكم الهائل من البشر. ومن الكتب المهمة في هذا المجال ما ألفه الكاتب اليهودي نورمان فنكلشتاين بعنوان (صناعة الهولوكوست) والذي يفضح فيه كيفية استغلال اليهود لأحداث الحرب العالمية التالية، والكتاب الآخر بعنوان (أمة تحاكم) والذي فضح فيه التزوير المتعمد من قبل بعض اليهود للتاريخ لتأصيل فكرة المذابح اليهودية.

المثال الخامس: يستخدم اليهود مصطلح معاداة السامية Anti-Semitism للتعبير عن معاداة اليهودية، وفي هذا مكر وإبهام على السامع. وسبب ذلك أن معظم الناس، في الغرب خاصة، لا تعي كنه هذا التعبير، ولكنها لقنت منذ الصغر أنه سيئ. فالواحد منا متى ما غرس فيه منذ الصغر أن الغول مخيف -كما كانت الأمهات يفعلن فيما مضى- فإنه سيخاف من الغول حتما وسيكرهه، حتى ولو كان هذا في باطنه. وهكذا نجد أن الغربي، الذي لا يجد غضاضة في كره اليهودي كما كرهه آباؤه وأجداده من قبل، لا يتقبل معاداة السامية حتى ولو لم يفهم معناها.

ز- التصفية السياسية والجسدية.

يلجأ اليهود إلى التصفية السياسية والجسدية عندما لا يبقى لديهم مخرج آخر، والتصفية الجسدية ليست مقصورة على القتل بل تتعداه إلى الخطف والسجن والتعذيب والنفي. والأمثلة على ذلك كثيرة.

المثال الأول: محاولة اغتيال الرسول صلى الله عليه وسلم مرتين.

المثال الثاني: محاولة قتل المسيح عليه السلام.

المثال الثالث: قتل يحي عليه السلام.

المثال الرابع: اغتيال أبي جهاد.

المثال الخامس: محاولة اغتيال خالد مشعل (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس) في الأردن.

المثال السادس: العمل على اسقاط أي سياسي أو موظف في دائرة سياسية أو أمنية أو استخباراتية لا يكون مؤيدا للدولة اليهودية 100% (ويأتي هذا الكلام من أحد رجالات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في مرجع رقم 11). ومن أشهر الأمثلة على ذلك عدم نجاح السيناتور بول فيندلي (المرشح عن ولاية إيلينوي) في انتخابات الكونجرس لأنه تجرأ على توجيه أسئلة اعتبرها اليهود مسيئة لهم. وقد ذكر بول فيندلي ذلك في كتابه (من يجرؤ على الكلام).

المثال السابع: اختطاف مورخاي فانونو (الخبير النووي اليهودي الذي باح بأسرار البرنامج النووي اليهودي لجريدة بريطانية) من إيطاليا ومن ثم محاكمته وسجنه.

س- تمكين اليهود من مناصب حساسة في بلاد المسلمين وغير المسلمين

مهما سعى اليهود ليؤثروا على قرارات معينة أو توجهات دولة أو حكومة، فإنهم لن يستطيعوا إلا إذا فتحت الحكومة بابها لهم ليؤثروا عليها. وقد يحدث هذا عن حسن نية كما فعل صلاح الدين الذي كان جل أطبائه من اليهود أو عن سوء نية كما فعل الرئيس كلينتون.

المثال الأول: الطبيب اليهودي يعقوب بن كلس الذي ولي أمر ديوان كافور الإخشيدي وأصبح الوزير الأكبر لدى العزيز (نزار بن معد) بن المعز لدين الله الفاطمي (مرجع رقم 12).

المثال الثاني: حسداي بن شروط الاسرائيلي طبيب عبد الرحمن الثالث في الأندلس (مرجع رقم 12).

المثال الثالث: اثنا عشر طبيبا يهوديا حول صلاح الدين منهم طبيبه الخاص موسى بن ميمون أهم شراح التلمود (مرجع رقم 12).

المثال الرابع: اعطاء اليهود مناصب حساسة في الدولتين العبيدية الفاطمية والعثمانية منذ انشائهما (مرجع رقم 10).

المثال الخامس: كان معظم المسؤولين في الحكومة الأمريكية السابقة من اليهود. وملحق بهذه الدراسة تعدادا بأسمائهم.

ش- الخيانة

ليس المقصود بالخيانة هنا هو أن يكون المرء عميلا للدولة اليهودية، فهذا في الغالب غير صحيح ولكن المقصود هنا تغليب مصلحة الفرد على مصلحة الأمة وينتج عن ذلك الاضرار بمصلحة الأمة والنفع المباشر أو غير المباشر للدولة اليهودية. وإذا كان هذا النوع من الخيانة حاصلا من بعض الدول العربية، فالنتيجة المباشرة هي مساعدة اليهود والاضرار بالأمة الاسلامية. والأمثلة على ذلك كثيرة، نوجز بعضا منها فيما يلي:

المثال الأول: ناشد الملك حسين الدولة اليهودية ضرب القوات السورية أثناء أحداث ايلول الأسود (بي بي سي أون لاين 1/1/2000).

المثالث الثاني: محمد حسنين هيكل كان يزود السفارة الأمريكية في القاهرة بمعلومات استخباراتية مهمة في حوزته وبالطريقة التي حصل عليها في مقابل الحصول على معلومات صحفية من السفارة الأمريكية (مرجع رقم 13 ص 53).

المثال الثالث: الاستخبارات المصرية والجزائرية كانت تتعاون مع الاستخبارات الغربية في كشف الفلسطينيين التابعين لجماعة أيلول الأسود (مرجع رقم 13 ص 98).

المثال الرابع: حسني الزعيم جاء عن طريق انقلاب عسكري رتبته الولايات المتحدة في 30/3/1949 لإزاحة شكري القوتلي عن الحكم في سوريا لأن القوتلي كان مناهضا للدولة اليهودية ولم يرض بالسلام معها، فجيء بحسني الزعيم الذي كان قائدا للجيش إلى الحكم لتحييد الجيش السوري (مرجع رقم 13 ص 203).

المثال الخامس: معظم الحكومات العربية كانت تحارب الفلسطينيين سرا وتتظاهر بمساعدتهم علنا، وأكثرهم خيانة كانت الحكومة السورية التي كانت تشجع الفلسطينيين على القيام بغارات داخل فلسطين ثم تخبر اليهود بتفاصيل الغارات (مرجع رقم 13 ص 221).

المثال السادس: استعادة فلسطين والوحدة العربية لم تكن أبدا من أهداف جمال عبد الناصر (مرجع رقم 11 ص 69)، وكان عبد الناصر يرى أن العراقيين متوحشون وأن اللبنانيين بلا أخلاق، وأن السعوديين وسخون، وأن اليمنيين أغبياء، وأن السوريين لا يعتمد عليهم وخونة (مرجع رقم 11 ص 69).

المثال السابع: مسارعة الدول العربية إلى فتح علاقات سياسية أو اقتصادية أو سياحية مع الدولة اليهودية مثل قطر وعمان والمغرب واليمن والجزائر وليبيا، إضافة إلى مصر والأردن.

المثال الثامن: كانت أهم نتائج حرب الخليج الثانية التي بدأها صدام حسين هي:
1- تدمير الجيش العراقي والاقتصاد العراقي والشعب العراقي والبنية التحتية للعراق.
2- تدمير اقتصاد المنطقة بسبب تكاليف الحرب وما تلاها من عقود عسكرية بمئات المليارات.
3- اعطاء الولايات المتحدة الضوء الأخضر للوجود العسكري الكامل في الخليج، لدرجة أن أكبر مخزن أمريكي للأسلحة خارج الولايات المتحدة يوجد في قطر.
4- التخفيف من العداء التقليدي لليهود في الكويت خاصة وفي دول الخليج عامة مقابل ازدياد الكره للعراق خاصة ولمن سمي بدول الضد عامة.
5- تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من دول الخليج وخاصة الكويت إلى الأردن حيث لا توجد فرص عمل، وبالتالي فقدهم لأموالهم ولمصدر دخلهم الذي كان هو مصدر التمويل الوحيد للانتفاضة الأولى. ونتج عن ذلك انتهاء الانتفاضة (التي لم تستطع الآلة العسكرية اليهودية رغم جبروتها إيقافها فأوقفها صدام حسين في أشهر قليلة) وإجبار الفلسطينيين على التوقيع على السلام المهين.

خامسا: ماذا علينا أن نفعل؟

حاولت فيما سبق أن أسلط الضوء على الأساليب التي ينتهجها اليهود لإنفاذ مخططاتهم، ومن هذه الأساليب ما هو شرعي ومنها ما هو غير ذلك. وبذلك خسرنا، إضافة إلى معاركنا العسكرية مع الدولة اليهودية، المعارك السياسية الاعلامية. أصبحت الدولة اليهودية أمام العالم أنموذجا للدولة المتحضرة، أما صورة العرب عند الغرب فتتراوح من حكام مستبدين إلى شعوب متخلفة وأية حركة تبغي الإصلاح توصم بالأصولية والإرهاب. فما هي الطرق المناسبة إذا لإصلاح هذا الوضع غير السوي. أعتقد أن الخيارات المطروحة أمامنا لا تزيد عن الثلاثة:

1- أن لا نفعل شيئا ونبقى على نومنا.
2- أن نتعلم كيف يتعامل اليهود مع المجتمعات الغربية ثم نقلدهم في مجالات الإعلام والسياسة حتى نحصل على عدالة وشرعية المجتمع الدولي.
3- أن نعلم علما يقينيا بأننا مهما فعلنا فلن يرضى عنا اليهود ولا النصارى لأننا لا نتبع ملتهم، وأن نعلم أنه لا مناص لنا من إصلاح أنفسنا أولا وأهلينا ثانيا ومجتمعنا ثالثا حتى يتحقق شرط الله لنا في النصرة. قال تعالى: (يا إيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) سورة محمد آية 7. فإن نصرنا الله في أنفسنا وأهلينا ومجتمعنا فلن نحتاج إلى استرضاء غيره.

وقد حاولت أن أجيب عن السؤال حول كيفية إصلاح نفسي، فرأيت أنه من المناسب لي (خاصة وأنني تعودت على التعامل مع الأرقام والإحصائيات) أن يكون من خلال تقويم يومي لأدائي في أمور الحياة المهمة (في جدول مناسب) ثم محاسبة نفسي نفسي شهريا.

وبعد إصلاح النفس يأتي إصلاح المجتمع، وهذا الموضوع أكبر من علمي وقدرتي بكثير، ويحتاج إلى تكاتف عدد من الغيورين المخلصين لزرع بذرة إصلاح المجتمع. ولكن اسمحوا لي أن أقترح النقاط التالية لبدء الحوار حول هذا الموضوع تحت شعار "لنستعيد الأمة" (وأقصد بهذا قوله تعالى: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله" آل عمران، 110):

1- لنصلح من أنفسنا أولا.
2- لنحدد هدفا أسمى نسعى جميعا لتحقيقه. وقد يكون هذا الهدف هو استعادة أمة الإسلام.
3- لنعلم الشباب تاريخ أمتهم وأمجادها وبطولاتها في نفس الوقت الذي نعلمهم أصول دينهم.
4- لنقوم الضعف في أهم الأماكن في المجتمع، في رأيي، وهما المدارس والمحاكم وأجهزة الأمن، وذلك بتوجيه الشباب المخلص المستقيم الغيور على أمته للانخراط في سلك التدريس أو القضاء أو الأمن.
5- لنوجه الشباب المتفوق، حال إنهائه الثانوية، إلى التخصصات التي تخدم غرض استعادة الأمة. (وهذا يحتاج إلى دراسة مستفيضة).
6- لنتخلص من أهم آثار التطبيع قبل أن يأتينا وهو التبعية الاقتصادية. وليس ذلك صعبا إذا علمنا أن خيار الشراء بيد المستهلك وليس بيد البائع. ويكفي أن نشرح لمن يرغب في شراء آيسكريم من نوع هاجن داز أن المشتري يدفع بين ريال وثلاثة ريالات مباشرة للدولة اليهودية عند شرائهم بمبلغ عشرة ريالات.
7- لنوجه أصحاب الأموال من الغيورين على دينهم إلى استثمارها في دول إسلامية فقيرة حتى نرقى بهم من درك الجهل الذي هم فيه، ولا يأتي الرقي والوعي إلا مع التعلم والصحة التي هي ثمار وجود المال.
8- لنذكر إخواننا الذين يبنون المساجد أنه بتكلفة بناء مسجد واحد في الرياض نستطيع بناء أكثر من عشرة مجمعات إسلامية بها مساجد ومدارس وعيادات في الدول الفقيرة من آسيا وأفريقيا.
9- لنكثر من الدعاء

وفي الختام أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد وأن يجعل عملنا هذا خالصا له سبحانه.

المراجع

1. محمد معروف الدواليبي، دراسة حول أكذوبة الأرض الموعودة لبني إسرائيل (من الفرات إلى النيل)، دار الشواف، 1994

2. روجيه جارودي، الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية، دار الشروق، 1998، الطبعة الثانية.

3. Grace Halsell, Prophecy and politics

4. Arthur Koestler, The thirteenth tribe

5. CIA Factbook, 1999. http://www.cia.gov/

6. Encyclopedia Britannica online edition, 1999. http://www.eb.com/

7. Steven Hawking, Brief history of time

8. أحمد ديدات، العرب واسرائيل: شقاق أم وفاق، ترجمة على الجوهري، دار الفضيلة، 1990.

9. محمد معروف الدواليبي، أمريكا واسرائيل، دراسة لدور الفكر الديني في الدعم الأمريكي لإسرائيل، دار القلم، 1990.

10. Israel Shahak, Jewish History Jewish Religion, Pluto Press, 1997.

11. Miles Copeland, The game of nations, Simon and Schuster, New York, 1969.

12. محمد البار، لمحات من سيطرة اليهود ومكايدهم، الدار السعودية للنشر والتوزيع، 1420.

13. Miles Copeland, Without cloak and dagger, the truth about the new espionage, Simon and Schuster, New York, 1974.

مراجع مختارة للدكتور حسن ظاظا -رحمه الله- عن اليهود وموجودة في مكتبة جامعة الملك سعود.

§ الشخصية الإسرائيلية، دار القلم، دمشق، 1990، ط1.
§ الفكر الديني اليهودي: أطواره ومذاهبه، دار القلم، دمشق، 1987، ط2.
§ أبحاث في الفكر اليهودي، دار القلم، دمشق، 1987، ط1.
§ حول تاريخ الأنبياء عند بني إسرائيل (تأليف م.ص. سيجال وترجمة حسن ظاظا)، جامعة بيروت العربية.
§ الشخصية الإسرائيلية، دار القلم، دمشق، 1985، ط1.
§ إسرائيل ركيزة للاستعمار بين المسلمين، مجمع البحوث الإسلامية، القاهرة، 1973.
§ القدس مدينة الله؟ أم مدينة داود؟ مطبعة جامعة الإسكندرية، 1970.


  مستخدم محذوف    عدد المشاركات   >>  3              التاريخ   >>  8/10/2003



    صراحه موضوع مفيد وممتاز وشيق مع أني ماقريته لأنه       طويييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييل والدليل كثرة الذين تشرفو بالمرورعلى الي فوق وعددهم 1755 زائرولاواحدمنهم رد ماهوالسبب  ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

   تصدقون سؤالي يعمل للي فوق حس 

على فكره أبو زك زك عندي مفاجئه  قمت بأحصائيه للمواضيع التي كتبتها والردود عليها وقارنتها بنسبة الأحكام التي تنقض من تمييزالرياض كما ذكرت في أحد كتاباتك أنها ثمانيه من كل الف صك حكم واكتشفت تفوقكم لأنكم كتبتم28موضوع لاتخلو من السب   ولسخريه وأطلع عليها 32125 مشارك الردود161أغلبها ردودك سوف نوافيكم   بالتفاصيل لاحقا  

    شي ملفت           


 
 

 

الانتقال السريع           

 

  الموجودون الآن ...
  عدد الزوار 3314 / عدد الاعضاء 63